مجالس العيد الأردنية تستذكر مآثر الشهيد صدام : إستغراب من غياب التعليق الرسمي .. وإرتفاع أسهم القذافي شعبيا
رغد صدام حسين ووزير التنمية السياسية شاركا في إعتصام النقابات المهنية.. والمواطنون رفعوا الرايات السود حدادا:مجالس العيد الأردنية تستذكر مآثر الشهيد صدام : إستغراب من غياب التعليق الرسمي .. وإرتفاع أسهم القذافي شعبياعمان ـ القدس العربي ـ من بسام البدارين: مآثر الرئيس العراقي المغتال صدام حسين علي الأردنيين كثيرة وفقا لذاكرتهم الشعبية، وحتي الرسمية، فالرجل وجه التحية عدة مرات للأردنيين من خلف القضبان ومنحهم علي مدار سنوات طويلة نفطا مجانيا ونفطا بنصف السعر، والرجل بشهادة سياسيين كبار في عمان كان يقول بان الأردن بلد ينبغي ان لا يضعف او يحتاج ليس فقط لإنه وقف مع العراق في الحرب ضد إيران، ولكن وقف مع العراقيين خلال سنوات الحصار الطويلة ويوفر عازلا جغرافيا وسياسيا وأمنيا ما بين إسرائيل التي قصفها صدام حسين وبين العراق.إذا بالمعني العملي والحياتي لم تفلح كل المحاولات المنظمة في تغيير صورة صدام حسين في الذاكرة الأردنية، فالأردنيون يطلقون اسمه علي مواليدهم و حفنة الإعلاميين والكتاب الذين حاولوا تمزيق حضوره في الوجدان العاطفي الأردني كانت تواجه دائما بالفشل والصد.وبهذا المعني البسيط لم يكن إعدام صدام صباح العيد حادثا عابرا بالنسبة للشارع الأردني ولبعض قواه الأساسية والحية وحتي صمت الحكومة وإمتناعها عن التعليق علي ما جري لصدام ولو حتي من باب تقليد الرياض والقاهرة كما يحصل أحيانا لم يساعد في تخفيف أهوال الصدمة التي عايشها الأردنيون في المستوي الشعبي مع ساعات الفجر الأولي من عيد الأضحي بعد ان تسمروا علي شاشات التلفزيون وسط دموعهم لمتابعة الحدث والتفاصيل.وخلال تغطية الفضائيات التلفزيونية لردود الفعل الشعبية كان، واضحا ان الحصة الأردنية هي حصة من يندد بإعدام صدام وبطريقة الإعدام ومن يعرب عن أسفه لما حصل ورغم وجود عشرات الإعلاميين والمحللين الذين وقفوا مع العراق الجديد بالنسخة الأمريكية إلا أن احدا من هؤلاء لم يظهر علنا لقول ولو كلمة واحدة في تأييد او تفهم ما حصل لصدام حسين.وفي الأثناء كان إعدام صدام حسين يغير شكل العيد بالنسبة للأردنيين فقد رفعت الرايات السوداء حدادا وبكي الناس بضراوة صباحات العيد وكان الإعدام والعبارات الطائفية التي أذيعت خلاله هاجس الناس وحديثهم الأساسي طوال الأيام الثلاثة للعيد.والأردنيون قلصوا مظاهر الفرح بالعيد وتبادلوا بدلا من بطاقات المعايدة رسائل خليوية تتحدث عن صدام حسين كان اكثرها رواجا تلك التي تتحدث عن مشهد الكلاب وهي تتحوط جثة الأسد وأغلقت عشرات البيوت أبوابها ورفضت الكثير من العائلات تقبل التهاني بالعيد، وكان صدام حسين بلا منازع الموضوع الرئيسي في كل مجالس ومجالسات العيد الأردني.وببساطة شديدة شوهدت الدموع ورصد البكاء في مجالس العيد وتبادل الناس ما رصدوه من الشاشات عن جرأة صدام ورجولته ورباطة جأشه وشجاعته وهو يستقبل الإعدام بهدوء وثقة هاتفا للأمة ولفلسطين وللشعوب وللعراق فيما كان الطرف الآخر يهتف لمقتدي الصدر ولمحمد باقر الحكيم.وليس سرا ان الأردنيين لاحظوا صمت مسؤوليهم الحكوميين عن التعليق علي المسألة ولذلك ما يبرره بكل الأحوال فمن مكنهم الأمريكيون من إعدام صدام حسين هم أنفسهم الذين خدعوا حكومة معروف البخيت في ملف النفط وهم انفسهم الذين يقلقون أجهزة الأمن الأردنية والذين يمثلون العنوان الاول للخطر الإيراني في المنطقة وهو الخطر الذي حذرت منه عمان عشرات المرات.والأردنيون في العيد خرجوا للشوارع ايضا حزنا علي صدام او تنديدا بما حصل له وبالإساءات البالغة لعقيدتهم ودينهم وتراثهم، ففي مدينة الكرك التي ينشط فيها حزب البعث العراقي خرج المئات وفي العاصمة عمان أقيم مجلس عزاء بإسم حزب البعث ونظم إعتصام كبير شارك فيه كل الحانقون من قادة الأحزاب والنقابات المهنية والنواب والكثير من المواطنين العاديين.والتنديد الرسمي الوحيد الذي برز تمثل في مشاركة وزير التنمية السياسية الدكتور محمد العوران في الإعتصام المندد بإعدام صدام وهو نفسه الإعتصام الذي شاركت فيه إبنة الزعيم الراحل رغد صدام حسين شاكرة كل من عبر عن موقفه من الطريقة البشعة والإجرامية التي أعدم فيها رئيس دولة بمواصفات والدها.وحتي الآن لم يعرف بعد ما إذا كان حضور الوزير العوران قد حصل في ضوء ترتيب حكومي خصوصا وان الوزراء لا يشاركون في الإعتصامات بالعادة لكن الوزير المشارك كان قبل اسابيع فقط وقبل توليه المنصب الوزاري عضوا في تحالف أحزاب المعارضة.وليس سرا ان الزعيم الليبي معمر القذافي وجد له مكانا إيجابيا في مجالس العيد الأردنية بعد ان كانت بلاده الوحيدة التي ألغت مظاهر الإحتفال وأعلنت الحداد في خطوة لافتة للنظر غيرت الكثير من قناعات الناس بليبيا ورئيسها.وبطبيعة الحال لم يقف الأمر عند هذا الحد فقد أثر إعدام صدام حسين علي مظاهر الإحتفال برأس السنة حيث الغيت الكثير من الحجوزات في الفنادق والمطاعم الأردنية وقبل ذلك كان عشرات الأردنيين يقلدون بعضهم البعض في الإمتناع عن تقديم الحلويات فرحا بالعيد.وعلي صعيد البيانات في جانب المعارضة وصفت النقابات المهنية الإعدام بأنه يوم أسود في تاريخ الإدارة الأمريكية معتبرة ان توقيت التنفيذ لإعدام الشهيد صدام تحد واضح لمشاعر الأمتين الإسلامية والعربية وتأكيد علي سياسة بوش العدائية والإنتقامية وان هذه السياسة ليست موجهة ضد صدام فقط ولكن ضد شعوب العرب وزعمائهم بحيث لا تخدم إلا المخطط الصهيوني. وربط بيان ساخن لنقابة المحامين بين إستمرار مسلسل الإعتداء علي كرامات الأمة العربية وبين النظام العربي الرسمي الهزيل الحريص علي بقائه فقط. كما دعا البيان إلي قطع كافة أشكال العلاقة مع الإدارة الأمريكية راعية الإرهاب الدولي المنظم وإلي خروج الجماهير للشوارع للتنديد بإغتيال الشهيد صدام حسين ولتقديم مجرمي الحرب إلي العدالة وإجراء تحقيق دولي بالممارسات ضد الشهيد صدام كما دعا البيان الجمهور العربي لإقامة صلاة الغائب وتقبل العزاء في كل بيت أردني .