بلد صغير ذو شارب

حجم الخط
0

ليس الامريكيون متخاذلين وليس موشيه يعلون وغدا بل هو صبياني. فالاولاد يقولون ما في قلوبهم لأنهم لم يتعلموا بعد أن اللسان يفصل بين القلب وأذن السامع وأن الحياة والموت في يد اللسان.
توجد حقائق مضرة وتوجد حقائق تفتح العيون وتكون نافعة. فالولد الذي صاح قائلا إن الملك عارٍ كان نافعا أما يعلون فمُضر. فهو يشبه الولد الغاضب على والديه اللذين لا يستجيبان لرغبته ويقذفهما بقوله إنه بطل يستطيع أن يغادر البيت وينظم شؤونه من غيرهم. إن الوالدين مملوءان بالعيوب كحبة الرمان لكن البطل الصغير ليس بطلا عظيما فهو متعلق بافضال والديه ويسلم بالواقع بعد أن يكف عن ضرب الارض بقدميه. وتكفي على نحو عام لطمتان لاعادته الى جادة الصواب.
أضر يعلون لأنه صاح برأي رائج لم يكن يجوز أن يسمعه للملك، فالملك في واشنطن لا يريد أن يستعمل قوته فقد لاحظ حدود القوة وهو يفضل استعمال الدبلوماسية والقوة الاقتصادية. ولا اختلاف في ذلك بين اصحاب القرار في السياسة في العالم كله ومنهم بوتين والاسد. فالسؤال المهم لا يدور على الحقيقة المعلومة بل لا يدور على طبيعة وزير الدفاع الصبيانية بل على الاستنتاجات المشتقة من الحقيقة.
إن الواقع هو أن رئيس الولايات المتحدة يريد الخير لاسرائيل لكنه رئيس دولته وليس عضو في ‘البيت اليهودي’. ودولته هي الوحيدة في العالم التي تُمكنها مواردها الطبيعية وقوتها التقنية من أن تعيش في رفاه دون احتياج للآخرين تقريبا. وستتخلص بعد بضع سنين ايضا من الحاجة الى النفط الرخيص المطمور في اراضي عدد من الممالك المتخلفة في الشرق الاوسط. ويقظتها متعلقة بها فقط وبضعف امراضها الداخلية وهذا أهم ما يعني الرئيس.
إن الارهاب الاسلامي هيّج مواطني بلده وحث سلف اوباما على انفاق مئات المليارات واضاعة حياة آلاف الجنود الامريكيين في العراق وفي محاولة فارغة لاقرار الوضع في افغانستان، لكن الارهاب من وجهة نظر تاريخية ليس سوى حكة مضايقة في ظهر وحيد القرن. ومحاولة اسرائيل أن تجر الولايات المتحدة الى القضاء على الصناعة الذرية الايرانية كانت رهانا حسنا لكن بلا أمل، فليست اسرائيل حاملة الطائرات البرية التي تساعد امريكا على فرض ارادتها على المنطقة المشاغبة بين باكستان وموريتانيا.
إن الولايات المتحدة تشتري العقول الخلاقة للتقنيين الاسرائيليين وتنقلها اليها فخُمس العلماء الاسرائيليين يعملون في الولايات المتحدة. وكثير من العلماء الرواد في الجامعات الرائدة في الولايات المتحدة في مجال الحواسيب والذكاء الصناعي اسرائيليون. وليست التطبيقات التي تصيبنا بالدوار سوى نقل تقنيات ممتازة منا اليها. وما كان الذكاء الاسرائيلي ليترجم الى آلات استخبارات وآلات تدمير من غير مال امريكا وارادتها الخيرة وليس لنا وجود بغيرها ولن يكون ايضا في المدة التاريخية القريبة.
يديعوت 24/3/2014

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية