معلقون: ادانة ابو حمزة المصري يجب ان تدفع المسلمين لكي يستعيدوا زمام المبادرة من المتطرفين
اعتراف صحف باعطائها اولوية لشخصيات متشددة كي تمثل صورة المسلمين في الغربمعلقون: ادانة ابو حمزة المصري يجب ان تدفع المسلمين لكي يستعيدوا زمام المبادرة من المتطرفينلندن ـ القدس العربي :اسئلة كثيرة طرحها المعلقون البريطاني حول الصادر علي الناشط ابو حمزة المصري، الذي اتهمه قاض بالقيام بالتحريض علي القتل والكراهية، فخلال محاكمته التي استمرت شهرا، قام الادعاء بتقديم اكثر من عشرين ساعة من خطبه التي القاها في مسجد فينزبري بارك، شمال لندن، والذي كان امامه لفترة قبل ان تبدأ المشاكل بينه وبين هيئة الامناء ثم قيام الشرطة عام 2003 باقتحام المسجد واغلاقه لمدة عام تقريبا قبل ان تسلم عهدته للجنة امناء جديدة.واللافت في التعليقات هو استغرابها من الحكم الصادر عليه، وهو سبعة اعوام، ولانه قضي في السجن معظم هذه المدة، فمن المتوقع ان يخرج في غضون عامين، اما الامر الاخر، وهو ان كان ابو حمزة المصري خطيرا بهذه الدرجة فلماذا تأخرت الشرطة بالتحرك ضده واعتقاله. فقد برز ابو حمزة بعد الحكم علي انه كان ناشطا في التحريض، وتأثرت به مجموعة كبيرة من الناشطين الجزائريين والبريطانيين المسلمين والامريكيين. ولكن ابو حمزة المصري قال في دفاعه ان الشرطة البريطانية والفرع الخاص فيها اتصل به وقال له انه مادام يتحدث في خطبه فلا ضريبة علي الكلام، ومادام لم يسل دم في الشوارع فلا مشكلة من هذا. وقرر القاضي ادانة ابو حمزة في ست قضايا من تسع، حيث قال في معرض قراره ان ابو حمزة من حقك استخدام حرية التعبير، ولكن لحد عندما يتعلق الامر بالتحريض علي القتل والكراهية . وفي الوقت الذي سيقوم الدفاع الذي اعتبره ابو حمزة سجينا بسبب ارائه الدينية وانه يتعرض لما اسمته الاستشهاد البطيء . وتري صحف ان ادانة ابو حمزة الذي قد يواجه ترحيلا الي امريكا ليواجه اتهامات بمحاولة اقامة معسكر لتدريب افراد علي عمليات للقاعدة في ولاية اوريغان، ان هذا الحكم قد يشكل نهاية للهجمات علي ما اسمته الغارديان علي اليهود والشاذين، واعترفت في المقابل عن الخطأ الذي يرتكبه الاعلام عندما يتعلق الامر بالاصوات العالية التي تقدم فيه وتعرض علي انها ممثلة للمسلمين، وقالت ان برنامج العالم اليوم التابع لمحطة بي بي سي مع عمر بكري محمد، الذي ترك بريطانيا الي لبنان الصيف الماضي حيث قالت ان هذا القرار خطأ. واعتبرت صحيفة التايمز المحافظة ان الحكم علي ابو حمزة ليست له علاقة بحرية التعبير، او حتي الخروج علي اللياقة الادبية عندما يتعلق الامر بالحديث عن بريطانيا، ولكن له علاقة بموقفه من قتل غير المسلمين الذي اعتبره، اي ابو حمزة مبررا ايا كانت الظروف والوسائل. واعادت التايمز نفس السؤال عن السبب الذي تأخرت فيه ادانة الناشط المصري. وتري ان الحكم الذي صدر ربما يسرع الاجراءات الامنية في المستقبل عندما يقوم بعض الاشخاص باستخدام حرية الرأي المسموحة لهم وتحشيد اتباعهم وتحريضهم علي العنف والكراهية. ولاحظت الصحيفة ان الحكم الصادر علي ابو حمزة قد يجعل المسلمين يقارنون بين ادانته وبين حكم البراءة الذي اصدره قاض بحكم نيك غريفين، زعيم الحزب القومي البريطاني الذي تهجم علي الاسلام والمسلمين. ولكن الصحيفة تري ان القضية ضده ليست قوية مثل الاتهام الذي وجه الي ابو حمزة. ودعت الصحيفة المسلمين للاستفادة من هذا الحكم، حيث قالت ان ابو حمزة برر نشاطاته بكونها محاولة لدفع المسلمين للدفاع عن انفسهم، وخلافا لموقفه، يجب علي المسلمين التخلي عن العنف. وعليهم بحسب الصحيفة استعادة الاسلام من رجل آبق كابو حمزة والسعي من اجل تصحيح صورة الاسلام والمسلمين. بالنسبة للصحيفة اليمينية المعروفة ديلي تلغراف فان ابو حمزة الكاره لليهود، يعتبر مجرما، وعليه فهو لا يستحق الشفقة او التعاطف. واعتبرت الصحيفة ان درس ابو حمزة يجب ان يعلم الحكومة، والجهات الامنية والسلطات القضائية تطبيق القانون بشمولية، وليس بانتقائية، مشيرة الي ان ابو حمزة كان من الواجب اعتقاله وتقديمه للمحاكمة في عام 1999. ولم يعجب الصحيفة قول رئيس فريق الادعاء في معرض تعليقه علي قرار القاضي، بان محاكمة ابو حمزة لا تعني باي حال ان الاسلام في قفص الاتهام بل ابو حمزة الذي اساء تفسير القرآن الكريم. وهنا تقول الصحيفة يبدو انه في الدوائر الرسمية هناك اتجاه يؤكد علي ضرورة التعامل برفق مع المجرمين المسلمين، واضافت ان الجميع متساوون امام القانون.ابو حمزة المصري، واسمه مصطفي كامل، مولود في الاسكندرية لاب كان ضابطا في الجيش المصري، جاء الي بريطانيا عام 1979 واكمل دراساته في الهندسة المدنية في جامعة برايتون، وعمل كفني في كلية ساندهيرست العسكرية. وخلال فترة دراسته كعمل كموظف استقبال في احد الفنادق حيث التقي بفتاة انكليزية هي فاليري ترافيرسو، التي تزوجها عام 1980. ويصف الذين عرفوا ابو حمزة في سنواته الاولي بانه شخص عادي يحب الموسيقي والكراتية، وكان يحب الظهور وجلب الانتباه، وعمل في ناد ليلي للحصول علي مال اضافي كي يصرف علي بيته. وتنقل الصحيفة عن أبو حمزة قوله قبل عامين: حلمت بالهجرة الي الغرب ظنا مني انه جنة بوسعك فعل ما يحلو لك فيها، فأنا لم أكن مسلما جيدا .وفي عام 1984 بدأ ابو حمزة يظهر اهتماما بالدين، واخذ مع زوجته بقراءة القرآن، وعندما انفصل عنها عام 1984 واصل دراساته في مسجد في ستراتفورد في شرق لندن، وسافر بعد ان غير اسمه الي ابو حمزة المصري الي افغانستان، حيث تعرض لحادث فقد بسببه احدي عينيه، ويده، وعاد الي بريطانيا بعد ان زار البوسنة، واخذ يتردد علي مسجد فينزبري بارك الذي بني بمساعدة سعودية وافتتحه الامير تشارلز ولي العهد البريطاني، . وفي عام 1998 سيطر مع عدد من اتباعه علي المسجد. وتردد علي المسجد عدد من الناشطين، منهم زكريا الموسوي، الذي يعتقد انه الانتحاري العشرون في مجموعة المهاجمين الذين فجروا مركز التجارة العالمي، وجمال بيغال، الجزائري، وريتشارد ريد، مفجر الحذاء، ونزار طرابلسي، لاعب كرة القدم التونسي السابق، وجيمس اوجاما، وفيروز عباسي الذي اعتقل في افغانستان وكان من ضمن البريطانيين الذين اعتقلوا في غوانتانامو واطلق سراحهم لاحقا. وقال مسؤول امني فرنسي ان الاجراءات البريطانية ضد ابو حمزة جاءت متأخرة. واتهم مسؤول امني فرنسي لندن بالاخفاق في اتخاذ اجراء ضد ابو حمزة المصري رغم تقديم أدلة لها عن علاقته الواسعة في الارهاب . وقال كريستوف تشابود مدير وحدة التنسيق الوطني ضد الارهاب في فرنسا للغارديان ان ابو حمزة أرسل عشرات الشبان المسلمين من مسجد فينزبري بارك الي معسكرات التدريب في افغانستان.وقال ان الادلة علي تورط ابو حمزة في الارهاب قدمتها الاستخبارات الفرنسية الي بريطانيا والتي علي ما يبدو لم تتخذ اي اجراء لمنعه، مع ان الفرنسيين كانوا يعتقدون ان هناك ضرورة لاعتقاله وتقديمه للمحاكمة.واكد المسؤول ان فرنسا كانت متيقنة من ان ابو حمزة كان يلعب دورا رئيسيا في نشر الجهاد عن طريق الحملات الدعائية واقناع الشبان المسلمين بالذهاب الي افغانستان منذ منتصف التسعينات وحتي العام 2001 حين اطاحت قوات التحالف بنظام طالبان. ووصف تشابود مسجد فينزبري بارك انه لعب دورا كبيرا في نشر الافكار المتشددةبين الشبان المسلمين واعدادهم وارسالهم الي معسكرات القاعدة في افغانستان.ولكن الغارديان نقلت عن مصدر يعرف ابو حمزة ان الاخير كان يعمل مخبرا لدي جهاز الامن الداخلي البريطاني (إم آي 5) ويمرر له المعلومات عن الجهاديين الذين يري ان آراءهم أشد تطرفا من آرائه.