الاقتصاد ليس وهماً يا سيد كيري

حجم الخط
0

‘انهارت في الاسابيع الاخيرة في ضجيج كبير عملات الاسواق الناهضة؛ فقد انهارت واحدة بعد اخرى ومنها الليرة التركية وهو ما اضطر اردوغان الى رفع الفائدة الى مستوى عال بلغ 11 بالمئة. وفي الارجنتين انهارت العملة المحلية في ضجيج كبير، فكيف الحال في اسرائيل. إن المحافظة بلوغ تتدخل بعنف وتبيع كل طالب شواقل أو بعبارة اخرى تشتري دولارات وبمقادير كبيرة. وهذه مشكلة للاغنياء. إن الاحتياطي في اسرائيل من العملات كبير جدا يبلغ أكثر من 80 مليار دولار. فلو كانت معنا مقاطعة حقا لكان المستثمرون الاجانب أول من يشمون ذلك ولانهار الشيكل ولارتفعت فوائد سندات الدين الحكومية الاسرائيلية ارتفاعا كبيرا بسبب المخاطرة المجنونة، وما كنا لنستطيع البقاء في محيط فائدة تبلغ 1 بالمئة على الشيكل.
زارنا في السنة الماضية رئيس فرنسا وحاشيته. وزارنا هنا في الفترة الاخيرة رئيس وزراء كندا وقال: ‘نحن معكم بالنار والماء’. ويشغل الجميع أنفسهم الآن بصندوق تقاعد ما في دول من دول شمال اوروبا تكره اسرائيل بصورة تقليدية. إن البلد الذي عاصمته اوسلو بدل أن يدفن نفسه بالثلج لأنه هو الذي يحمل اسم الاتفاق الذي جاءوا برعايته بأكبر القتلة عرفات من تونس الى رام الله عوض سفك الدماء والتحريض هو على الخصوص الذي يطعن اسرائيل في ظهرها ويدير السكين. فاذا كان هذا هو وجه ناس اوسلو فهل تفاجيء مقاطعاتهم أحدا؟.
إن الدانمارك والسويد وهولندة ايضا وهي دول تنفق على اعمال معادية للصهيونية بواسطة صناديق وجمعيات تعمل في اسرائيل وهي تقصد الى هدف سافر وهو الاتيان باليسار الى الحكم هنا ما زالت تعظنا من الخارج. وهي تحاول بلبلتنا بحركة مقصين ساخرة. وهي تريد أن نستمر في اجراءات يعلم كل ذي عقل اليوم أنها انتحار. لا يجب أن نتأثر أكثر مما ينبغي من قائمة مقاطعات بنك دانماركي قال إنه لن يستثمر في بنك العمال أو في إلبت معرخوت. إن كو لا بنك له عدة فروع اكثرها في الدول الاسكندنافية وجاراتها يوصي في صفحته المنزلية باستثمارات في بولندة.
لو كانت توجد مقاطعة معنا كايران أو كوريا الشمالية أو دول اخرى لما كانت عملتنا من اقوى العملات في العالم. ويستطيع جون كيري أن يستمر في الحديث عن وهم الاقتصاد الاسرائيلي، وعندي غير قليل من الكلام اقوله له عن وهم قوة الاقتصاد الامريكي. لكنني لست كثير الوسوسة. لكنني سأقول بضع كلمات. صحيح أن امريكا قوة من القوى العظمى لكن ديونها أبهظ الديون في تاريخها. وتدار اسرائيل مع نسبة بين الدين والانتاج ممتازة. هل نقول إن سياسة الحكومة الاقتصادية كاملة؟ لا في الحقيقة، لكن هل يقال إنها وهم؟.
ليس كل شيء وردي ولا يحبنا الجميع لكن الحراك الهستيري الذي يثيره اليسار بين ظهرانينا وكأننا سنقصى بعد لحظة واحدة مثل كوريا الشمالية هو رقصة اشباح شريرة هازلة ترمي الى أن تدفع قدما بأجندة غير سليمة فشلت مرة بعد اخرى في مواجهة ثقة الناخب في صناديق الاقتراع.
إن اوروبا تنكل باليهود مرة اخرى حينما تستطيع ويبرز بين روائح الكراهية ايضا غير قليل من نظرات الحسد ويوجد غير قليل مما تحسد اسرائيل عليه. سيكون من الجنون الرهان على أبو مازن أو على مستبد عربي ما في منطقتنا في الوضع الحالي لأن العرب لم يستقر رأيهم ببساطة الى الآن على الوجهة التي يتجهون اليها. قد يستغرق ذلك عشرات السنين لكن من المؤكد انه لا يجب علينا الآن أن نختار جانبا ما سوى جانبنا.

‘اسرائيل اليوم 5/2/2014

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية