عاد الروس الى سوريا

حجم الخط
0

وصل عشرات الضباط والخبراء من الجيش الروسي الى سوريا في الاسابيع الاخيرة وشاركوا في قتال جيش الاسد للمتمردين كما تفيد مصادر دبلوماسية غربية في موسكو. وتم هذا الاجراء الدراماتي بعد سنة من اجلاء روسيا لخبرائها وعائلاتهم عن الدولة بسبب تصاعد حدة القتال.
يوجد بين الضباط الروس من هم في أرفع المستويات ممن اصبحوا مستشارين مختصين لرئيس الاركان السوري ولضباط هيئة القيادة العامة. ويعمل ضباط آخرون مستشارين مختصين الى جانب قادة في الوحدات الميدانية السورية من قادة الوية الى قادة طوابير. وهم في بعض الحالات يشيرون على مستويات أدنى ايضا. وفي مقابل ذلك زاد الروس كثيرا في المساعدة للجيش السوري في المجالات الامدادية والاستخبارية. ومن ضمن ذلك أن موسكو تتيح للجيش السوري قدرات استخبارية لدولة من القوى العظمى وهو ما يفترض أن يساعد الجيش على تحديد مواقع وحدات المتمردين وضربها.
تمت عودة الخبراء والضباط الروس الى سوريا بتوجيه مباشر من رئيس روسيا فلادمير بوتين. فالرئيس يحاول أن يُقر وضع الجيش السوري وأن يمنع انتقاضه ليمنع بكل ثمن انهيار النظام الذي كان يخدم في الايام العادية مصالح موسكو الاقليمية في الشرق الاوسط. وذكرت مصادر دبلوماسية غربية في موسكو أن بوتين خائف من امكان أن يتحول بلد الاسد الى ‘افغانستان’ وأن يسقط النظام في دمشق في أيدي أناس الجهاد العالمي. ويطمح رئيس روسيا الى أن يحافظ الآن على نظام الاسد وأن يقويه في مواجهة المباحثات التي تجري في جنيف حول مستقبل سوريا.
إن قرار بوتين مصحوب بتعزيز المدد العسكري المتدفق على سوريا بكميات كبيرة. فتأتي المعدات في كل اسبوع عن طريق رصيف للاسطول الروسي في ميناء طرطوس في شمال الدولة. وأكدت المصادر الدبلوماسية أن الاجراء العسكري غير العادي الذي يقوم به الروس تحدٍ للادارة الامريكية ايضا. والرسالة هي أنه في حين تخلت واشنطن عن الرئيس مبارك في مصر وتدير ظهرها الآن لقائد الجيش المصري المشير السيسي الذي أعلن ترشحه للرئاسة، تظهر موسكو الاخلاص لزبونها في الشرق الاوسط.
برغم ما يبدو انجازات تكتيكية للجيش السوري في معارك محلية، لم يعد الاسد يسيطر على 75 بالمئة من مساحة الارض والجيش السوري في حضيض لم يسبق له مثيل. إن جيش النظام قل بمقدار النصف منذ نشبت الحرب الاهلية واصبح عدده الآن نحوا من 200 ألف شخص فقط ولا يزيد عدد المجندين له على 10 بالمئة من الطاقة الممكنة، وتجاوز عدد القتلى في صفوفه 30 ألفا وارتفع عدد الجرحى الى نحو من 90 ألفا.
وفي اثناء ذلك جرت أمس معارك شديدة في الجانب السوري من الجولان بالقرب من الحدود مع اسرائيل حقا. فقد قصفت قوات من جيش الاسد مصحوبة بطائرات حربية وعصابات موالية للحكومة مواقع للمتمردين في بلدتين جنوبي القنيطرة. وبعد معركة شديدة نجحت قوات جيش النظام في السيطرة من جديد على المناطق التي كانت في أيدي المتمردين بالقرب من الحدود. ويجري في جبهة هضبة الجولان منذ اسبوع هجوم للواء سوري على وحدات متمردين في منطقة تل كدنة في جنوب الهضبة. ويحاول لواء سوري في اطار الهجوم أن يخلص وحدة محاصرة في تلك المنطقة بلا نجاح.

يديعوت ـ 23/2/2014

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية