السودان: سقوط ‘إسلامويه على أعتاب شهوة الفساد وغسيل ماله ‘الحلال’

حجم الخط
0

لا أحد يتصور المآل الذي وصل إليه السودان بعدما وقع ضحية ‘لمشروع السلطان ‘الضال’، لوطن واعد عُلقت عليه الآمال من طرف بنيه، فوقع قبل أوانه بفعل تضليل وضلال في السياسية والاقتصاد والاجتماع والدين، لربع قرن من الزمن، الشعب السوداني’وجد نفسه، في ختام ربعه قرنه، مع ‘لوبي من ‘أين اتى هؤلاء’، كما جاء في مقالة الأديب المخضرم الطيب صالح، التي تحولت إلى ثيمة بهذا العنوان قبل أكثر من عشرين عاما، ليجد السودان وساكنته انفسهم أمام ملهاة حقيقية لم يجدوا لها تفسيرا، فنحوا إلى ‘الميتافيزيقيا’، بعدما أراد تحالف إسلاميوالعسكرتاريا وأيديولوجيا الاستيلاء على المال وغسله، إلغاء كل طموحات الشعب السوداني في بناء إطاره’السياسي/ الجغرافي الدولتي، وفق مؤسسة تحترم قيم البقاء والآدمية والإنسانية تحت قداسة مبدأ ‘المواطنة’ المفقود، وعلى فقده يتم انتهاكه باستمرار عن طريق مشاريع سياسية عنصرية، جهوية، استبدادية حربية استئصالية’ضد حق البقاء.
إن الملخص التاريخي لحاصل حكام الخرطوم على السودان اليوم وغدا وبعد غد – الذي قال عنه الروائي الطيب صالح في ثيمته التي ننتقي منها هذه العبارات ‘هل السماء ما زالت صافية فوق أرض السودان، أم أنهم حجبوها بالأكاذيب؟… يتحدثون عن الرخاء والناس جوعى؟ وعن الأمن والناس في ذعر؟ وعن صلاح الأحوال والبلد خراب؟ لا فرح في القلوب، لا ضحك في الحناجر، لا ماء، لا خبز، لا سكر، لا بنزين، لا دواء.. يظنون أنهم وجدوا مفاتيح المستقبل، يعرفون الحلول، موقنون في كل شيء.. يقولون كلاما ميتا في بلد حي في حقيقته، ولكنهم يريدون قتله حتى يستتب الأمن.. من أين جاء هؤلاء الناس؟ هل أسعار الدولار في صعود وأقدار الناس في هبوط؟ أما زالوا يحلمون أن يقيموا على جثة السودان المسكين خلافة إسلامية سودانية يبايعها أهل مصر والشام والمغرب واليمن والعراق وبلاد جزيرة العرب، من أين جاء هؤلاء الناس؟ بل من هؤلاء الناس؟ -هكذا تبين بعد ربع قرن أنه مشروع لوضع السودان، تحت عباءة دينية بفساد وإفساد ممنهج شمل جميع المرافق والمؤسسات، حيث حديث جميع صحف الخرطوم، بعد أقل من سبعة أسابيع من احتفائية الخرطوم بمرور ربع قرنها الأول والتمهيد لربع قرنها الثاني، انه لا شيء في المشهد غير الفساد الظاهر والاختلاس من الولاة ‘حكام الأقاليم’، الوزراء، المؤسسات الاقتصادية الكبرى، أئمة المساجد والمجامع الدينية، المنازل، الاستثمارات، ليس هناك استثناء حتى الجيوب تم شقها، مهندسو المشروع ومفكروه في كنف البلاط يقولون علانية، من له دليل أو إثبات عليه أن يذهب إلى المحاكم، رغم الأدلة الظاهرة والقاطعة، وهو قول سديد، لما لا؟ لأن المحكمة والقانون والدولة والسلطة مهمتها حماية الفساد وتكريسه، باعتباره سياسة تم تنفيذها بآليات سياسية واقتصادية وقانونية وأمنية، وهو الأمر الذي يستدعي القول وإعادته بالحديث ‘اتحدوا يا شعب السودان بدل عمال السودان لإلقاء القبض على السلطان الضال وإنهاء سنوات الضلال في البلاد!
آخر مخططات مشروع إسلامويوالخرطوم الاستثنائيين في كل شيء، الذي قال عنهم الأديب الطيب صالح ‘إنهم مسخرون لخرابه..’ أنهم هذه الأيام في مسابقات حادة لكشف غسيلهم، بين الاتهامات والاتهامات المضادة ضمن صراع أجنحتهم التي جاءت إثر انهيار الحركة الإسلاموية في السودان، حيث لا يمكن الحديث بالمعنى السياسي والإصطلاحي عن حركة إسلامية، بقدر ما يمكن الحديث عن مشروع من طرف الحركة الإسلامية التي تحولت إلى لافتات شوارعية فقدت الثقة الجماهيرية’وكشفت معها خواء الفكر والأيديولوجيا والهدف والغرض والمرجعيات والحكم، وباتت لا تحمل أي أولوية ولا مهمة ولا تصحيح ولا استسلام ولا مراجعة حيث يتعذر ذلك عمليا- غير المضي في إكمال المخطط إلى آخره ، وآخره كما كشفته مصادر الأجنحة ذاتها، التي توفر المعلومة مجانا في صراع الانهيار، إن مؤسسات ‘لص كافوري’ وهو الشعار الذي أنتجته الثورة الشعبية السودانية دفعت بـ’رجاله في الأعمال’ الى فتح حسابات بنكية في عدد من البنوك الغربية والعربية الخليجية، لامتصاص قوة رأسمال القوى المهاجرة التي طردتهم من السودان عبر تسليم العملة الصعبة في الخارج مقابل تسليم الجنيه السوداني في الداخل، وبالقدر الذي تحدده، لأن الجنيه السوداني لا يحمل أي قيمة في الداخل، فهو امتصاص للخارج وإكمال ما تبقى في الداخل، لتموت الأيديولوجيا على أعتاب شهوة المال والمنافع.
إسلامويوالسودان يقولون عن الحزب الشيوعي، إنه حزب للإلحاد والكفر، وعن البعث، انه حزب عنصري، اما اليسار فكله أحزاب علمانية ضد الدين، وعن حزبي الأمة والاتحادي انهما يحملان التخلف في بنيتهما لطابعهما الطائفي. أما القوى التي تأتي من المحيط السوداني فهي قوى عنصرية جهوية… واخيرا يتكشف للسودانيين أن الحركة الإسلاموية هي حركة لصوصية على سبيل الحصر لا المثال! الصفات الأولى إن صحت فهي مقدور عليها ولكن صفات الثانية ليست مقدور عليها رغم أنها تأكدت وتحت الإجماع، الا علاقة لها لا’بالسماء ولا بالارض.

‘ كاتب سوداني مقيم في لندن

محجوب حسين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية