دغان مخطئ ومضلل؛ وكل شيء عنده شخصي

حجم الخط
0

منذ كان انتخاب حسن روحاني للرئاسة اصبحوا في العالم يتحمسون لـ ‘ايران المختلفة’. كان الايمان بالتغيير كبيرا جدا حتى إنه لم يُطلب الى روحاني شيء للتوقيع مع القوى العظمى في تشرين الثاني على اتفاق مرحلي في القضية الذرية بعد سنين كثيرة من الجمود والتعلق بالصغائر بدل المحادثات.
وقد علمتنا السوق الايرانية مرة اخرى كيف يُفعل ذلك بصورة صحيحة: فهم لا يتخلون عن أي شيء جدي (اجهزة الطرد المركزي واليورانيوم المخصب واستمرار البحث)، وهم يحظون بتخفيف العقوبات ويُغيبون الخيار العسكري.
احتفل ملايين الايرانيين أمس بمرور 35 سنة على الثورة الاسلامية. إن ‘ايران المختلفة’ أسمعتنا بصورة مفاجئة النشيد الذي كان يسمع منذ 1979. فما زال ‘الموت لاسرائيل’ و’الموت لامريكا’ يسيران في مقدمة المسيرات. وما زال الشيطان الاكبر والاصغر نفس الشيطان في فترة روحاني. ‘إن الخيار العسكري على ايران وهم… والخيار العسكري على ايران غير موجود على أية طاولة في العالم’، قال روحاني أمس الذي وعد بأن ايران ستتمسك بالبرنامج الذري الى الأبد.
وفي خلال ذلك وبصورة موازية تقريبا تناول رئيس الموساد السابق مئير دغان في منتدى مغلق في تل ابيب تصريحاته المعلنة المعترضة على هجوم على ايران. وأوضح أنه عارض هو نفسه ورئيس هيئة الاركان ورئيس لجنة الطاقة الذرية، سياسة الحكومة.
قال داغان ‘اعتقدت أنه كانت خطوات أراد رئيس الوزراء أن يخطوها كان يمكن في رأيي أن تفضي الى حرب… ليس ولائي لرئيس الوزراء بل ولائي لدولة اسرائيل’.
يجب علي أن أعترف أنني ما كنت أعلم الى أن جاء قول دغان (وهو رجل ذو أفضال كثيرة) لم أكن أعلم أنه يوجد تناقض بين الأمرين. يجب أن نُذكر دغان بأنه كان رئيس الموساد، بيد أن رئيس الوزراء هو نفسه مؤسسة مركزية في ديمقراطيتنا بفضل عمله. فكروا لحظة في وضع لا يكون فيه قائد المنطقة الشمالية خاضعا لرئيس هيئة الاركان بل لدولة اسرائيل. يرى دغان أنه يجوز باسم الولاء للدولة تجاوز الرأس ولتذهب الانتخابات في النظام الديمقراطي الى الجحيم.
وأوضح دغان ايضا أن النقاش المتعلق بالهجوم على ايران لا يجب أن يتم في ديوان رئيس الوزراء فقط بل أن يقوم به ‘الجمهور الاسرائيلي’.
في 1981 كما أتذكر لم يشارك رئيس بلدية غديرة، ومدير مدرسة ‘أورت’ في الخضيرة وصاحب دكان الفلافل في تل ابيب في النقاش المتعلق بالهجوم المتوقع (والسري) على المفاعل الذري في العراق.
ولا أتذكر أن ذلك ‘المنتدى المختص’ قد اجتمع مرة ثانية في 2007 للتباحث في الهجوم على المفاعل الذري في سوريا، الذي نسبته مصادر اجنبية الى اسرائيل. بيد أن نتنياهو لم يكن رئيس الوزراء آنذاك. وهنا أيها الاصدقاء يجب أن نفهم أن كل شيء شخصي في واقع الامر.
ودغان مخطيء ومضلل ايضا حينما يوضح أن اسرائيل أحدثت ضجيجا كبيرا، وأننا ‘أصبحنا نعرض الامر وكأن المشكلة الايرانية مشكلة اسرائيلية’. كان أحد أكبر انجازات حكومات اسرائيل ومنها حكومة نتنياهو ربط العالم بمكافحة المشروع الذري الايراني.
اعترف دغان بأن ايران تريد السلاح الذري حقا. ولمنع ذلك ولمنع الهجوم ايضا كان يفضل تقوية الردع وعدم احداث وضع يصبح فيه العالم يخشى هجوما اسرائيليا أكثر من ايران الذرية نفسها.
كان مئير دغان يحترم اريئيل شارون. ومن المؤكد أنه لم يحب سماع مناحيم بيغن وقد تحدث ذات مرة عن ‘دبابات حول ديوان رئيس الوزراء’، في شأن تدبيرات وزير الدفاع شارون. وقد ذكرنا عدم ولائه للمؤسسة المسماة رئاسة الوزراء بالكلام الذي قاله بيغن آنذاك.

اسرائيل اليوم 12/2/2014

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية