سبتيرو يلتقي ممثلي مسلمي اسبانيا في اجتماع وُصف بانه الاول منذ سقوط غرناطة سنة 1492
لاحتواء تداعيات الرسوم الكارتونيةسبتيرو يلتقي ممثلي مسلمي اسبانيا في اجتماع وُصف بانه الاول منذ سقوط غرناطة سنة 1492مدريد ـ القدس العربي من حسين مجدوبي:استقبل رئيس الحكومة الاسبانية خوسي لويس رودريغيث سبتيرو الليلة قبل الماضية ممثلين عن الجالية الاسلامية في هذا اسبانيا. ويعتبر هذا أول استقبال رسمي من نوعه بين أعلي مسؤول في البلاد مع مسلمين خلال قرون، ولم يتردد البعض في تصنيفه باللقاء التاريخي وبانه عنوان تصالح اسبانيا مع ماضيها العربي الاسلامي.ويعود آخر لقاء تاريخي ورسمي بين المسلمين والسلطات الاسبانية الي 2 كانون الثاني/يناير 1492 عندما سلم المسلمون مفاتيح مدينة غرناطة الي الملكة إيزابيلا الكاثوليكية التي شرعت في طردهم ووضعت محاكم التفتيش لتنصيرهم، ثم الطرد النهائي في أوائل القرن السابع عشر للذين لم يعتنقوا الصليب.ويقول محمد علي نائب رئيس الفيدرالية الاسبانية للهيئات الدينية الاسلامية لـ القدس العربي ان لقاءات جرت مع بعض الوزراء ومن ضمنهم العدل والداخلية أساسا وخاصة بعد التوقيع بين الحكومة والجمعيات الاسلامية علي اتفاقية لتنظيم الاسلام في اسبانيا سنة 1992 . لكن يستدرك بان لقاء بين رئيس الحكومة الاسبانية والجالية الاسلامية، يحدث للمرة الأولي في تاريخ هذا البلد وكان يوم الأربعاء من هذا الأسبوع . اللقاء الذي جاء علي هامش الأزمة الناتجة عن الرسوم المسيئة للنبي صلي الله عليه وسلم كان مناسبة لاعلان المسلمين تأييدهم لمسعي تحالف الحضارات الذي تقدم به سبتيرو وتبنته الأمم المتحدة، ولتعهدات رئيس الحكومة بتسريع وتيرة إدماج المسلمين في المجتمع.ومنذ عشرين سنة، لم يكن للمسلمين أي وزن في اسبانيا بسبب ضعف الهجرة العربية مقارنة مع دول أوروبية أخري مثل فرنسا وبريطانيا وهولندا وبلجيكا حتي أنه كان يقال أن عدد المآثر العربية والاسلامية المنتشرة في مجموع اسبانيا تفوق نسبة المهاجرين العرب .ومع أواخر العقد المذكور، قارب عدد المسلمين نصف مليون وحاليا يناهز 800 ألف بين القادمين من العالم العربي والأغلبية الساحقة من المغرب ثم معتنقي هذه الديانة.ورغم وقوع الكثير من الأزمات الدينية محليا وعالميا، فقد أبي رئيس الحكومة السابق خوسي ماريا أثنار استقبال أي لجنة تمثل الجالية الاسلامية. بل كانت هديته للمسلمين الذين أصبحوا جزءا لا يتجزأ من هذا البلد تصريحه الشهير أن مشاكل اسبانيا مع تنظيم القاعدة بدأت مع الاسلام منذ وصول طارق بن زياد ليجعل بذلك، وبطريقة غير مباشرة، المسلمين في اسبانيا منتمين الي تنظيم أسامة بن لادن، انطلاقا من طارق بن زياد الي السفراء العرب المعتمدين في مدريد.الحضارة الاسلامية مكون من مكونات اسبانيا، هذه الأخيرة التي كانت جسرا لنقل العلوم نحو أوروبا في القرون الوسطي. وبهذا قد يكون لقاء سبتيرو والجالية الاسلامية بمثابة اعتراف جديد بهذا المكون.ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فيوم الأربعاء تقدّمت بعض الأحزاب في البرلمان الاسباني بمشروع لتعميم اللغتين العربية والأمازيغية في المناطق التي توجد بها جالية مهاجرة قوية. وتعني هذه الخطوة مجددا تصالح اسبانيا مع ماضيها لأن العنصر الأمازيغي من ضمن العرقيات المكونة لسكان هذا البلد نتيجة التمازج القوي مع المغرب، سواء ابان عهد الامبراطورية الرومانية أو بعد فتح الأندلس والتواجد العربي ـ الأمازيغي الذي دام أكثر من ثمانية قرون. وقبل هذه المبادرة كانت أخري منذ شهور في البرلمان نفسه، حيث تقدمت أحزاب في البرلمان تطالب حكومة مدريد بتعويض المغاربة في منطقة الناضور ـ الحسيمة (شمال شرق) الذين تعرضوا خلال مقاومتهم للاحتلال الاسباني في العشرينات بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي لغازات سامة ما زالت آثارها بادية حتي الآن مثل ارتفاع حالات السرطان في هذه المنطقة.ووسط هذه التطورات، يأبي اليمين السياسي والاعلامي سوي الاستمرار في تبني مواقف مناهضة لكل تقارب مع المسلمين سواء الهجرة أو العالم العربي والتشديد علي التحالف الأطلسي مع الولايات المتحدة والسخرية من اقتراح تحالف الحضارات .لكن هذا اليمين الذي بدأ يقترب من أطروحة الجبهة الوطنية الفرنسية العنصرية تعرض أمس الخميس لضربة لم يكن ينتظرها عندما راسلت وزيرة الخارجية الأمريكية نظيرها الاسباني ميغيل آنخيل موراتينوس لتشيد باقتراح تحالف الحضارات ونية واشنطن تأييده.