التهديدات الأمنية ضد اسرائيل تغيرت وعلي الجيش تكييف نفسه معها
التهديدات الأمنية ضد اسرائيل تغيرت وعلي الجيش تكييف نفسه معها اذا كانت الحكومة الاسرائيلية القادمة ستواصل العمل من اجل انهاء الاحتلال، واذا كان حزب كديما الذي يبرز حاليا علي أنه سيكون الحزب القائد، قد أسسه ارييل شارون حقا من اجل هذه الغاية بالذات، فان الاعلان عن القرار بتقليل ايام الخدمة الالزامية الذي سمعنا عنه من وزير الدفاع وعلي لسان رئيس هيئة الاركان، يعتبر حلقة جديدة في سلسلة التغييرات التي طرأت علي تفكير وزير الدفاع ونظرته العسكرية للمستقبل.صحيح أن التهديدات الأمنية علي اسرائيل لم تتضاءل، ولكنها علي الأقل تغيرت، والجيش الاسرائيلي مطالب بتكييف نفسه مع هذه التغيرات. وهكذا فان الانسحاب من المناطق التي ترهق الجيش من دون فائدة وكذا تغيير شكل الخدمة العسكرية هما استجابة للواقع.ان التوصية التي قدمتها لجنة بن ـ بسات لوزير الدفاع هي الي حد ما مثل السير بين رذاذ المطر. فدولة اسرائيل ليست مستعدة للتنازل عن جيش الشعب والتحول الي جيش أجير ومهني في دولة صغيرة تستوعب المهاجرين، واللقاء الاجتماعي الذي ينتجه التجنيد يُفهم كقيمة أمنية قائمة بذاتها. وقد حددت لجنة بن ـ بسات أن التجنيد الالزامي يسهم في المساواة في المجتمع، وهي توصي بزيادة المساواة في الجيش بما في ذلك الغاء الترتيبات الخاصة كالتي لـ الناحل (الشبيبة المقاتلة) والمدارس الدينية التي تحظي بخدمة أقصر. ولكن أساس التغيير الذي سيطرأ علي الجيش اذا قُبلت التوصيات سيكون في مجال البراعة والتعويض علي ذلك، فمن يكون الجيش بحاجته سيبقي في الخدمة لفترة طويلة، ومع انتهاء سنتين من الخدمة الالزامية فانه سيحصل علي راتب. والخدمة الالزامية ستكون مرحلة تُمنح فيها فرصة متساوية لجميع المجندين للتنافس علي الخدمة النظامية وتجهيز انفسهم استعدادا له.من يتلقّ تدريبا أكثر ستكن فرص استيعابه في الخدمة النظامية أكبر، وسيتم تعويضه، ومن لا يريد أو يجدونه غير مناسب فسيخدم لسنتين فقط. تقصير مدة الخدمة سينفذ بصورة تدريجية، وفي عام 2010 سيتم تقليص الخدمة لمدة سنتين. ومدة الخدمة للبنين ستكون مساوية لخدمة البنات وكذلك نوعية الوظائف.جيش صغير وحكيم يكون معناه الغاء البطالة المقنعة والعلنية، والتي تظهر جلية أمام كل من يزور قواعد الجيش أو يعرف هذه الامور من خلال تجربته الشخصية والعائلية. ومعني هذا الامر ايضا هو أن الجيش لن يُعير جنودا رخيصين الي الوزارات المختلفة، والجندي يعرف أنه حقا يُسهم في الأمن وبصورة مباشرة، وأنه ليس قوة عاملة رخيصة في الموساد و الشاباك والشرطة والتعليم.الاصلاح المقترح سوف يمر في طريق طويل الي أن يخرج الي حيز التنفيذ، وعلي حكومة اسرائيل أن تطبقه، وعلي الكنيست أن تسن قانونا جديدا. لا أحد يعرف من سيكون وزيرا للدفاع بعد الانتخابات، وما اذا كان سيؤيد تقصير مدة الخدمة.شاؤول موفاز سار شوطا طويلا في تشكيل ثلاث لجان مختلفة فحصت الخدمة النظامية، وقدمت توصياتها، وبذلك شقت طريقا للحكومة والكنيست. وبعد سنوات من الجمود في هذا المجال، فان مجرد البحث والفحص مجددا تعتبر علامة ايجابية. غير أنه بين هذا وبين التنفيذ، للأسف الشديد، الطريق لا زال طويلا والعوائق السياسية كثيرة.أسرة التحرير(هآرتس) 15/2/2006