المعارضة الموريتانية تنتقد الوضع وتدعو المخلصين لإنجاح منتداها التشاوري

حجم الخط
0

نواكشوط ـ ‘القدس العربي’ ـ من عبد الله مولود: دعت اللجنة الإعلامية لمنتدى الديمقراطية والوحدة الذي تعد له منسقية المعارضة الجادة أواخر الشهر الجاري، جميع ‘القوى الوطنية الموريتانية المؤمنة بضرورة التغيير السياسي لإنقاذ موريتانيا من المصير المخيف الذي يسوقها الوضع الحالي إليه وذلك بالانضمام الجاد للمنتدى المقرر والمساهمة في إنجاح أعماله’.
جاء ذلك في بيان وزعته اللجنة أمس الخميس خلال نقطة صحافية خصصت لانتقاد الوضع السياسي القائم ولتحذير المجتمع السياسي الموريتاني مما أصبح يتهدد موريتانيا بعد الانتخابات التشريعية والبلدية غير التوافقية التي نظمت في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي والتي لا تعكس الواقع الفعلي للمشهد السياسي، مما فاقم الأزمة السياسية التي تعيشها موريتانيا منذ خمس سنوات’، حسب تعبير البيان.
وأشار البيان إلى ‘ أن الوضعية التي تشهدها موريتانيا حاليا تذكر بإرهاصات المسلسل الديمقراطي في التسعينات من القرن الماضي، وتشكل تراجعا حقيقيا للديمقراطية، مما يبعث القلق في نفوس العديد من المواطنين المخلصين، الذين قرروا العمل على تصحيح مسار سيطرة النظام الحاكم المطلقة على مصير البلد’. ‘فإلى جانب الديمقراطية الانتخابية الصورية، يضيف البيان، هناك مخاطر جمة تهدد الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي وحتى وجود البلاد’.
وبخصوص الموضوعات التي سيناقشها المنتدى أكد اعضاء لجنة إعلام تحضير منتدى الديمقراطية أن ‘المشاركين سيناقشون محاور أساسية أولها الحرص على أن تكون الانتخابات القادمة فرصة للخروج من هذه الأزمة من خلال وضع الاطار الذي يضمن شفافية وحرية ونزاهة هذه الانتخابات’.
أما المحور الآخر، تضيف اللجنة الإعلامية، فيتعلق ‘بتحديد القضايا الوطنية الكبرى التي تهم البلاد والتي بدأت بالفعل تأخذ منحنيات خطيرة جدا سواء ما يتعلق بالوحدة الوطنية أو بالحكم الرشيد أو بالفساد أو المساس بالمقدسات الدينية’.
وتسعى منسقية المعارضة للخروج من هذا المنتدى بإطار تشاوري دائم لجميع القوى المشاركة فيه يضمن لها آلية متابعة التوصيات التي سينبثق عنها المنتدى’. وفيما تعد المعارضة عدتها لهذا المنتدى الذي يشكل نجاحه إرباكا للسلطة، يقوم نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز، بالعمل توازيا على جبهتين هما التحضير المبكر بآليات متعددة للانتخابات الرئاسية؛ والثانية محاولة جر المعارضة لحوار بهدف دفعها للمشاركة في الانتخابات المقبلة.
وسيكون نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي يصفه الجميع بالمحظوظ والمناور، هو الرابح في الجولة المقبلة:فإن هو تنازل قليلا وقبلت المعارضة الدخول في الاقتراع الرئاسي فإنها ستشارك فيه منهكة وتهزم بينما يشارك فيه النظام وهو خارج لتوه من انتخابات نيابية وبلدية أكسبته تجربة ودربة وتعرفا على الخارطة الانتخابية والتحكم فيها، وإن هي قاطعت أظهر النظام أمام الرأي العام الوطني والدولي أنه بذل جهده لتمكينها من المشاركة واختارت عدم ذلك.
وفيما تتفاعل هذه التطورات في ساحة تزداد سخونتها مع اقتراب الرئاسيات، يكثر الحديث في الأوساط السياسية والإعلامية عن حوار قد ينطلق بين النظام الموريتاني ومعارضته بضغوط خارجية وبتنالات داخلية متبادلة مطلع آذار / مارس المقبل’.
وأجمع محللون في حوارات تلفزية في اليومين الأخيرين وفي عدة مقالات رأي على ‘أن استقبال الوزير الاول الموريتاني مولاي ولد محمد الأغظف لمحمد ولد مولود رئيس حزب اتحاد قوى التقدم المعارض زوال الاثنين الماضي بطلب الأول يندرج في إطار إفصاح النظام عن الرغبة في حوار جديد، كما أن استبشار المنسقية بهذا اللقاء تنبئ بقدر من التجاوب مع الموضوع’.
وأكدت صحيفة ‘الرأي المستنير’ الالكترونية ذات الاطلاع الواسع ‘أن جهود الشركاء الاقليميين والدوليين الموصولة بدأت تعطي أكلها وبدأت تحرك الأطراف نحو حوار يحضر لتنظيم انتخابات رئاسية تشاركية، وتلاقي دعوات الشركاء هوى في نفس محمد ولد عبد العزيز الذي يسعى في إطار اسناد مأموريته الخارجية على رأس الاتحاد الافريقي إلي إعطاء انطباع بوجود جبهة داخلية متماسكة منشغلة ومتفاعلة، ومن غير المستبعد في جو كهذا أن يتفق مع المعارضة على اجراءات متعلقة بالشفافية وعلى أجندة انتخابية تمكن من تقديم التشريعيات والبلديات وإعادة تنظيمها في مطلع 2015 بصورة تشاركية وبحضور كل الفرقاء وبإشراف دولي وتأجيل الرئاسيات لمنتصف السنة القادمة 2015.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية