تجربة الاردن مع الاخوان يمكن الاستفادة منها بالدول المجاورة التوجه الاصلاحي والعلاقة مع حماس مرتبطان باحداث المنطقة

حجم الخط
0

تجربة الاردن مع الاخوان يمكن الاستفادة منها بالدول المجاورة التوجه الاصلاحي والعلاقة مع حماس مرتبطان باحداث المنطقة

آلان جورج الاختصاصي بشؤون الشرق الاوسط في جامعة اكسفورد:تجربة الاردن مع الاخوان يمكن الاستفادة منها بالدول المجاورة التوجه الاصلاحي والعلاقة مع حماس مرتبطان باحداث المنطقةلندن ـ القدس العربي ـ من سمير ناصيف: بدعوة من معهد الشرق الاوسط في كلية الدراسات الشرقية والافريقية في جامعة لندن، القي الزميل والباحث في جامعة اوكسفورد، واختصاصي شؤون المنطقة، آلان جورج محاضرة حول: برنامج الاردن الاصلاحي: الوعود والانجازات . ركز فيها علي الفوارق في سياسات الملك الراحل الحسين بن طلال ونجله الملك الحالي عبد الله بن الحسين مؤكدا ان الملك الحالي يركز الي درجة اكبر علي الشؤون الاقتصادية، ولكن الملكين اعتمدا سياسة انفتاح ذات طابع خاص في تعاملهما مع حركة الاخوان المسلمين يمكن للانظمة العربية المجاورة الاقتداء بها او ببعض مقوماتها وتوجهاتها.واشار جورج الي ان التفجيرات التي حدثت في الاردن في اواخر العام الماضي، في الفنادق السياحية الاردنية، لن تبدل طبيعة النظام الاردني الذي يركز الي درجة كبيرة علي اساسية دور الملك، ومن يحيط به، وعلي الطريقة الخاصة في تعامله مع المعارضة والقبائل والدول المجاورة والدول العظمي، الا ان جورج فضل عدم اعتبار هذا النوع من النظام ديكتاتوريا نظـــــرا لأن الملك عبد الله، شأنه شأن والده الملك حسين، يحل المشاكل مع خصــومه ومنتقديه بطريقة تشاورية وتوافقية.بيد ان المحاضر اكد بأن هذا لا يعني بان الاردن بلد ديمقراطي ينفذ جميع المعايير المطلوبة للديمقراطية، واوضح بان الاصلاحات الديمقراطية في الاردن، في العهدين السابق والحالي، ترتبط الي حد كبير بما يجري في المنطقة عموما وفي الاردن خصوصا، كما ان نظام الانتخابات في البلد يرجح كفة الاحزاب المؤيدة للنظام ويحصر تمثيل الاخوان المسلمين عبر اعطاء حصص اكبر من المقاعد لمناطق قبلية ذات كثافة سكانية محدودة علي حساب مناطق كثيفة السكان كعمان وجوارها يتكاثر فيها الاردنيون من اصل فلسطيني، ويرجح ان تصوت للاخوان المسلمين وهكذا كان الامر في انتخابات حزيران (يونيو) 2003 حيث نال الاخوان المسلمون 17 مقعدا والمستقلون في مقاعد وذهبت المقاعد الاخري الي احزاب تؤيد الملك علي الرغم من انها تحمل اسماء مختلفة.وبما ان الملك يعين رئيس الوزراء وبامكانه اعلان الحرب او السلم وتأجيل او عدم تأجيل الانتخابات، وليس بالامكان معارضته حول هذه الامور الا عبر اكثرية تتعدي ثلثي المجلسين التشريعيين الأعلي والأدني، فانه من الصعب، حسب جورج، تطبيق مبدأ المحاسبة والمساءلة، ولكن، علي الرغم من كل ذلك، فهذا الملك ووالده الراحل اعتمدا حسب المحاضر مبدأ التشـــاور والعلاقات الشخصية مع سائر الجهات الفاعلة في المجتمع الاردني. ومن هنا يشكل انفتاحهما للآخرين في المجتمع طابعا خاصا وهو يعتمد الي درجة كبيرة علي نظام اجتماعي يركز علي القبيلة والعائلة.بيد ان ابواب الحوار في الاردن، حسب جورج، مفتوحة وليست مغلقة بالقوة كما في دول كالسعودية وسورية وغيرهما. وفقط 13% من الاردنيين يعتبرون بان نشر الديمقراطية يشكل المشكلة الاولي في بلدهم. انها برأي المحاضر، ديمقراطية توافقية وخصوصا لكون العمود الفقري للنظام السياسي هو النظام القبلي والعائلي.ولكن جورج طرح السؤال التالي: ماذا لو حكم الاردن ملك ديكتاتوري يفضل البطش والقمع علي الحوار والتوافق؟ ويجيب قائلا انه في مثل هذه الحالة سيصعب كبح جماحه.اما بالنسبة لليبرالية الاقتصادية التي يطرحها الملك عبد الله فيقول جورج انها مستوحاة من فلسفة المحافظين الجدد في امريكا ويصعب تطبيقها في الاردن. كما يصعب ضبط الفساد والرشاوي في النظام والقضاء علي البطالة والفقر المتفشيين عبر مثل هذه السياسات الاقتصادية. ويخشي جورج ان تتفاقم الاوضاع الاقتصادية المتردية في الاردن وتنجح الجهات الاسلامية العنيفة التوجه في استقطاب الجماهير بحجة انقاذهم من هذه الاوضاع السيئة وبالتالي فالبلد بحاجة برأيه الي خطة اقتصادية اكثر واقعية.وسألته القدس العربي ما اذا كان فوز حماس في الانتخابات الاشتراعية الفلسطينية سيؤثر علي وضع المعارضة الاخوانية في الاردن فأجاب: ان الملك عبد الله يقبل بوجود الاخوان المسلمين في المعارضة، ولكنه اكد في اكثر من مناسبة بانه لن يقبل بان يصبح هذا الحزب حزب الاكثرية لأنه بالتالي سيطالب بتسلم السلطة. كما ان الاردنيين من اصل فلسطيني، وخصوصا الفقراء منهم، يشكلون تربة خصبة للاستقطاب من جانب الاخوان المسلمين. والملك يشعر بخطورة هذا الأمر .ولكن جورج اضاف في رده علي سؤال آخر مرتبط بهذا السؤال بان العائلة الحاكمة في الاردن نجحت الي حد كبير في تعاملها مع الاخوان المسلمين بذكاء، واستطاعت اطفاء حدة اي ازمات قد تنطلق في التعامل معهم، ولعل مثل هذا التوجه يمكن ان يشكل نموذجا تتبعه دول عربية اخري يتمتع فيها هذا الحزب بقوة كبيرة كمصر وسورية والعراق وفلسطين .ويذكر ان الان جورج اصدر مؤخرا كتابا عن الاردن بعنوان الاردن: العيش في خط النار وهو صادر عن دار (ZED) زد للنشر في بريطانيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية