الرئيس الموريتاني يتشاور مع معارضة الوسط وزعيم المعارضة يشكو التهميش
13 - مارس - 2014
حجم الخط
0
نواكشوطـ ‘القدس العربي’ من عبد الله مولود: عادت موريتانيا بحكامها ومعارضيها وسياسييها الخميس بعد انشغال بحادثة تدنيس المصحف ولجم الإسلاميين، للاهتمام بالانتخابات الرئاسية التي أصبح موعدها على الأبواب حيث تنص المادة 26 من الدستور الموريتاني على إلزامية انتخاب الرئيس الجديد 30 يوما على الأقل و45 يوما على الأكثر قبل انقضاء مدة الرئاسة الحالية التي تكتمل في يوم الثامن عشر من تموز / يوليو القادم. وتجلت هذه العودة في مشاورات تتابعت أمس بين الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز واثنين من كبار معارضة الوسط هما مسعود ولد بلخير رئيس حزب التحالف الشعبي ورئيس البرلمان السابق وبيجل ولد هميد رئيس حزب الوئام. ومع أن الإعلام الحكومي تجاهل هذه اللقاءات، فقد نقل عن بيجل ولد هميد رئيس حزب الوئام قوله ‘إن الرئيس ولد عبد العزيز أكد خلال تشاوره معه، استعداده الكامل للحوار مع المعارضة (المقاطعة) بالصيغة والشكل الذي تريده’. وأوضح ولد هميد ‘أن ولد عبد العزيز أبدى استعداده للتطرق في الحوار لكافة الأمور المتعلقة بالانتخابات من أجل ضمان تنظيم انتخابات رئاسية شفافة نزيهة وتوافقية’. وفيما نقل عن الرئيس ولد عبد العزيز هذا الاستعداد، اشتكى أحمد ولد داداه زعيم المعارضة الموريتانية في مؤتمر صحافي أمس من ‘تهميش النظام له كزعيم للمعارضة، مؤكدا ‘أن قانون نظام المعارضة وهو قانون ما زال مفعوله ساريا، ينص على أن رئيس الجمهورية، يستشير عند الضرورة زعيم المعارضة حول المشاكل الوطنية، والمسائل المتعلقة بالحياة الوطنية، وبموجب ذلك يجب، برمجة لقاء دوري، كل ثلاثة أشهر على الأقل، وهو ما لم يحدث قط’. وشدد ولد داداه التأكيد على ‘تشبث حزبه الدائم بالحوار وتبادل وجهات النظر مع الآخرين؛ فحزبنا لم يرفض الحوار أبدا، بل ظل يطالب به وسيظل’، مبرزا ‘أن النظام الحالي هو من يرفض الحوار’. و أكد ‘أن منسقية المعارضة الموريتانية مقتنعة بأن خروج موريتانيا من المأزق القائم يستلزم حوارا بين المنسقية والسلطة’. وأضاف ‘..لم تكتف المعارضة بالدعوة الى الحوار بل قدمت عريضة بتاريخ 11 آذار / مارس الماضي ضمنتها جميع القضايا التي ترى أنها السبب في الركود السياسي الذي تعاني منه موريتانيا منذ سنوات’. وتابع ولد داداه قائلا ‘أريد هنا أن يفهم الجميع أننا لا نرفض الحوار الشامل الهادف، الذي سيمكن من توافق يخرج البلاد من هذا الركود أما استدعاء عمرو او زيد من رؤساء الأحزاب بصورة انفرادية فلا يسمى حوارا جادا ولا نرى أنه يفيد، وهو نوع من ذر الرماد في العيون تقوم به الحكومة ونحن لسنا مستعدين له، لكن عندما تمد الحكومة يدها لحوار حقيقي يشمل المنسقية، بل يتسع، كما نفضل، ليشمل جميع القوى الحية في البلاد، فسنكون حينها جاهزين’. وثمن أحمد ولد داداه عاليا النتائج التي تمخض عنها المنتدى السياسي الأخير الذي نظمته المعارضة مشيرا إلى ‘أنه جمع منسقية المعارضة وأحزابا خارجها وهيئات في المجتمع المدني والعديد من الشخصيات المستقلة، كما تمخض عن رؤية سياسية واضحة ومعقولة’. وفي ظل هذه التجاذبات دخل السفير الفرنسي المعتمد في نواكشوط هير بيزانسانو على الخط في مساع وصفت بأنها محاولات تبذلها فرنسا ‘لتقريب وجهات النظر بين النظام والمعارضة من أجل تنظيم انتخابات توافقية في موريتانيا’. فقد تباحث السفير مطولا أمس مع نقيب المحامين الموريتانيين أحمد سالم ولد بوحبيني حول الوضع السياسي وموضوع الانتخابات. ويجرى هذا اللقاء وهو الثاني من نوعه بين السفير الفرنسي ونقيب المحامين في ظل إشاعات تتحدث عن ‘ترشح النقيب في الانتخابات الرئاسية المرتقبة مدعوما بأوساط سياسية واجتماعية وازنة’. وكانت الصحف والمواقع الإعلامية وتدوينات وتغريدات السياسيين قد توقعت في اليومين الأخيرين، عكس ما نقل عن الرئيس ولد عبد العزيز، تأجيل الانتخابات الرئاسية المقبلة لاقترابب موعدها ولعدم الجاهزية لتنظيمها بصورة توافقية تشترطها المعارضة مدعومة بضغط عدد من شركاء موريتانيا في الخارج. وفي هذا الإطار أكدت صحيفة ‘الرأي’ المستنير المستقلة ‘أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز يعتبر توقيت الحوار الحتمي مع المعارضة ورقة في كنانته يستخدمها متى شاء، فبالنسبة له من يتحكم في الوقت يتحكم في الأجندات الانتخابية والرئيس لا يريد أن يظهر بمظهر الساعي لتأجيل الانتخابات الرئاسية ولا يمانع في أن تؤجل نفسها بنفسها للضرورة الموضوعية أو تؤجلها المعارضة بشروط يتطلب احترامها إطارا زمنيا مبررا للتأجيل’. وأضافت الصحيفة ذات النبرة المعارضة ‘أن الرئيس يريد بذكاء أن يكون قرار التأجيل أول قرار ‘تشاركي’ عن تفاهمات وعن شكل من أشكال الحوار، وسعي الرئيس هذا للحوار واللاحوار يتوخى إصابة عصافير متعددة بحفنة رماد فمن جهة يمكنه ذلك من ‘تمطيط’ مأموريته التي مططت في بدايتها بما قبل الانتخابات الأولى وقد ‘تمطط’ في وسطها وفي نهايتها والغاية تبرر الوسيلة، والتأجيل كما هو واضح يمكن الرئيس من التفرغ لأنشطة قارية ودولية مبرمجة ينجزها على رأس الاتحاد الافريقي كما يمنحه فرصة مشاغلة الجبهة الداخلية والظهور بمظهر خارجي ديمقراطي’. لكن المشكل، تضيف الصحيفة، أن الزمن سلاح بتار وهو كالسيف إن لم تقطه قطعك، وحتى وإن كان بمقدور الرئيس أن يخدع الناس لبعض الوقت فلن يتمكن قطعا من خديعة كل الناس كل الوقت’.