عندما يركب الخيل من لا يجيد الركوب!

حجم الخط
0

عندما يركب الخيل من لا يجيد الركوب!

عندما يركب الخيل من لا يجيد الركوب! يدرك العديد من المهتمين بشؤون الفكر والثقافة مدي حجم الجدل الدائر حول مصطلح المثقف ومدي حجم الاختلاف المعرفي الدائر حول مؤشراته ومعاييره المتباينة، سنحاول تسليط الضوء علي جانب من تجليات حرب يقودها بعض من أشباه المبدعين ضد العناصر المتميزة في مجالها الإبداعي، وتحديداً في مشهدياتنا الثقافية العربية، التي تعاني من تنامي ظاهرة مُدمرة يقف وراءها ثلة يفضل البعض وصفهم بالمتثاقفين وذلك نظراً لأن مضمون سلوكياتهم وتصرفاتهم المرضية تنم عن انفرادهم بحالة لا اتزان نفسي تستحق أن نقف عند مختلف تجلياتها وتداعياتها السلبية الخطيرة علي نسيج مشهدياتنا الثقافية العربية، فمكمن خطورة العناصر المتثاقفة يتمثل في إقدامها علي تدمير البنية التحتية لتلك المشهديات وذلك من خلال آليات صراعية تقف خلفها خصائص وسمات سيكيولوجية شاذة، هي في الواقع بمثابة الرافد الرئيس لتلك الآليات التي نرصد باقتضاب أهم تقنياتها في النقاط التالية: أولا ًـ آلية إقصاء المبدع ومحاولة تهميش مشروعه الثقافي من خلال سد كافة المنافذ التي تمكنه من التعبير عن ذلك المشروع ومن تواصله المباشر مع المتلقي، خاصةً إذا شعر المتثاقفون بأن قدرات ذلك المبدع قد تشكل خطراً علي الغنيمة المعنوية والمادية التي يتحصلون عليها عبر اصطناع وهم التمييز الإبداعي.ثانيا: يجد المتثاقف فرصته السانحة عندما تبدأ بعض من عناصر الإنتلجنسيا بالتعبير عن وطأة الظلم والقهر الذي يمارس ضدها، وعن امتعاضها من سيطرة الشريحة المتثاقفة علي فعاليات المشهد الثقافي، فيقوم المتثاقف باللجوء لأسلوب تدبير المكائد والدسائس تجاه كل من يُبدي ازدراءه وامتعاضه من الأوضاع الثقافية السائدة.ثالثاً: للمتثاقف سلوكيات متكلسة وهامشية غريبة فهو حريص دائماً علي التأويل قبل القراءة الناضجة والمثمرة، وعلي أن يقتات من فتات الاستخلاصات النظرية التي تنجم عن حواراته أو استفساراته الثأطاء من العناصر المتميزة إبداعياً في مجالها الثقافي، والتي لا يتردد ذلك المتثاقف في سرقة جهدها المعرفي ونسبه إلي نفسه.رابعاً: لا يتوقف المتثاقف عند حد تفخيخ المنافذ التي تمكن الآخر المتميز من الإنطلاق والحضور الفاعل في المشهد الثقافي بل إنه يحرص علي الاستثمار الأمثل لوظيفة التشويه التي يتم من خلالها تشويه سمعة الآخر الإنتلجنسي من خلال اختلاق وقائع لا وجود لها إلا في مخيلته المريضة.عقدة الإسقاط هي سمة مميزة لنص أو ملفوظ المتثاقف، فالمتثاقف شخصية مريضة تحرص كل الحرص علي إتهام غيرها أو وصفها بمصطلحات لا تنطبق عملياً وواقعياً إلا علي أمثاله من المتثاقفين.عز الدين اللواجكاتب وباحث من ليبياLawaj [email protected] 6

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية