‘السيسي’ رئيسا بلا خصوم

حجم الخط
11

منحت القيادة العليا في الجيش المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي أمس رتبة مشير وهي اعلى رتبة في الجيش المصري. وهذه هدية تسريح من الخدمة العسكرية جليلة جدا لمن حرر مصر من حكم الاخوان. وليس للمشير ما يخشاه في الحياة المدنية حيث تنتظره ايضا اعلى الرتب وهي رتبة الرئيس.
قبل ان يعود مواطنو مصر في منتصف الشهر الى صناديق الاقتراع ليوافقوا على الدستور الجديد باكثرية ساحقة، 97.7 بالمئة، بايام قليلة اعلن السيسي انه ‘اذا طلب الشعب مني فسانافس في رئاسة مصر’. وذكرت صورة كلام السيسي بجمال عبد الناصر. وذكرت نتائج استفتاء الشعب بمبارك. والان بعد ان تلقى السيسي الرتبة، خاط لنفسه دستورا مع الحُلة، واستقال من عمله في الحكومة المصرية (نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع) وحصل على موافقة جميع اعضاء المجلس العسكري الاعلى فبقيت رئاسته مسألة رسمية فقط.
ان كل اولئك الذين كانوا يرون انفسهم مرشحين للمنصب تقريبا وفيهم عمرو موسى يخلون الميدان للمشير. فبعد ان اخرج السيسي الاخوان المسلمين خارج القانون لم يعد يوجد للجنرالات في مصر اليوم خصوم في واقع الامر. واعاد السيسي مصر الى الايام التي سبقت ثورة التحرير. وفي ميدان التحرير اصبح يبرز اليوم السيسي وعبد الناصر. في عودة الى المستقبل أو الى المستقبل رجوعا الى الخلف اذا شئنا الدقة.
من المدهش ان نرى مسار اليقظة الذي مر به الشارع المصري والتيار الليبرالي. فقد اصبح عمرو موسى وزير الخارجية المصري السابق والامين العام للجامعة العربية، اصبح فجأة واحدا من كبار المدافعين عن السيسي. وبين لاولئك الذين يريدون التذكير بأن السيسي استعمل قوة مفرطة على المتظاهرين ان ‘السيسي ليس دكتاتورا بل هو وطني منع حربا اهلية’.
لم يخطيء السيسي الى الان أي خطأ، فقد استخدم عمل وزير الدفاع استخداما ماهرا وهو المنصب الذي منحه إياه الرئيس مرسي في حزيران 2012 كي يصبح هو نفسه الرئيس القادم على حساب مرسي ذلك الذي انتقل من قصر الرئاسة الى قفص في المحكمة. في 2010 حينما عين السيسي قائدا للاستخبارات المصرية واصبح بذلك افتى ضابط في هيئة القيادة العامة، قدم الى قائده المشير الطنطاوي تقريرا حذر فيه من ثورة شارع في مصر في ايار 2011. فقد اخطأ بـ 13 اسبوعا فقط في تنبئه المدهش. وهو ايضا الذي قدر بعد ذلك امام المجلس العسكري الاعلى ان محمد مرسي سيفوز في الانتخابات.
ان هذه التنبؤات يفترض ان تساعده في اثناء حكمه وان تساعده على ان يقرر بعد نهاية ولايتين كما يوجب الدستور الجديد هل يستمر أم يخلي مكانه.
ولما كنا قد عدنا الى الايام التي سبقت ثورة التحرير أو تلت ثورة الضباط الاحرار، فينبغي أن نفرض ان الامر سيكون متعلقا به اكثر من تعلقه بالدستور لان مهرجان الديمقراطية حل محله اليوم السيسيمانيا ويا للموضات كيف تتبدل.

بوعز بسموت
اسرائيل اليوم 28/1/2014

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محارب:

    مبروك على مصر / المملكة السيسية العربية المصرية /

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية