الناصرة ـ ‘القدس العربي’ قال وزير الخارجيّة الإسرائيليّ وزعيم حزب (يسرائيل بيتينو) في مقابلة أدلى بها أمس الأحد لإذاعة جيش الإحتلال الإسرائيليّ إنّه يؤيّد التوصّل لتسوية سياسية مع الجانب الفلسطيني، تشتمل على تبادل أراض وسكان بين الجانبين، مشيرًا إلى أنّه على استعداد للتخلي عن منزله الكائن في مستوطنة (نوكديم)، بالضفة الغربيّة المحتلّة، إذا ما تمّ توقيع اتفاق دائم حقيقي. وأضاف الوزير الأشد عنصريّة في حكومة بنيامين نتنياهو في معرض ردّه على سؤال الإذاعة إنّه يجب أنْ ندافع وبقوة عن وزير الخارجية الأمريكيّ جون كيري الذي طالما دافع عن إسرائيل في كل المحافل الدوليّة.
علاوة على ذلك، أشار ليبرمان إلى أنّ هناك بنوداً في وثيقة كيري المرتقبة ستوافق إسرائيل عليها وبنودًا أخرى مثل البند الخاص بتواجد عسكري أجنبيّ لن توافق إسرائيل عليها. يُشار في هذا السياق إلى أنّ رئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عبّاس، كان قد اقترح في مقابلة أدلى بها لصحيفة ‘نيويورك تايمز’ تواجدا عسكريّا في الضفة الغربيّة المحتلّة لقوات من حلف شمال الأطلسيّ (الناتو)، إلى أجل غير مسمى في دولة فلسطين المستقبلية وعلى جميع المعابر وداخل القدس.
وقال عباس في حوار خاص مع ‘نيويورك تايمز’ بمقره في رام الله بالضفة الغربية إنّه يمكن للقوات الإسرائيلية أن تبقى في فلسطين المستقبلية لمدة خمس سنوات، وليس ثلاث كما ذكر سابقًا، وأنّ المستوطنات الإسرائيلية يجب إزالتها من الدولة الفلسطينية في جدول زمني بنفس المدة، موضحًا أن فلسطين لن يكون لها جيش خاص، بل مجرد قوات شرطية، وبالتالي فإنّ منع تهريب الأسلحة ووقف الهجمات المسلحة التي تخاف منها إسرائيل سيكون مسؤولية الناتو.
وأضاف ليبرمان خلال حديثه قائلاً إنّه يدعم أي تسوية سياسية تشتمل على تبادل للأراضي والسكان، معربًا عن عدم اعتقاده بأنّه لا يعمل بشكل تصالحي وإنما بشكل واقعي لما يجري على أرض الواقع، كما أشار إلى أنّ هناك فرقا جوهريا بين تصريحاته تلك وبين تصريحات كان قد أدلى بها وزير الإقتصاد وزعيم حزب البيت اليهوديّ، نفتالي بينيت.
وفي المقابلة عينها قال ليبرمان لإذاعة الجيش إنّ هناك أعضاء كنيست عرب يمثلون جماعات إرهابية، ويقومون بإلقاء خطابات تحريضية ضد إسرائيل، زاعمًا أنّهم يرغبون في تقويض الدولة العبريّة من الداخل على أنْ يكونوا مواطنين فيها، على حدّ تعبيره.
وقال أيضًا في سياق المقابلة الإذاعيّة إنّ التحدي الأكبر أمام إسرائيل هو استجلاب 3.5 مليون يهودي إلى الدولة العبريّة. يُشار إلى أنّ ليبرمان كان قد صّرح مؤخرًا انّه لن يدعم أي اتفاق سلام مع الفلسطينيين بدون تبادل للأراضي المأهولة بالسكان، وأنّ هذا موقف مبدئي له، وتمّ توضيحه للمجتمع الدوليّ، وذلك حسب ما أوردته صحيفة (هآرتس) على موقعها الإلكتروني. وأوضح ليبرمان الذي كان يتحدث أمام موظفي الخارجية الإسرائيلية: عندما أتحدث عن تبادل أراضي فإنني أعني منطقتي المثلث ووادي عارة، معتبرًا ذلك أنّه ليس (ترانسفير) للسكان بل تحويلاً لمسار الشارع رقم 6، على حدّ قوله.
وحول مقترحات كيري لاتفاق فلسطيني- إسرائيلي قال ليبرمان: إنّ أي اقتراح بديل من الأسرة الدولية سيكون أسوأ مما يطرحه كيري. ممتدحاً الجهود التي يقوم بها كيري خاصة فيما يتعلق بالترتيبات الأمنية في المناطق الفلسطينية والإعتراف الفلسطيني بيهودية الدولة العبرية. وأكد ليبرمان في حديثه على أهمية وضرورة التعاون الكامل بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكيّة، وأنّ دولة الإحتلال يجب أنْ تبني سياستها الخارجية على أساس هذا التعاون.
وأبدى ليبرمان دعمه لاتفاق شامل وحقيقي، على الرغم من الشكوك التي تراوده بهذا الخصوص، وقال إنّ الحديث مع الفلسطينيين مهم جدًا، حتى ولو لم يكن هناك اتفاق بين الجانبين، معربًا عن اعتقاده أنّ الطرفين يدركان أنّ الطريق صعبة وطويلة للوصول إلى مثل هذا الإتفاق، على حدّ تعبيره. وجدّد ليبرمان رفضه لحق العودة حتى ولو للاجئ واحد إلى إسرائيل، موضحًا أنّه في حال قيام دولة فلسطينية فعليها أنْ تستوعب آلاف الفلسطينيين من سوريا ولبنان.