تطويق الاحتجاجات ضرورة ملحة

حجم الخط
0

تطويق الاحتجاجات ضرورة ملحة

تطويق الاحتجاجات ضرورة ملحةتواصلت المظاهرات الاحتجاجية ضد اقدام صحف دنماركية ونرويجية علي نشر رسوم مسيئة للرسول الكريم محمد (صلي الله عليه وسلم) في مختلف انحاء العالم الاسلامي، ومن المؤكد ان اقدام صحف نمساوية وفرنسية علي اعادة نشر هذه الرسوم الكاريكاتورية سيؤدي الي تصعيدها لا ان يخفف من حدتها مثلما يأمل الكثيرون.اعادة نشر هذه الرسوم، خاصة من قبل مجلة فرنسية اسبوعية باعت اكثر من نصف مليون نسخة من طبعتها الثانية، سيجري تفسيرها من قبل الكثير من المسلمين علي انه استفزاز متعمد لمشاعر المسلمين والاصرار علي اهانتهم في عقيدتهم ورسولهم الكريم، ودون اي اعتبار لحالة التوتر المتصاعدة حاليا بين الغرب والعالم الاسلامي.ولا يمكن قبول الاعذار والتوضيحات التي تقدمها هذه المطبوعات تبريرا لاعادة النشر، مثل القول بان هذه الخطوة تأتي في اطار حريات التعبير التي تحترمها الدساتير الغربية وتفتقر اليها معظم الدول العربية والاسلامية.يوم امس قال الرسام الدنماركي كريستوفر زيلر ان الصحيفة الدنماركية التي نشرت الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول محمد بن عبد الله (ص) رفضت من قبل نشر رسوم للسيد المسيح باعتبارها مسيئة بدرجة لا تسمح بنشرها واضاف رسوماتي التي لم تغضب بالتأكيد اي مسيحي عرضتها علي رئيس تحرير الصحيفة نفسها يولانديس بوستين ولكنه رفض نشرها لانه اعتبرها مسيئة للقراء .ورفض رسوم كاريكاتورية مسيئة او غير مسيئة امر متعارف عليه في كل الصحف، لان كل صحيفة تضع مجموعة من اللوائح والتعليمات التي تحتم علي المحررين والرسامين اتباعها وعدم اختراقها، سواء لاسباب قانونية او احتراما للذوق العام.حرية التعبير في الغرب مصانة دون اي شك، ولكن هذا لا يعني انها حرية مفتوحة ودون اي ضوابط، ولكن يبدو ان البعض في الدول الغربية يفسرها علي انها حرية الحاق اكبر قدر من الاساءة بالاسلام والمسلمين، لاسباب عديدة، بعـضها عنصري بكل تأكيد.المسلمون الذين احتجوا في مختلف انحاء العالم الاسلامي لا يريدون مصادرة حرية التعبير في الغرب او اي مكان آخر، وكل ما يريدونه هو احترام مشاعرهم وانبيائهم وعقيدتهم، وعدم الاقدام علي اي خطوة من شأنها جرح هذه المشاعر وهذا ليس بمطلب تعجيزي يصعب تحقيقه.الحكومات الغربية تسعي، ومنذ هجمات الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) الشهيرة، من اجل تعزيز العلاقات مع العالم الاسلامي، ودعم الاسلام المعتدل في مواجهة الاسلام المتطرف، ولكن اقدام بعض الصحف علي الاستفزاز بطريقة متعمدة وغير مسؤولة من خلال اعادة نشر هذه الرسوم المسيئة لا يصب في مصلحة هذا التوجه المشروع والمتعقل.فرنسا خرجت لتوها من محنة مظاهرات الضواحي التخريبية، وبدأت تستوعب حجم الاحباط الذي يعيشه الشبان الفرنسيون من اصول افريقية، ونسبة النصف منهم من المسلمين، وتعمل جاهدة لايجاد الحلول المناسبة لدمج هؤلاء في المجتمع وبطريقة حديثة علي قدم المساواة، والتجاوب مع مطالبهم في العدالة في الوظائف واحترام ثقافاتهم واديانهم، واقدام مجلة فرنسية علي اعادة نشر الصور المسيئة للتكسب وبيع نسخ اضافية سيعيق جهود الحكومة في هذا الاطار، وربما يؤدي الي نتائج عكسية تماما تلحق ضررا بالامن الوطني الفرنسي والعلاقات مع العالمين العربي والاسلامي.9

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية