كثيرة هي المتغيرات التي يشهدها العالم والمنطقة هذه الايام، وإن كان الثابت فيها حتى اللحظة واحدا: قرار فلاديمير بوتين استعادة الامجاد الغابرة لروسيا القيصرية ولموسكو السوفييتية وكل ذلك ما كان ليتم لولا صمود الرئيس السوري وجيشه وشعبه وحلفائه في جبهة المقاومة بوجه الحرب….
صحيح ان بوتين سرعان ما أدرك صوابية ما قاله المنظّر الاستراتيجي الامريكي جون كانون في اربعينيات القرن الماضي، ألا وهو أن الاتحاد السوفياتي، مثله مثل روسيا القيصرية، لا يمكن أن يعيش إلا عبر التوسع ,من هنا نصح كانون صنّاع القرار الامريكيين في ذلك الحين بتطويق الاتحاد السوفييتي بمجموعة من الاحلاف العسكرية بلغت44 حلفاً بين عامي1947و1949.
قرار بوتين بضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا اذن يأتي ضمن هذا الاطار، وهو يعكس ما لحظه وزير الخارجية السويدي كارل بليدت الذي رأى في مقابلة حصرية مع ‘سي إن إن’ أن ما يجري في القرم بحسب اعتقاده ما هو إلا بداية اللعبة بالنسبة لبوتين، وأن هناك صورة أكبر للقضية. وأضاف: ‘إذا قرأت بتمعن خطاب بوتين المطول في الكرملين، فإن ما قاله حول المطالبات التاريخية وما إلى ذلك تنطبق ليس فقط على القرم ولكن على مناطق بجنوب أوكرانيا.. وهنا علينا أن نكون بحالة تأهب قصوى من تهديد قيام بوتين من التحرك أبعد حتى عسكريا إلى ما بعد القرم، إنني مقتنع تماما أن أجندة بوتين ليست القرم بل العاصمة الاوكرانية، كييف’.
ولا شك فان أنضمام القرم ليس مجرد تعديل بسيط في الحدود الدولية فحسب، مع أن التعديل في الحدود أمر خطير ونادر الحدوث في القارة العجوز منذ استقرت على شكلها الحالي في الحرب العالمية الثانية، بل إن هذا الضم له نتائج على مجمل موازين القوى الاوروبية والدولية، وله انعكاسه المباشر، إحماء لشدة الصراع في المنطقة العربية .
لكن المهم، في ما يتعلق بالنظام الاقليمي المرتقب حسب الخريطة الامريكية ،هو ما يحصل على الجبهتين المصرية والاسرائيلية، وما تستبطنه من دور مرتقب لكل من القاهرة وتل أبيب، أخذا في الاعتبار الحاضنة الخليجية لهاتين العاصمتين.و ما يحصل من تصعيد في الجولان السوري المحتل، وما جرى من اغتيالات في الضفة الغربية لا يخرج عن هذا السياق. والصراعات الداخلية السعودية والمتغيرات في العلاقات البينية الخليجية، وبينها وبين الولايات المتحدة،لا شك تعتبر عاملا مقرراً في اتجاه رياح المنطقة.
زيارة اوباما الى الرياض وهو الذي مهد لها بتصريحات في غاية الاهمية عما سماه ‘ بضرورة مواكبة شركائنا من السنة للتغيرات الحاصلة في السياسة الخارجية الامريكية بخصوص ايران …’ وان الايرانيين ‘استراتيجيون وغير متهورين وغير انتحاريين وبعيدو النظر ويحسبون بموازين الربح والخسارة ولذلك اتوا الى طاولة المفاوضات ….’ كما ورد في مقابلة اوباما الشهيرة مؤخرا مع مجلة ذي اتلانتيك … ما يحمل رسالة قاسية الى حكام الرياض بضرورة الاستعداد لما هو اخطر واصعب عندما يقول: ‘التغيير دائما كان مخيفا …’ الامر الذي يفهم منه بان على الرياض ان تقدم على خطوات مؤلمة في هذا السياق .
العاهل السعودي التقط الاشارة على ما يبدو وقام بالخطوة الجراحية الاخطر في تاريخ المملكة : اقصاء السديريين من وراثة العرش السعودي من خلال قراره بتعيين الامير الاصغر المتبقي من العائلة الحاكمة اي مقرن بن عبد العزيز وهو الامير من ام يمنية وليا لولي العهد او وليا ثانيا على ان يصبح هو الملك في حال شغور منصب الملك وولي العهد الحالي بوقت واحد … وان هذا القرار غير قابل للتغيير … بما يعني اسقاط هيئة البيعة وافراغها من مضامينها ومفاعيلها … ما يعني تنصيب مقرن ملك الظل والحاكم الحقيقي في ظل ما هو معروف عن حالة الملك وولي عهده الحالي الامير سلمان ووضعهما الصحي ….!
انها التحولات التي سترمي بظلالها على ملفات اليمن والبحرين ومصر والسودان وسوريا ولبنان ودائما ايران المحيرة للعائلة السعودية والشغل الشاغل لاوباما وامبراطوريته الآفل نجمها على حساب نجم روسيا الصاعد!
بدم بارد وعقل بارد يمكن الاستنتاج ايضا بان السفينة الامريكية القابعة على اليابسة العربية الفلسطينية زورا وبهتانا واغتصابا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية اي دويلة الكيان الصهيوني بات عليها هي الاخرى ان تعد العدة اما لتقديم تنازلات اكثر ايلاما من الرياض من وجهة النظر الامريكية وهو امر سيكون حزينا ومربكا لمخططات المستوطنين وحكامهم المتزلزلة عروشهم منذ العام 2006 م اي منذ خسارتهم لرهان اخراج المقاومة الاسلامية من ساحة الصراع، او الاذعان لخوض معركة المنازلة الكبرى مع جبهة المقاومة وهو امر غير مضمون النتائج مطلقا ما يجعل تل ابيب بين خيارين احلاهما مر …
كالقرعة التي تتباهى بشعر جارتها.
ماذا تفيد انتصارات الروس اذا لم يحرر صاحبنا الأراضي المحتلة؟
تحليل جميل
التحالف مع الروس هو بالطبع لن يجلب الخراب والدمار التي أتت به أمريكا وبقية الغرب. يبقى على طهران أن تحسن علاقاتها مع الشعوب العربية رغم أن إيران ما يعيبها هو منهجها الذي تريد فرضه.
وهل هناك اهميه فى تحديد السنه او الشيعه بالنسبه لامريكا …
وهل كان رضا بهلوى سنياٌ……المهم هى مصالحهم .
وهل صار بوتين شيعيا …
قى السياسه لا دين سوى ديانة المصالح .
ثورة ايران كانت نعمة للمقاومين العرب ونقمة لاسرائيل فعاشت ايران وسوريا وحزب الله هولاء هم الوحيدون من مليار ونصف مسلم التي تحسب لهم اسرائيل مليون حساب . وكل ماورد في مقال الاخ صادق الحسيني من تحليلات فهو صحيح مائة في المائة .