الأمريكيون لن يمروا مرور الكرام

حجم الخط
0

على رئيس الوزراء نتنياهو أن يقيل يعلون. بسبب الفظاظة، الاستفزاز ونكران الجميل الذي لا يطاق والذي عبر عنه تجاه الولايات المتحدة. على الاقــــل، على رئيس الوزراء أن يشجب الاقوال وان يضع يعلون في مكانه.
الأمر الاول لن يفعله نتنياهو لاعتبارات سياسية ولانه في الثقافة السياسية الاسرائيلية استبدلت المسؤولية، الانضباط والعقل السليم بالتسيب، الثرثرة والغرور. الامر الثاني لن يفعله نتنياهو لانه هكذا أيضا هو يفكر، ولجام الانفلات عديم المسؤولية تجاه الولايات المتحدة هو نفسه أرخاه في سلسلة مناوشات زائدة مع الرئيس اوباما منذ 2009.
يعلون رجل مستقيم، جندي شجاع، وطني اسرائيلي فائق. ما يبرر اقالته هو قدرة التفكر العليلة وعدم فهمه الاساس والجذري لعمق ومعنى العلاقات الاسرائيلية الامريكية ومركزيتها التي لا بديل عنها في امن اسرائيل القومي. لا شك أن يعلون يعرف كيف يثرثر بالكليشيهات عن ‘علاقاتنا الخاصة’ ولكنه حقا لا يفهم، والا لما كان صرح كما صرح، وبالتأكيد في الوقت الذي تعيد فيه الولايات المتحدة النظر في جملة علاقاتها الخارجية ولاسرائيل مصلحة واضحة باميركا كمشاركة وقوية، وليس باميركا منقطعة عن الشرق الاوسط.
لقد كانت هناك خلافات مع الولايات المتحدة دوما، ولكن أبدا لم يتجرأ وزير دفاع اسرائيلي على أن يهين بشكل شخصي وزير خارجية أميركي. وبعدها، ببضع اسابيع من ذلك، ان ينتقد عموم السياسة الخارجية الامريكية، والقول انها تبث ضعفا وتضعف حلفائها. فوزير دفاع اسرائيل لا يحصل فقط على 3 مليار دولار في السنة، تصويت فيتو متكرر في مجلس الامن، القبة الحديدية، قدرة وصول الى التكنولوجيات الاكثر تطورا والتعاون الاستخباري. بل انه كما يتبين، المراقب الداخلي للادارة الامريكية في موضوع السياسة الخارجية. وهذه المرة، فان يعلون لم يهن وزير الخارجية الامريكية فقط، بل اساء مباشرة الى الولايات المتحدة: قدرتها على ان تبث القوة في منتصف الازمة في اوكرانيا. يخلق يعلون صورة للولايات المتحدة في أنها لا تأثير لها على حلفائها. وعلى هذا لن تمر الولايات المتحدة مرور الكرام.
المساعدة لن تلغى، الطيارون سيواصلون التدرب، المعلومات الاستخبارية ستواصل العبور. ولكن وزير الدفاع الاسرائيلي سيعتبر شخصا لا يمكن الاعتماد عليه. ويوجد لهذا تأثير حقيقي على الاستعداد الامريكي للاستماع بجدية لاسرائيل ولوزير دفاعها في مواضيع حيوية مثل ايران أو في الموضوع الفلسطيني.

يديعوت 23/3/2014

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية