إخوان الأردن … توسع إطار الصراع بين المفصولين من ‘زمزم’ واتصالات مع رموز الجناح المعتدل

عمان ـ ‘القدس العربي’: الخطوة التكتيكية الأولى التي لجأ إليها المفصولون الثلاثة من جماعة الإخوان المسلمين في الأردن في اليوم التالي لاستيعاب قرار فصلهم لم تقف عند حدود الإستعداد لاستئناف قرار الفصل من خلال محكمة التنظيم الحزبية بل بدأت فورا عملية واضحة المعالم لاستثمار وتوظيف المسألة في سياق ‘توسيع’ قاعدة الغاضبين من رموز وقيادات الإخوان من المطبخ القيادي الحالي للتنظيم.
يمكن الإستدلال على هذه الخطوة التكتيكية من خلال التفاعلات الحوارية التي جرت بين المفصولين الثلاثة من الجماعة الإخوانية وبين قيادات تاريخية محسوبة على الصف المعتدل والحمائمي مثل عبد الحميد القضاة والدكتور عبد اللطيف عربيات وحتى المراقب العام الأسبق ‘شبه المجمد’ الشيخ عبد المجيد الذنيبات.
قرار الفصل على خلفية تأسيس حركة زمزم المثيرة للجدل اتخذ الأحد ضد ثلاثة من قياديي الإخوان البارزين وهم الدكتور نبيل الكوفحي الذي حصل في الماضي على لقب ‘وزير خارجية التنظيم’ والدكتور إرحيل الغرايبة مؤسس حركة زمزم إضافة للقيادي جميل الدهيسات.
الإتصالات التي جرت على خلفية أزمة الفصل الثلاثية تساهم حاليا في الإستقطاب وإعادة إنتاج الإستقطاب في مرحلة حساسة داخل الحركة الإخوانية والدكتور الكوفحي لا يخفي في مشاوراته للرد على قرار فصله وزميليه حصول تعاطف مع المفصولين من شخصيات إخوانية عريقة لكنها اليوم خارج مطبخ القرار التنظيمي مثل عربيات والذنيبات.
المسألة أقرب إلى تصفية الحسابات عمليا بين أقطاب جماعة الإخوان المسلمين لأن المفصولين من حركة زمزم في الواقع يتهمون علنا وسرا المراقب العام الشيخ همام سعيد ونائبه الشيخ زكي بني ارشيد بالمسؤولية عن هذه الأزمة وبفصلهم لأسباب سياسية وليس لأسباب تتعلق بمخالفات حقيقية للنظام الداخلي للجماعة.
الفرز بدا واضحا في السياق فسعيد وبني إرشيد محسوبان على التيار الصقوري وهما من أكثر الحلقات نفوذا داخل التنظيم الإخواني في الوقت الذي يعتبر فيه كل من الغرايبة والدهيسات والكوفحي من الشخصيات المعتدلة التي يمكن أن تحظى بتعاطف من شخصيات أخرى معتدلة تقلص نفوذها في التيار الإخواني مثل عربيات.
نظاميا أعلن الغرايبة بأنه وزميليه الدهيسات والكوفحي سيستأنفان قرار الفصل من المحكمة الشرعية وبدأ الكوفحي من جانبه بحملة واضحة المعالم للتشكيك بشرعية وقانونية المحكمة أصلا وقرارها بالفصل في الوقت الذي بدأ فيه المفصولون إتصالات’ استثمار سياسي’ لاستقطاب متعاطفين معهم من داخل الأطر القيادية في الجماعة ومن طبقة النخبة السياسية.
الهدف من حملة الإستقطاب هذه محاصرة الثنائي سعيد وإرشيد قدر الإمكان داخل التنظيم الذي أوضح في بيان مساء الثلاثاء بأن قرارات الفصل نظامية ولم تتخذ إلا في سياق الشرعية التنظيمية وهي خاضعة للإستئناف إذا ما قدم المفصولون أدلة على عدم حصول مخالفات.
سلوك قادة مباردة زمزم يميل إلى التصعيد وعدم الخضوع لقرارات الفصل الثلاثية مع إظهار التمسك إلى النهاية بالبقاء ضمن مظلة التنظيم الإخواني وهو سلوك ينبغي أن يحشد متعاطفين أكثر من كوادر الإخوان علما بأن جذر الخلاف مع المفصولين ممتد لسنوات ويتعلق بأردنة أو ‘فلسطنة’ الحركة الإسلامية من حيث الشعار والبرنامج والواقع التنظيمي.
لم تطرح زمزم عندما أسسها قادة اخوانيون من خارج التنظيم شعارات سياسية وتحدثت في أدبياتها عن مشاركات وطنية ورفضت الإعتراف مبكرا بأنها جسم غير شرعي بالمدلول الإخواني وأطلقت تصريحات بعنوان الإصلاح داخل البيت الإخواني نفسه.
لكن ذلك لم يسعفها كسياق مناكف في احتواء رد فعل سلبي من الجناح المتحكم بغرفة القرار الإخوانية وهو جناح مؤيد لحركة حماس ويقف ضد تفكيك العلاقة التنظيمية معها كما يطالب خلف الكواليس قادة زمزم وغيرهم.
هنا حصريا حصل التقاطع في الأجندة السياسية وقرر المطبخ الإخواني حرمان إطار زمزم من ‘الشرعية ‘ الإخوانية فأصدر تعميما يمنع فيه الكادر التنظيمي من التعاون مع زمزم أو الإنضمام لها مما خفف من حدة ‘التسرب’ التنظيمي للحركة التي أخفقت في المقابل ومن خلال حفل إشهارها الأول وحتى أدبياتها وتركيبة نخبها في توفير إطار يمثل جميع مكونات المجتمع.
تقدير الصف الذي سمح بمحاكمة الثلاثي الغرايبة والكوفحي والدهيسات وعمل على عزلهم أن المسألة ستمر ولن تكون مكلفة.. يبدو واضحا أن ضحايا عملية الفصل الثلاثية يخططون لاتجاه مضاد ويسعون أن لا يعبر قرار الفصل دون كلفة وهذا حصريا محور حالة الإستقطاب الحالي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول خالد:

    يا اخ بسام :-
    طالما الاشخاص الثلاثة المفصولين من التنظيم يحملون فكرا مختلفا
    فكان الاجدر بهم ان يستقيلوا بارادتهم، ويعلنوا ما يشاؤون، ويختاروا أي اسم يناسبهم ، فليس معقولا ان تكون فيحزب او تنظيم او جماعة ولديك فكر شخصي مختلف عنهم
    اما ان يكونوا في جماعة لها فكرها واسلوبها، ثم يخرجوا عليها، فهذا غير معمول به في التنظيمات السياسية الدينية او اليسارية او القومية
    لكم فكركم، حسنا، اعملوا ما تشاؤون
    نتذكر هنا الدكتور عبدالله العكايلة(خرج على قرار الجماعة بمقاطعة الانتخابات البرلمانية)
    ود بسام العموش( اصبح وزيرا والجماعة تقاطع المشاركة)
    ود محمد الحاج ( دخل الانتخابات البرلمانية بخلاف قرار الجماعة)
    ونتذكر الشيخ العكور( تسلم وزارة الاوقاف لفترة قصيرة)
    ويمكن غيرهم
    خالفوا الجماعة في مواقف تخص الانتخابات النيابية والمشاركة في الوزارة
    وكان لهم راي مخالف
    فصلتهم الجماعة، ولم يحصل الضجيج الحالي
    هناك قاعدة في السلوك تقول( تصرف كما تحب000 ولكن عليك ان تتحمل مسؤولية تصرفك)
    هذا منطق طبيعي
    الاخوة الثلاثة المفصولين لديهم رؤى
    (جديدة او مختلفة او متطورة ) لا يهم التقييم
    طالما الامر كذألك
    تصرفوا كما تحبو وتحملوا المسؤولية
    واتركوا الاخوان كما يريدوا ان يكونوا وانتم كونوا ما تشاؤون

  2. يقول صالح ابو صخر _ الاردن:

    الله عز وجل يقول : إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ .
    أمة الاسلام امة واحدة هذا ما يقرره الله عز وجل
    اما ما تدعو له زمزم من اردنة الاسلام فهذا لا يقره الله ولا رسولة ، وهي دعوى باطلة ومخالفة للشرع ولا تخدم الا اعداء الاسلام .
    واذا كانت حركة الاخوان المسلمين حركة عالمية فهذا ما يريده الله بقوله : إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً .
    فعجبا لليهود يتوحدون على دعوى باطلة من شتى اصقاع الارض تحت شعار الصهيونية لهدم الاسلام والاقصى واغتصاب فلسطين والسيطرة على بلاد العرب والمسلمين . ونحن امة الاسلام يقول لنا ربنا اننا امة واحدة ، ونأبى الا ان نفرق ونقسم ونمزق ونزمزم واسعا !
    انها والله دعوى الشيطان باسم الاسلام . فلا يخدعنكم المظاهر وطول اللحى !.

  3. يقول اردني-فلسطيني:

    الاخوان يدعون انهم يمثلون الاردنيين من اصل فلسطيني…هم اكبر دعاة الفتنه

  4. يقول محمد الخليلي -المانيا:

    لماذا هذه الضجه ؟ لو خرج 3 عناصر من اي حزب عن قرار حزبهم شيء طبيعي فصلهم بغض النظر عن فحوى التغيير المطالب به وتقييمه . الثلاثه ارتأوا الارتماء في حضن الدوله على حساب التنظيم وانت نفسك شهدت ان مؤتمرهم الاول كان برعاية ثلة من اعداء الاخوان. لست اخوانيا ولا ادافع عنهم .ولكن كلمة حق حتى النظام نفسه ,لن يقبل ان يخرج من قلبه اناس يغردون خارج السرب.

    لماذا يصر القوم في كل مكان في عالمنا العربي على جر الاخوان الى حلبة الصراع الغير نظيف الان رغم ان الاخوان كانوا دائما عمادا لهذه الانظمه المتعفنه؟

  5. يقول خالد:

    يا اخ اردني فلسطيني، لمعلوماتك، الاخوان في الاردم هم الوحيدين الذين لا يعيشون بعقدة التحييز والتمييز
    هذا المرض بقي خارج الجماعة على مدار تاريخها
    ولو انت موضوعي فيجب ان تعرف ان كل الانشطة الخاصة بالجماعة يحكمها معيار الثقة والاخوة الاسلامية الحقيقية التي لا تعرف اردني او فلسطيني او شمالي او جنوبي
    هذا المرض متروك لغيرهم

إشترك في قائمتنا البريدية