لا يحدث شيء
سعيد بوكراميلا يحدث شيء تحت الوسادة رسالتها المخضبة بالرغبة والتعب.فوق الفراش كتب مكدسة.مسافات وحافات يبدد قسوتها حنين جارف إلي أصابعها وقهوتها المقطرة بعناية وضجرها من الحر أو البرد الزائدين.أتدفأ بالغطاء وبين يدي رسالتها. لا يحدث شيء في اتجاه سرعة الألوان القانية، ضرب علي هوامش الأشــياء، نوم علي أرق الستائر. لا يحدث شيء حول مصباح الزقاق. حتي الحشرات المصاصة للدماء عافت أجسادنا ورحلت.لا يحدث شيء مع الصمت المتحجر كآلهة متواطئة علي الحياد. في مطلق الضعة يفسد كل شيء. ماذا لو كانت بجانبي الآن أو كنت بجانبها هناك ؟ أخذت الكلاب المسعورة تنبح في الأزقة القفراء. الليليات في البلوك الآن أغلقن أبوابهن بإحكام وخلدن للنوم المتبل بالسجائر والعرق والحليب الفاتر المتدفق في أحشائهن. سيزددن ترهلا ويتهاوين الواحدة تلو الأخري وكأنهن قد تعبن حقا من فلسفة الأمام والوراء وخير الأمور أوسطها. في ذلك البلوك الطيني الصغير والحقير تحتمي تلك النسوة الهاربات من كل فج معوز قد يتوقفن هنا أو يتركن أنفسهن لتسحبها الرياح إلي حفرة زاكورة التي تستقبلهن عادة بحفاوة الذباب وشظايا قنينات الجنود الفارين من الثكنات المنتقمين من الذل والليل والضياع.حبيبتي فتركتك وكأني تركت نفسي هناك.وصلت فجرا. عبء الحقائب هد جسدي. دخلت البيت فوجدته خانقا برائحة السكون والإهمال. مع ذلك تركت نفسي تنام قليلا. صحوت علي الساعة التاسعة والنصف. نظفت السطح والغرفتين عثرت علي صراصير وعنكبوت وآثار فأر. أراك الآن قد تقززت وأنت التي يسكت قلبها إذا ما سمعت اسمه. لا عليك سأقبض عليه في أقرب فرصة. اشتقت إليك كثيرا وتمنيت لو كنت بجانبي.توقفت قليلا عن الكتابة كي أعيد شريط ماجدة الرومي التي تحـــبين أغــانيها. بالأمس تمكنت من التقاط بعض الإذاعات الأجنبية للتسلية فقط، فماذا سيقولون؟ كل الأخبار متشابهة ومتناسخة. نعش يمر في منتصف النهارالعصافير يغمي عليهاالإسفلت يذوبالجثة تبردرغم الحر يلفونها بالأثوابكأنها ستصاببالزكام.لا أحب صوت الإذاعة المغربية الذي يطفئ فانوس الأحلام ويتعمد إخفاء الحريةفي غرف العقاب.حاول أن تخلص من الظلال من رقدة الغباربين ذلك الحفيف تعشش الصدفةقد لا يمنحك الصّبا خلود الانتظارلكنك قد تتحجر أيقونة للعشاق.ہ كاتب من المغرب0