الأردن وإيقاع مشروع كيري: رسائل مهمة من الأخوان المسلمين للشارع ومن القصر للعسكر ومن عباس للنخب بعنوان ‘لن أكون الطرف الذي يوقع’

عمان ـ ‘القدس العربي’ إختصر الرجل الثاني في تنظيم الأخوان المسلمين الشيخ زكي بني إرشيد دلالة الموقف عندما تحدث عن إخفاق إجتماع تنسيقي للتصدي لمشروع جون كيري بسبب إصرار بعض النشطاء من تيار المتقاعدين العسكريين على تضمين البيان الختامي لنص ضد ‘التجنيس’.
إجتماع آخر أخفق وانسحب منه بعض المعنيين بالحراك الشعبي ضد كيري بسبب رسائل مماثلة يرى الشيخ ارشيد أنها تخلط أوراق الأولويات في مرحلة تتطلب التفرغ لصيانة وحماية الجبهة الداخلية.
وجهة نظر ارشيد ومعه الأمين العام لحزب الأخوان المسلمين الشيخ حمزة منصور أشارت إلى أن التهوين من آثار كيري ليس حكيما وكذلك المبالغة.
لكن الأهم هو العمل وبجدية على تعزيز وصيانة الوحدة الوطنية لأن موجة كيري الغامضة تثير حساسيات مقلقة وفقا للشيخ منصور الذي يتحدث عن ‘عبثية’ ومضار الإصرار على قصة الوطن البديل في هذا الوقت مع أن إسرائيل عدو لجميع الأوطان.
بعض الآراء والإجتهادات تعمل برأي ارشيد على ‘تأزيم’ وتوتير الداخل الأردني..هؤلاء ينبغي أن لا يترك معهم المايكروفون وعلى العقلاء الذين يعرفون الأولويات الوطنية جيدا تقدم الصفوف.
‘وصفة كيري’ كما يصفها ارشيد في عشاء سياسي حضرته ‘القدس العربي’ ليست ‘قدرا’ كما يطلق عليها البعض ولن تنتهي بتصفية القضية الفلسطينية لأن تحرير فلسطين لا زال عقيدة عند الجميع لكن التجاذبات التي أثارتها تصريحات وظيفية لبعض المسؤولين السابقين تشير بوضوح إلى أن الحاجة ملحة لمتابعة المشهد الداخلي والتصرف بحكمة.
على هذا الأساس يستذكر الشيخ منصور ما حدث معه شخصيا في مدينة معان عندما دخل أحد المساجد حيث أوقفه أحد الأشخاص وقال له: لو بيدي لقتلتك يا شيخ.
مثل هذه الحادثة ـ يشرح منصور- هي التي تؤشر على نتائج التحريض ضد وحدة الأردنيين وتشويه الصورة وهو تحريض عانى منه العقلاء والإسلاميون وغيرهم ويؤشر على أن بعض الجهات ‘الرسمية’ للأسف رعته وغذته في الماضي وبشكل أسس للإحتقانات في صف المجتمع.
وهذه المعادلة ينبغي أن تتغير ـ يقول منصور- فيما يوضح ارشيد: واجبنا جميعا أن نسهر على ذلك ونحن في الحركة الإسلامية سنحرص على القيام بواجبنا في السياق.
بعيدا عن الأخوان المسلمين لم يتم الإتفاق على ‘جسم موحد أو واحد’ شعبيا أو سياسيا لمواجهة خطة كيري حيث توجد الآن ثلاث مؤسسات شعبية تحمل عناوين التصدي لموجة كيري وهي موجة لا يمكن التعاطي معها إلا عبر شراكة وطنية بين جميع الأردنيين في رأي السياسي المخضرم عبد الهادي المجالي.
أولوية المجالي كما فهمتها ‘القدس العربي’ هي تحسين الشروط الوطنية إذا ما تنامى فعلا مشروع كيري.
وأولوية الشيخ منصور هو صيانة الجبهة الداخلية وعدم السماح لإيقاع كيري بإنتاج فتنة وانقسام بين الأردنيين وعلى هذا الأساس صدرت أطنان من البيانات والتصريحات وشكلت العشرات من اللجان وعقدت المئات من الإجتماعات.
لكن بوضوح يمكن القول إن الجميع في الحالة الأردنية يتحدث إنطلاقا مما بعد كيري وعلى أساس أن خطة كيري قادمة لاريب فيها لكن الإرتياب في إنتاجيتها حسب الشيخ ارشيد.
حتى مؤسسة الرئاسة الفلسطينية تبدو مهتمة بمخاطبة الداخل الأردني وفي السياق نفسه..الأسبوع الماضي زار القيادي الفلسطيني البارز عباس زكي رئيس مجلس النواب الأسبق عبد الكريم الدغمي وقبله زار رئيس الوزراء الأسبق معروف البخيت فيما قام مستشار الرئيس الفلسطيني عزام الأحمد بزيارات مماثلة.
في كل هذه الزيارات كانت رسالة عباس للنخب الأردنية مختصرة مفيدة’ يبلغكم الرئيس عباس بأنه لن يوقع إتفاق كيري ولن يكون الطرف الموقع’.
ذلك يحصل لسبب برأي محللين سياسيين خصوصا وأن الملك عبدلله الثاني عاد للتو من لقاء كاليفورنيا المهم مع الرئيس باراك أوباما في الوقت الذي تشهد فيه ساحة الساسة الأردنيين إجتماعات وكواليس متعددة تحت عنوان الإستعداد الجماعي لملف التسوية الوشيك.
الجهة الأولى التي خاطبها العاهل الأردني بعد رحلة كاليفورنيا كانت المؤسسة العسكرية عبر رعاية حفل كبير للمتقاعدين العسكريين في البحر الميت وإطلاق مبادرة تلغي شرط الرهن العقاري للعسكريين في القروض الإسكانية.
أيضا ذلك يحصل لسبب سياسي على الأرجح خصوصا وأن ثلاثة مسؤولين أمريكيين أعلنوا عن موافقة الأردن على الترتيبات الأمنية الملحقة في خطة كيري كما ألمح الكاتب السياسي فهد الخيطان وهو ينتقد أداء المسؤولين الأردنيين وإمتناعهم عن وضع الشعب الأردني بصورة ما حصل في كاليفورنيا.
على جبهة موازية وبمجرد عودة الملك أمس الأول توسعت قواعد الإشتباك والتسريبات ضد حكومة الرئيس الدكتور عبدلله النسور التي انتشرت التكهنات حول مصيرها في ظل ولادة الأنباء عن احتمالية سريعة للإنتقال إلى مستوى ‘تغيير وزاري’ في وقت قريب.
عمليا لا توجد مؤشرات قوية على بدائل عن الحكومة الحالية لكن عمل بعض ‘مراكز القوى’ ضدها تنشط في الأيام الأخيرة في عمق غرفة القرار خصوصا وأن نواب البرلمان تفاعلوا أمس الخميس وبحماس مع تقولات التغيير الوزاري.رفعت عيد لتسليم مطلقي النار: كنا نُقتَل سابقا من دون عدل وصرنا نُقتَل بعدل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ايمن:

    الملك ليس اردني حتى يتحدث باسم الاردنين فالحجاز اولى به والقرض هو حق ولايحتاج لرهن

إشترك في قائمتنا البريدية