أيها اليهود عودوا إلى الوطن

حجم الخط
1

قلت أمس لبناتي إنهن الجيل الرابع من بقايا السيف، وإنهن رمز الى انبعاثنا من رماد الكارثة وتغلب الحياة على الموت، وانتصار روح الانسان على الشر. وقد كلفنا ذلك حياتنا حقا. في كل سنة يتحدثون في هذا اليوم الفظيع عن الضحايا والقاتلين، وعن قوة الشر وعمى العالم عن إبادة شعبنا، وعن عمى آبائنا وأمهاتنا حتى عن الانباء عن إبادة منهجية فقد كانوا يُعزون أنفسهم آنذاك بفكرة ‘لن يحدث هذا لنا’.
أخذوا جدتي ليئا الى اوشفيتس قبيل نهاية الحرب. وفي كل سنة نسمع المقولة الخالدة ‘لن يكون ذلك بعد!’.
أجل لن نعتمد بعد على آخرين ـ مهما يكونوا صالحين يأتون لمساعدتنا اذا احتجنا. ولن نستخف بالتهديدات بالابادة التي تُصب علينا من متابعي نهج المضطهدين. ولن ننتظر حتى يبلغ الشر الى بابنا بل سنطارده بعيدا عن حدودنا.
ومع ذلك لن نكل عن معاودة ترديد الدرس الأكبر الذي يطمس عليه بعضنا عن عدم ارتياح وهو أنه لا أمل للشعب اليهودي في الغربة بل في ارض اسرائيل. إن شعبا صلى ألفي سنة من اجل العودة الى الوطن، الى ارض الآباء، يتلبث الآن عند قِدر لحم أمم العالم. إن معاداة السامية أخذت تقوى في فرنسا مثلا بمعدل قاتل، لكن يهودها يتأخرون عن الهجرة الى هذا البلد. وقد زرت زمبابوي قبل عشر سنوات. ولن تصدقوا أنه بقي يهود هناك ايضا.
أما اولئك الذين هاجروا منها فقد هاجروا الى اماكن غربة اخرى. وكذلك الحال في دول اخرى ايضا. إن صيحات الاحتجاج صبح مساء على قوانين اوروبية تحد من الذبح اليهودي أو الختان، تبدو مقطوعة عن دروس التاريخ، فكفوا عن طلب حقوق في بلد ليس لكم وتعالوا الى الوطن. ويجدر أن يسارع الى هذا البلد ايضا يهود الولايات المتحدة الذين يريدون مستقبلا يهوديا لأبنائهم.
في ذروة أيام الكارثة كتب ر. يسسكار تختل محاسبة نفسه بدم قلبه. فقد كان يعارض باعتباره حاخام يهود هنغاريا المتشددين، بما أوتي من قوة، الصهيونية والهجرة الى ارض اسرائيل، لكن مع نشوب الكارثة والأنباء الفظيعة عما حدث لشعبنا، ندم على خطيئة العمى وبدأ يدعو الى الهجرة الى هذا البلد. ولم يستطع أن يرى ثمار عمله لأن الأنجاس قد نالته أيديهم. اليكم وصيته التي جاءتنا من عمق الفظائع وتبدو أكثر واقعية مما كانت دائما: ‘أدعوكم يا أبناء اسرائيل الذين تعيشون في أجزاء المعمورة الخمسة، من الصغير الى الكبير، ومن الرجل الى المرأة، ومن الفتى الى الشاب: قوموا جميعا وامثلوا، وقفوا وانتبهوا لدخول هذا الحلف لبناء البلد ولكي لا تبقى حتى نفس واحدة في الخارج! وسنبني ارضنا اذا جاء الجميع، واذا ما شاركنا الآن جميعا في ذلك فسيكون لها قوة خالدة’. ودعا ايضا كل من وافق على الاستماع قائلا: ‘لن نعود بعد الآن الى مربيتنا غير الأم، سنقوم فقط ونهاجر الى أمنا الحقيقية (ارض اسرائيل) وسنضحي لها بكل قوتنا منذ الآن الى الأبد لبناء أسوارها واصلاح أنقاضها، وسنكون أقوياء من اجل شعبنا ومدن إلهنا… وسيرى كارهونا ويخجلون’.
أيها اليهود لا تتأخروا عن الموعد، لسنا محتاجين الى نذير استيقاظ آخر، عودوا الى الوطن.

اسرائيل اليوم 28/4/2014

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول زهير محمود:

    عودوا الى بلادكم الاصليه، ايها المارون من هنا، لن تجدوا في ارضنا المقدسه الا الويل والهلاك، فلستم سوى قطعان نهمه شرسه تبحث عن القتل والدمار.

إشترك في قائمتنا البريدية