لم يشهد عشاق كرة القدم موسماً بهذا القدر من عدم الاستقرار منذ سنوات طويلة، فالترتيب والحظوظ لم تتغير على فترة أسابيع فحسب، بل كثير من الأحلام تلاشت أو نشأت في لحظات قليلة جداً، وكثير من الفرق تقدمت إلى الأمام أو تقهقرت إلى الخلف بلا عودة في لحظة. فالدوري الإسباني مثلاً شهد عبر الموسم فترات غريبة، اعتقد الجميع أن الريال خارج المنافسة لكنه عاد بقوة وتصدر قبل أن يخسر مباراتين يضيع بموجبهما الصدارة ويعطيها لأتلتيكو مدريد، الأخير كان في وضع مريح وهزم فالنسيا لكنه خسر من جار الخفافيش ليفانتي، البرسا ظنه الجميع ميتاً وأقاموا بيت عزاء له بعد التعادل مع خيتافي، لكن اليوم التالي أثبت بأنها جولة جيدة له على العكس مما توقع، وبات أحد المنافسين والمتحكمين باللقب.
أما الدوري الإيطالي فرغم استقرار شخصية البطل يوفنتوس فيه وسهولة حسمه للقب الثالث على التوالي، فإن تذكر بداية روما وتحقيقه رقماً قياسياً من الانتصارات المتتالية يشير إلى شيء من عدم الاستقرار، كما أن عودة الميلان الذي كان يخشى مناطق الهبوط لينافس في آخر أسبوعين على مقعد في الدوري الأوروبي يؤكد أن الدوري الإيطالي لم يكن هادئاً كما يعتقد الناظر إليه من الخارج.
وفي المانيا مر البطل بايرن ميونيخ باستقرار مطلق في الدوري، لكن عدم الاستقرار بالنسبة له تمثل بالسقوط المدوي في نصف نهائي دوري الأبطال، فلم يتوقع أحد أن يكون مصيره في الأليانز أرينا بــهـــذا الــشكل، الفريق الألماني تحول بين ليلة وضــحــاها من مرعب الجميع إلى محل انتقادهم.
الدوري الإنكليزي، كان قمة عدم استقرار كرة القدم، فالمنافسة قبل زحلقة جيرارد كان لها معنى وبعدها بثانية كان لها معنى آخر، والمنافسة بعد هدف باركلي الجميل في شباك جو هارت حارس المان سيتي كان لها شكل، وبعد هدف أغويرو أخذت شكلاً آخر، عدم الاستقرار يتجلى أيضاً في ارسنال الذي تصدر الدوري بداية وفرح بالنهاية بحصوله على المركز الرابع، والمدرب جوزيه مورينيو الذي وصف نفسه بالرجل السعيد والآن لا تستطيع أن ترى على وجهه الابتسامة.