مواجهة الإرهاب يتطلب أجهزة أمنية لديها كفاءة في البحث لا في قهر الناس وقمعهم

حجم الخط
1

القاهرة ـ ‘القدس العربي’ كثيرة ومتشابكة هي الأخبار والموضوعات التي أبرزتها صحف امس الخميس 30 يناير/كانون الثاني، منها دراسة رئاسة الجمهورية مشروع قانون يسمح بالطعن على نتائج انتخابات رئاسة الجمهورية امام المحكمة الإدارية العليا بمجلس الدولة، وإلغاء القانون السابق بعدم جواز الطعن على النتيجة. كما واصلت الصحف متابعة اخبار قوات الجيش ومهاجمتهم اماكن للإرهابيين في سيناء بالطائرات، وتكثيف قوات الأمن جهودها للتوصل الى مرتكبي عملية اغتيال مدير المكتب الفني لوزير الداخلية اللواء محمد السعيد وتعقب باقي المتهمين في مهاجمة قوات تأمين كنيسة العذراء في السادس من أكتوبر ومقتل أمين الشرطة، بعد القبض على اثنين من المشاركين في الهجوم، وإحالة عدد من مراسلي قناة الجزيرة الى الجنايات، كما حاولت الصحف عدم التركيز على بيان التيار الشعبي الذي اعترض فيه على بيان المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن قبول ترشح السيسي للرئاسة إذا أراد، واعتبره تدخلا في السياسة، وموقف التيار الشعبي كما فهمته ليس ضد السيسي ولا الجيش، إنما له دوافع سياسية ومناورات قبل انتخابات مجلس النواب.
وإلى بعض مما عندنا:

ما ذنب الفن الإسلامي كي يمحى؟

ونبدأ تقرير اليوم من جريدة ‘عقيدتي’ عدد الثلاثاء لنكون مع زميلنا موسى حال الذي بكي على ما أصاب متحف الفن الإسلامي قائلا:
‘هؤلاء المجرمون الآثمون الذين دمروا الفن الإسلامي لا يدركون أن هذا المبنى الأثري ذاته بني في عهد الاحتلال الانكليزي بناه المصريون حباً في دينهم وعشقاً في حضارتهم، وفي عهد المحتل يثبتون للمحتل اننا أهل حضارة بل أهل حضارات، ويأتي هؤلاء ليهدموا ما بناه المصريون حتى في عصر الاحتلال، فأصبحوا، أي هؤلاء الجبناء أحط من المحتل وأخس من الخائن، ما ذنب تاريخ الفن الإسلامي كي يهدم من أجل تخليص حق مع الشرطة المصرية؟ ما ذنب الفن الإسلامي كي يمحى من أجل قتل بضع من جنود الشرطة وتكسير بضع من المكيفات الكهربائية وكسر العديد من النوافذ؟ ما ذنب الشعب المصري الذي يئن من الفقر والفاقة أن تدمر ثوابته التي سوف تتكلف اكثر من مئة مليون جنيه لإعادتها لأصلها، من الذي سيدفع هذا المبلغ، طبعاً من أرزاقنا وقوت أولادنا، هؤلاء الحمقى، هم خوارج سيدنا علي وقتلة الحسين والتتار هم أعداء الواحد القهار’.

المسجد الأقصى بريء من الإرهابيين

طبعاًَ، طبعاً، ولذلك وغيره قال عنهم في اليوم التالي زميلنا في ‘اللواء الإسلامي’ محمد الشندويلي:
‘نحن أمام إرهاب معترف بنفسه انه لا علاقة له بالإسلام وهو مدجج بالسلاح، والحقيقة المؤسفة ان جماعة بيت المقدس الإرهابية أعلنت مسؤوليتها عما حدث في بني سويف ولمديرية أمن القاهرة، وأني أتساءل كيف تتمسح جماعة إرهابية بأنها جماعة بيت المقدس، وبيت المقدس وهو المسجد الأقصى بريء من تمسحهم بهذا البيت الذي ذكر في القرآن الكريم ‘سبحان الله الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى’ هذه هي عادة الإرهابيين، ألم يعلم الإرهابيون، أن هدم الكعبة عند الله أهون من إزهاق نفس بشرية…’.

الشعب المصري يصر على إكمال ثورته

ونترك محمد الشندويلي في ‘اللواء الاسلامي’ ونتجه الى ‘أهرام’ اليوم نفسه لنرى ماذا عند زميلنا وصديقنا الدكتور محمد السعيد إدريس ـ ناصري ـ عن الذين يتحدثون عن أزمة في مصر، قال:
‘الأزمة المصرية التي تتحدثون عنها هي أزمة فلتان مصر من الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية في ظل الحكم الحالي ‘تحالف الشعب والجيش’ الذي أسقط حكم الإخوان، ووضع ‘خريطة طريق المستقبل’ وأنجز أحد أهم مشروعاتها وهو الدستور، الذي شارك أكثر من عشرين مليون مصري في الاستفتاء عليه، وتجاوزت نسبة الموافقة عليه 98′ ويستعد للخوض في المشروعين الآخرين، انتخاب رئيس للجمهورية وانتخاب برلمان جديد، والخوف كل الخوف من أن يستطيع المصريون إكمال هذه الخريطة وانتخاب رئيس جديد يستطيع أن يقول ‘لا’ لأمريكا. انخراط تلك الأجهزة الاستخباراتية للتخطيط لما يسمونه بـ’الأزمة المصرية’ له معنيان أولهما: الإقرار بفشل الإخوان وتنظيمهم الدولي في إسقاط ما سموه بـ’الانقلاب على الشرعية’ ويقصدون ثورة 30 يونيو 2013. وثانيهما: ان هذه الأجهزة هي التي تتولى الآن ما يسمونه، بـ’إرادة الأزمة’، والهدف هو منع مصر من أن تفلت بثورتها، لأن هذا معناه ليس فقط إمكان أن تنجح مصر مجدداً في الانخراط في مشروع وطني قادر على أن يفلت هو الآخر من قيود الهيمنة الأمريكية، ولكن معناه أيضاً أن روح التمرد على أمريكا سوف تسري حتماً في كل الجسد العربي، والدافع هو منع ظهور جمال عبدالناصر جديد، ومنــــع ظهور مصر قوية مســـتقلة قادرة على امتلاك إرادة حرة ومستقلة عـــــن كل هيمنة وتسلط أجنبي لكنهم لن يستطيعوا أبداً فرض مؤامراتهم وأحلامهم المريضة على المصريين، فالشعب الذي يصر على الانتصار وإكمال ثورته لن يقبل أبداً بديلا عن بناء مصر، يريد وطناً للحرية والعزة والكرامة وليذهبوا بمؤامراتــــهم وأزماتهم التي يأملون إلى الجحيم’.

المهم أن نمتلك رؤية لإصلاح شامل

وفي ‘التحرير’ وفي اليوم ذاته، أكمل زميلنا وصديقنا رئيس المجلس الأعلى للصحافة ونقيب الصحافيين الاسبق جلال عارف ـ ناصري ـ ما بدأه إدريس بالقول:
‘… النقطة الأساسية التي ينبغي أن تكون أمامنا في كل خطوة نخطوها هي أن هذه الفترة الانتقالية الثانية التي نمر بها سوف تنجح عندما تنتهي بأن تصل قوى الثورة الحقيقية الى الحكم، وحين نبدأها في العمل الجاد والشاق لتعويض ما فات ولإصلاح ما فسد ولبناء الدولة الحديثة بالعلم والعمل وتحسينها بالعدل والديمقراطية، وهذا بالضبط ما يخشاه أعداء مصر والمتآمرون عليها في الداخل والخارج، ولهذا يطلقون علينا عصابات الإرهاب ويدعمون ميليشيات الإخوان ويمارسون كل الضغوط السياسية والاقتصادية، وتخطينا للظروف الاقتصادية الصعبة والاستثنائية هو مسألة وقت، لكن الأهم أن نمتلك رؤية لإصلاح شامل تتوزع أعباؤه على الجميع، وتنهي زمن القلة التي تحتكر ثروة مصر ويغلق الباب تماماً أمام عودة رموز عصور الفساد الى المشهد الاقتصادي والسياسي’.

ليس من مصلحة الجيش التدخل في السياسة

وآخر المعارك ستكون من مجلة ‘آخر ساعة’ لزميلنا وصديقنا نقيب الصحافيين الاسبق مكرم محمد أحمد، الذي حذر من ابتعاد شباب الثورة، بقوله في حديث مع زميلنا محمد نور.
‘لا ننكر أن جانباً من الشباب أخذ موقفاً معارضاً من الاستفتاء، سواء كان هذا الموقف متضامناً مع زملائه من الطلبة الذين تم اعتقالهم أو تخوفهم من عودة حكم العسكر أو عودة نظام مبارك مرة أخرى، ومن هنا فلابد من تصحيح هذه المفاهيم، ولابد ان يعرف الشباب أن تولي الفريق السيسي لا يعني حكم المؤسسة العسكرية، لأنه ليس من مصلحة الجيش التدخل في السياسة، لأن هناك فصلا بين الجيش والسياسة على غرار الفصل بين السياسة والدين، لأن السياسة سوف تفكك وحدة الجيش، خاصة ان لديه مهام كبيرة، ومن هذه المهام الوضع المتفجر في غزة، والوضع الفوضوي في ليبيا، والتخوف من بناء سد النهضة في اثيوبيا. وفي اعتقادي ان الجيش سوف يتفرغ لهذه التحديات، ومن هنا أطالب بحوار مع جماعات الشباب فليس من مصلحتنا على وجه الإطلاق ان يتمكن الإخوان من جذب هذه الجماعات الشبابية لصالحهم لأسباب يمكن معالجتها، ومن هنا أتمنى على الرئيس عدلي منصور أن يجلس مع رؤساء الاتحادات الطلابية بالجامعات خلال فترة الإجازة في إطار ديمقراطي لتصحيح العلاقة بين الطلاب وجامعاتهم، لأن ما حدث من عمليات فوضى وتخريب وحرق للمنشآت الجامعية والاعتداء على بعض الأساتذة من بعض الطلاب كان لابد من لائحة صارمة تمنع تكرار هذه الفوضى مرة أخرى ووضع ميثاق يجرم احتجاز الأساتذة وتخريب المنشآت ويضمن حرية الرأي والتعبير وأقول إذا كان طلاب الإخوان وصلوا الى هذا الحد فماذا ننتظر منه في المستقبل؟’.

سين منك وجيم مني

وإلى معارك الظرفاء ونبدأها من يوم الاثنين مع زميلنا وصديقنا الإخواني محمد حلمي، وصفحته (المهرشة) في ‘المصريون’ وقوله في فقرة، سين منك وجيم مني:
السين: ما هو العمود الفقري؟
الجيم: واضح إنك بتجرجرني عشان نتكلم عن الفقر، لكني سأخطفك في إجابتي الى علم التشريح الحديث، العمود الفقري هو سلسلة طويلة من العظام، رأسك يجلس على أحد طرفيها، وأنت تجلس على الطرف الآخر.
السين: ما معنى أن يقول المدعو توفيق عكاشة أنا كونت ثروتي من ‘ذكائي’؟.
الجيم: معناه أنه كون ثروته ‘من لا شيء’!!.
السين: المطرب الكبير محمد عبدالمطلب له أغنية شهيرة بيقول في مطلعها ‘السبت فات والحد فات وبعد بكره يوم التلات’، فهل كان يغنيها يوم الأحد أم يوم الاثنين؟
الجيم: الحقيقة انك لو ركزت ستكتشف انه لم يكن يغنيها يوم الأحد لأنه قال الحد فات مع انه لسه مافاتش، ثانيا: لا يمكن يكون بيغنيها يوم الاثنين لأن بعد بكرة بالنسبة ليوم الاثنين هو يوم الأربعاء وليس الثلاثاء، وبناء على ذلك أؤكد لك ان الراجل ده بيشتغلنا!!’.

يا تقول ‘نعم’ يا تصبح م ‘الغنم’

وثاني ظرفاء تقرير اليوم فسيكون زميلنا في ‘الأخبار’ محمد أبو ذكري وقوله يوم الثلاثاء:
‘الدنيا دوارة يا صاحبي، والصفر في حياتنا هو الشيء المهم وأول وآخر القول، الثورة خلتنا مهاويس سياسة وخبراَ وعلما بنفتي في كل حاجة وأي حاجة ونزيد ونعيد ونقول، لحد ما اصبحت طبقنا المفضل بعد طبق الفول، نأكل سياسة بالليل والصبح نرغي بصوت عالي والنهيق موصول، إعلام ‘أونطة’ بيطبل ويزمر ويلعب في دماغنا عمال على بطال، الكل يقوم مسؤول.
يا نقول ‘نعم’ يا تصبح م ‘الغنم’ وتستاهل ضرب ‘الجزم’ علشان مش بتسمع الكلام ولا عارف مصلحتك ولا أنت من أصحاب العقول، والساقية ياما بتدور وأحنا دايرين معاها زي لمؤاخذة العجول، الكل نزل وشارك، وهنى وبارك، نسبة نجاح أعلى من المأمول، يا ريس بس نلقى القبول.
والعجلة تمشي والغلبان يغير حياته وينسى طبق الفول، وياكل فراخ وحمم ولحمة حمرا ويحلي ‘بجاتوه وسالزون’ ويشرب عصير ‘فريش’ ويحبس بشيشة تفاحة وحبتين ترامادول، علشان يعدل الطاسة ويعمر مزاجه بدل ما كان ماشي بضهره وداير في الساقية يغزل في أحزان ويعد أيامه بالعرض وبالطول، ويحسب ويجمع في مصاريف علاجه وعلاج عياله ودروس خصوصية وأكلة ‘ترم’ البدن اللي كلت وشربت عليه الدنيا وما خلت فيه اللي وصبح معلول، ويا ترى حلمك ح يتحقق ياعم عبدالرسول بعدما قلت نعم ونزلت وشاركت وطبلت وهللت ورقصت على دقة الطبول، يا عم ما تخفشي ستات بلدنا عرفوا الطريق وقالوا نعم على طول، وعبروا عن رأيهم واختاروا ‘الراجل’ اللي بيعرف يوزن كلامه وبيعرف في الأصول، فلتحيا ستات بلدنا، وتحيا الملوخية والبامية والمحشي وطبق الفول’.

تهليل الناس للفتوة لا يستمر طويلا

وإلى المعارك السريعة والخاطفة ويبدأ من يوم الأربعاء زميلنا في ‘التحرير’ وائل عبدالفتاح بقوله في عموده اليومي ‘مفترق طرق’:
‘نعم السيسي هو مرشح شعبي ليواجه الإرهاب، وهي مهمة صعبة لأنها تتطلب أجهزة أمنية لديها كفاءة في البحث، لا في قهر الناس وقمعهم، بمعنى آخر ستكون مهمة السيسي هي تحديث إمكانيات أجهزة الأمن، لا لتزداد قدرتها القمعية التي نجحت في وقف إرهاب التسعينيات، ولكن في الوصول الى كفاءة عالية وقدرات على البحث والمعلومات لا في الغشومية وتكوين عداوات في المجتمع المحيط، والذكي سيفهم ان تهليل الناس للفتوة لا يستمر طويلاً، فالغطرسة تولد غضباً، وثمانية وعشرون يناير 2011 لم يتحول الى تاريخ بعد’.

الشعب ناضل طويلا من أجل الديمقراطية

وثاني المعارك في العدد نفسه من ‘التحرير’ خاضها رئيس التحرير التنفيذي زميلنا وصديقنا إبراهيم منصور، وحدثنا عن الإخوان بقوله عنهم:
‘كانوا يسعون الى السيطرة والبقاء للأبد في السلطة، على حساب حق الشعب في تقرير مصيره في ديمقراطيته وتداول السلطة، وناضل سنوات كثيرة من أجلهما، فالشعب هو الذي تصدى لمحمد مرسي وحكم جماعته الاستبدادي، إذ كانوا يريدون ان يأخذوا الدولة معهم الى مصير مجهول وإذ بعد الإطاحة بهم يحاولون ان يأخذوا الدولة الى نفس المصير، يريدون أن ينتقموا من الشعب الذي أجبر مؤسسات الدولة، بما فيها الجيش والشرطة للانحياز إليه ضمن جماعة لا تعمل من اجل الوطن’.

مرسي عطاالله: مصر تعيش
حاليا حالة حرب بكل معنى الكلمة

ونغادر ‘التحرير’ إلى ‘أهرام’ اليوم نفسه ـ الثلاثاء ـ لنكون مع زميلنا وصديقنا ورئيس مجلس إدارتها الاسبق مرسي عطا الله وقوله في عموده اليومي (كل يوم) عن العمليات الإرهابية:
‘الأمر الأكثر أهمية الآن في نظري الذي مازال غائباً عن اهتمام النخب السياسية والمنابر والنوافذ الإعلامية، هو ان مصر تعيش حالياً حالة حرب بكل معنى الكلمة، وأن ما يجرى في سيناء ليس مجرد أعمال إرهابية طائشة، ولكننا نتحدث عن تطور نوعي بالغ الخطورة يتمثل في وجود أسلحة فتاكة لا تمتلكها سوى الجيوش النظامية، بدءاً من قذائف الآر. بي. جي ومدافع الجرينوف التي تهاجم المركبات العسكرية ووصولا الى صواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف أو فوق سيارات دفع رباعي، وأن هذه الحرب الخسيسة في سيناء ليست بعيدة عن مخططات الإرهاب والعنف التي تتواصل جرائمها في المدن الكبرى’.

أبناء الرؤساء العرب ووراثة آبائهم

وفي العدد نفسه والصفحة نفسها خاض زميلنا عادل صبري معركة أخرى عن أبناء الرؤساء العرب الذين حلموا بوراثة آبائهم فقال عنهم:
‘الولد ظل ابيه، هكذا يطلقون على أي طفل مصري بمجرد ولادته ويقصد به انه سيكون خليفة لأبيه في المهنة، أو امتدادا له في السلوك، ولكن عندما يكون الابن هو ابن الرئيس فالأمر يختلف، فهناك سيناريو يتم إعداده على أعلى مستوى ليكون وريثاً شرعيا للحكم، وهذا ما حدث في مصر، فتعليم وتجهيز جمال مبارك كان يتم بصورة عادية جدا، فهو يكون نفسه بالعمل في احد البنوك، ولكن عندما تم اتخاذ قرار التوريث انتقل من مشجع للنادي الإسماعيلي وأصبح أميناً للجنة السياسات في الحزب الحاكم، التي تولت رسم السياسات للحكومة، ثم تحول الفتى الأول جمال الى مشروع رئيس تحيط به حاشية مثل الرئيس تماماً، ورغم كل هذا الحشد وجماعات المصالح اسهم مشروع توريث جمال مبارك في قيام ثورة يناير، فلم يلق قبولا لدى الشعب المصري، انظر حولك ايها الرئيس، وطالع أين يعيش جمال وعلاء مبارك الآن وما مصير عدي وقصي صدام حسين، ولماذا ينتظر الموت سيف الإسلام القذافي’.

الانتخابات الرئاسية عبث القانون وعبث الواقع

وننتقل الى ‘المصريون’ عدد امس ليتحدث لنا رئيس تحريرها جمال سلطان عن الانتخابات الرئاسية يقول:’أعلن الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور عن نصوص قانون الانتخابات الرئاسية الجديد وقيل انه معروض للحوار الوطني، ومن هذا المدخل أحب أن أضع علامات استفهام على بعض مواد هذا القانون وأيضا الأجواء والمناخ السياسي الذي تجري فيه، وأخطر هذه المواد في تقديري هي المادة السابعة منه، التي تنص على’ ما يلي (يجوز لذي الشأن الطعن في قرارات اللجنة المتعلقة بالانتخابات الرئاسية ونتائجها، خلال مدة لا تتجاوز أسبوعا من تاريخ إخطاره بها وتختص المحكمة الإدارية العليا بالفصل في هذه الطعون بحكم نهائي خلال عشرة أيام من تاريخ قيد الطعن)، هذه مادة بالغة الغرابة، وأخشى أن تكون مدخلا للتشكيك والتلاعب في موقع رئيس الجمهورية، وكان التعديل الدستوري الأول بعد ثورة يناير مباشرة، الذي أشرف عليه المستشار طارق البشري ونخبة من فقهاء القانون قد وضع المادة ’28’ منه التي حصنت قرارات اللجنة العليا للانتخابات من أي طعن عليها، لحماية مقام الرئيس من التلاعب والاهتزاز، لأنها لجنة قضائية عليا مكونة من أرفع قضاة مصر وشيوخها من كل فروع القضاء، فكيف تطعن عليهم، وإذا جاز الطعن عليهم جاز الطعن على من يليهم وهكذا، هذا عبث، وفي مشروع القانون الجديد للانتخابات الذي أعلنه منصور تتشكل اللجنة العليا للانتخابات من رئيس المحكمة الدستورية العليا ورئيس محكمة الاستئناف وأقدم نواب رئيس محكمة النقض وأقدم نواب رئيس المحكمة الإدارية العليا وأقدم نواب رئيس المحكمة الدستورية العليا، وبعد كل هذه ‘الهيصة’ القضائية تقول انه يجوز الطعن على أحكامها وإجراءاتها، أي أنك تساوي بين هذه المجمع القضائي الضخم ومحاكم أول درجة في الإدارية أو غيرها….’ ويواصل جمال سلطان رأيه قائلا:’على جانب آخر ، أعتقد أن الأجواء السياسية والأمنية والإدارية المصاحبة للعملية الانتخابية بكاملها ستكون أهم من النصوص ذاتها، فما قيمة النصوص إذا كان المرشح عاجزا عن أن يحقق حملته الانتخابية بحرية وأمان وعدالة، ما قيمة نصوص القانون إذا كانت الحملات الأمنية ستلاحق كوادر المرشحين ‘وتلبسهم’ التهم لترويعهم عن إكمال دورهم، وقد رأينا ذلك رأي العين في الاستفتاء على الدستور، فلم يجرؤ مواطن على رفع لافتة واحدة تقول لا للدستور، رغم كل النصوص الجميلة، وإذا ترشح المشير السيسي، هل يمكن للجنة أن تفرض سيطرتها على مؤسسات الدولة الإعلامية والصحافية لكي تكون على الحياد بين المرشحين…. الحقيقة ، تفاصيل كثيرة، ولا أعتقد أن الأجواء التي نراها في مصر تسمح بأن تكون هناك انتخابات حقيقية جادة وحيادية، أو لها أي صلة نسب بالديمقراطية’ .

المزاج العام في مصر موجة
من اضطراب عقلي جماعي

وفي العدد نفسه من ‘الشروق’ نقرأ للكاتب محمود سلطان مقاله الذي يقول فيه:’ يوم الأربعاء الفائت 29/1/2014، كتب الصحافي البريطاني بورزو دراغاهي تقريرا في صحيفة ‘فاينانشال تايمز’.. يبعث على المرارة والإحساس بـ’الإهانة’ على حد تعبير أحد أساتذة العلوم السياسية في مصر.
‘يقول دراغاهي: بعد ثلاث سنوات من الإطاحة بنظام الرئيس حسني مبارك المدعوم من الجيش، لحقت بمصر حالة من تمجيد المؤسسات الأمنية، التي سيطرت على البلاد لأكثر من60 عاما، إلى جانب ‘الشوفينية’ و’الوطنية’ ووصف مراقبون المزاج العام في مصر بأنه موجة من اضطراب عقلي جماعي، تجسدت في تملق وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي والمؤسسة العسكرية التي يمثلها، بحسب كاتب التقرير.
ونقلت الصحيفة ـ بحسب بي بي سي ـ عن محمد دهشان، الأستاذ المتخصص في الشأن المصري بجامعة هارفارد، قوله إن ‘الأمر أشبه بأن أنحني لك، وأفعل كل ما تريد. هناك حالة من الخضوع الطوعي. الأمر صادم لأنه كذلك مهين’.’وتظهر هذه الظاهرة جليا أحيانا في صورة غضب أو عنف ضد نطاق من ينظر إليهم على أنهم أعداء، مثل جماعة الإخوان المسلمين، وناشطي حقوق الإنسان، الذين ينتقدون الحملة الأمنية القائمة وصحافيين غربيين وحتى أشخاص من أصول ليبية أو فلسطينية، بحسب التقرير. ويضيف الكاتب أن النيابة العامة في مصر استدعت ممثلي شركات لاستجوابهم بشأن اتهامات غريبة مثل دعم المعارضة الإسلامية.’
والاستقطاب السياسي الحاد في مصر يغذي هذه المشاعر. والسياسة هناك بالنسبة لممارسيها مازالت لعبة يحصل فيها الرابح على كل شيء، كما جاء في التقرير. وينبع هذا المزاج العام جزئيا من الإخفاقات الواسعة النطاق للإخوان المسلمين وحلفائهم في الحياة السياسية لمدة عام ونصف العام قبل ‘الانقلاب العسكري المدعوم شعبيا’، بحسب دراغاهي. وينقل التقرير عن رشا عبد الله، أستاذة الاتصال الجماهيري بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، قولها ‘كان ثمة شعور بأن الإخوان عصابة، وأن الشعب ليس بوسعه فعل شيء’.’ وقد جاء الجيش، وهو أساسا منقذهم (أفراد الشعب) إنهم مستعدون للتخلي عن حرياتهم للمنقذ’.
‘ويخلص التقرير إلى أن احترام القوات المسلحة عميق في المخيلة السياسية المصرية، لكن المزاج الحالي يتم تعزيزه عبر رسائل وطنية مؤيدة للجيش في وسائل الإعلام الرسمية وتلك المملوكة لأنصار نظام مبارك. وهذا يطغى على الأصوات المعارضة’.
انتهى التقرير
ولم يترك لأحد فرصة للتعليق.. إلا أنه نقل صورة أقرب إلى ملامسة الحقيقة.. وهي في المحصلة النهائية لا تليق بتضحيات شباب ثورة يناير.. ولا بمصر البلد الرائد في المنطقة’.

شهداء خلف القضبان

اما في ‘الشروق’ عدد امس فنقرأ للكاتب فهمي هويدي عن الشهداء خلف القضبان يقول:’ لست صاحب العنوان أعلاه، الذي استوقفني حين كنت أتابع الرسائل القصيرة المبثوثة عبر موقع تويتر. وفهمت أنه عنوان لشريط وثائقي أعدته المبادرة المصرية لحقوق الإنسان، وفاجأني مضمونه. لأنني وجدته يسلط الضوء على صفحة مسكوت عليها من أحداث ثورة 25 يناير 2011. ذلك أنه وثق بالصوت والصورة ما جرى داخل السجون المصرية أثناء الثورة. وأهمية الشريط تكمن في أنه ذهب إلى أبعد من النقطة التي أثارت اللغط طوال الأشهر الماضية وركزت على من فتح السجون، وهو السؤال الذي نسجت من حوله قصص عدة خضعت كلها للتوظيف السياسي الذي شهدنا أحد فصوله هذه الأيام في ما سمي بقضية الهروب من سجن وادى النطرون. أما الشريط فإن محتواه رسم المشهد من داخل السجون وليس من خارجها. ولا أعرف ما إذا كان بثه هذه الأيام له علاقة بنظر قضية سجن وادي النطرون أم لا، إلا أنني أزعم أن ضمه إلى وثائق القضية المنظورة قد يغير من مسارها إن لم يقلبها رأسا على عقب… الرسالة المعلنة التى يبعث بها الشريط الوثائقي تقول بصريح العبارة إن الفوضى التي حدثت في بعض السجون كانت متعمدة ومرتبة من قبل قيادات في وزارة الداخلية ذاتها، وان فتح السجون وإخراج من فيها قصد به إشاعة الفوضى في البلد لإفشال الثورة، لأن ذلك كان متواكبا مع موقعة الجمل التي استهدفت الانقضاض على الثوار الذين احتشدوا في ميدان التحرير لصرفهم منه. ولأجل إخراج نزلاء السجون فإن الأيدى المدبرة لجأت إلى تجويعهم وقطع المياه والتيار الكهربائي عنهم. كما لجأت إلى استثارتهم بإطلاق الرصاص عليهم، الأمر الذي أدى إلى قتل مئة شخص منهم (وصفوا بأنهم شهداء خلف القضبان)…
ما يثير الانتباه ان الصورة التي رسمها ووثقها الشريط تتطابق مع ما توصلت إليه لجنة تقصي الحقائق التي ترأسها المستشار الدكتور عادل قورة الرئيس الأسبق لمحكمة النقض، والتي كلفت بتحري ما جرى في أحداث الثورة (الفترة من 25 يناير/كانون الثاني إلى 11 فبراير/شباط).
لقد قتلوا الضحايا مرتين. مرة برصاص الأجهزة الأمنية الذي أنهى حياتهم. ومرة ثانية بتقارير الأجهزة ذاتها التي حجبت إنصافهم. وللأسف فإن ذلك يسري على كل الشهداء الذين سقطوا أثناء الثورة وبعدها، الذين أسقطوا من الذاكرة ولم يحاسب أحد على قتلهم. مع ذلك فقد علمتنا خبرة التاريخ ان الذين صاغوه لستر عوراتهم وخدمة مصالحهم، فضحهم التاريخ بعد ذلك ولم يرحمهم. ذلك في حساب الدنيا، أما مصائرهم في الآخرة فعلمها عند صاحب الأمر الذي يسمع ويرى’.

التشويه سلاح المختلفين حتى في الرياضة

ونختتم مع حسن مستكاوي في العدد نفسه من ‘الشروق’ وماذا سيفعل لو كان رئيس وزراء:’عندما قال صالح سليم: ‘الأهلي فوق الجميع’. كان ذلك في ظروف انتخابات بدأت تشهد تنافسا يتحول إلى صراع، فرفع شعاره الذي لم يفهمه أحد ولا يريدون فهمه، وهو أن الأهلي فوق جميع أشخاصه وأعضائه المرشحين والمتنافسين. لم يقل الرجل إن الأهلي فوق جميع الأندية، وفوق الحكومة والدولة. لم يقل هذا أبدا ولم يقصده. لأن صالح سليم كان رجلا رياضيا أصيلا. وكان شجاعا في رأيه وفي حقوق الأهلي.. فهل تفهمون الآن جملته؟!
الأهلي قوي. نعم هذا صحيح. وقوته تكمن في أنه يستند إلى حقوقه. بقدر ما تدعمه نجاحاته.. ولكنه ليس فوق النقد. ويوم تدهورت عروض فريق كرة القدم في حقبة التسعينيات تناولت الأزمة في مقالات قاسية وكان منها بعنوان: ‘وظائف خالية في الأهلي.. مطلوب للعمل مجلس إدارة ومدرب ولاعبون’.. وانتقدت المجلس ولجنة الكرة وقلت إن زمنها انتهى فما كان يصلح لعصر الهواة لم يعد صالحا لزمن الاحتراف. وهو رأيي حتى اليوم.. وعلى الرغم من قسوة النقد في حينه فقد تقبلته إدارة الأهلي. لأنه نقد بلا سباب وبلا هلفطة وبلا خيالات مريضة.
إن معركة وزارة الرياضة مع الأهلي واحدة من معارك قديمة في ساحات الرياضة. وهي معارك ليس لها مثيل في أي دولة. لأن القانون يشهر من جراب السلطة وقتما يريد. ويدفن وقتما يريد. ونسمع كثيرا قصة ملفات تفتح وتغلق. ولا ندري لماذا فتحت ولماذا أغلقت.. ولأن التشويه هو سلاح المختلفين. تتسع الهوة. وتظهر وسائل وأساليب غير نظيفة في هذا الصراع. ويخسر الجميع سمعتهم وصورتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Hassan:

    يختزل الكلام عن الإرهاب في ضرب مصدر الإرهاب ألا وهي الصهيونية العالمية التي لا تريد وصول الإسلام إلى الحكم لأجل ألا يتمكن الإسلام من إخضاع ثروة المال الصهيوني التي لا يمكن لأي كان أن يقدر حجمها والتي بها يسطون على العالم وبالذات الوطن العربي الذي لا يعرف أعمالا إرهابية غيره والذي هو مستهدف كي لا تقوم للدين قائمة. ومع ذلك فسوف تسقط الصهيونية العالمية وتفكك ثم تتفتت.

إشترك في قائمتنا البريدية