بيت لحم- ‘القدس العربي’: شيعت الضفة الغربية جثامين الشهيدين نديم نوارة (17 سنة) ومحمد أبو ظاهر (20 سنة)، بمشاركة واسعة من قبل المواطنين، بينما لف الحداد العام الأراضي الفلسطينية، ونُكست الأعلام حداداً على أرواح الشهداء الذين سقطوا في الذكرى 66 لنكبة فلسطين، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب معسكر عوفر العسكري قرب رام الله.
فقد أعلنت الحكومة الفلسطينية الحداد العام، حدادا على سقوط شهيدين خلال مشاركتهما في فعاليات إحياء الذكرى 66 للنكبة، وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة إيهاب بسيسو ‘إن الحكومة قررت تنكيس الأعلام على جميع المؤسسات الرسمية ومقرات الوزارات’.
من جهتها عززت شرطة الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة، من تواجدها في الشطر الشرقي من المدينة، لا سيما في محيط الحرم القدسي الشريف، بحجة الخوف من اندلاع مواجهات مع المصلين على اثر استشهاد الشابين نديم ومحمد، قرب سجن عوفر في منطقة رام الله، خلال مواجهات مع قوة عسكرية اسرائيلية .
كما انتشرت قوات معززة من جيش الاحتلال وحرس الحدود الإسرائيلي، في انحاء مختلفة من الضفة الغربية، وتحديداً على مداخل المدن والقرى الرئيسية، خاصة رام الله والخيل، بشكل استفزازي، تحسبا لاي طاريء، بحسب مصدر عسكري إسرائيلي.
أما منظمة العفو الدولية ‘أمنستي’ فقد دعت إلى فتح تحقيق فوري ومستقل وشفاف في قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي، فتى وشابا عصر أمس الأول الخميس، أمام معسكر ‘عوفر’ الإسرائيلي، المقام غرب رام الله، خلال قمعها مسيرة سلمية إحياء للذكرى السادسة والستين للنكبة.
وبحسب بيان للمنظمة الدولية، وصلت ‘القدس العربي’ نسخة منه، قالت ‘إن القوات الإسرائيلية تسجل تهورا مستمرا في استخدامها القوة المفرطة ضد المتظاهرين الفلسطينيين، حينما قتلت شابا وفتى، وجرحت آخرين خلال مظاهرات لإحياء ذكرى النكبة الفلسطينية، في مظاهرة أمام معسكر ‘عوفر’، حيث كانوا يعبرون عن تضامنهم مع الأسرى الفلسطينيين، المحتجزين في السجون الإسرائيلية دون تهمة، والمضربين عن الطعام منذ أكثر من عشرين يوماً. وأكدت منظمة ‘أمنستي’ إن ‘الجيش الإسرائيلي، وقوات ‘حرس الحدود’ استخدمت القوة المفرطة، بما فيها الرصاص المعدني، خلال الرد على إلقاء الحجارة، الذي لا يشكل تهديدا لحياة الجنود في معسكرهم المحصن.
بدوره قال مدير فرع المنظمة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فيليب لوسار، إن القوات الإسرائيلية لجأت مرارا إلى استخدام منتهى العنف، للرد على الاحتجاجات الفلسطينية على الاحتلال وسياساته العنصرية، والاستيلاء على الأراضي وبناء المستوطنات غير الشرعية، إلا أن الاستخدام غير الضروري والمفرط للقوة ضد المحتجين، أمر غير مقبول ويجب أن يتوقف فورا، ويجب على السلطات الإسرائيلية ضمان احترام حقوق الإنسان.
وكانت منظمة ‘أمنستي’ قد وثقت مرارا استخدام القوة المفرطة، والقتل غير الشرعي، لعشرات الفلسطينيين بمن فيهم أطفال، في الضفة الغربية خلال السنوات الثلاث الماضية، كما أصدرت تقريراً في شهر شباط/ فبراير الماضي تحت عنوان ‘سعداء بالضغط على الزناد، تهور الجيش الإسرائيلي باستخدام القوة المفرطة في الضفة الغربية’.
وطالبت منظمة ‘أمنستي’ إسرائيل بتحمل التزاماتها وفق القانون الدولي، باحترام حق الحياة من خلال الالتزام الصارم بالمعايير الدولية لاستخدام القوة، وضمان حق الفلسطينيين في التجمع السلمي، وعلى المسؤولين الإسرائيليين، ضمان حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة.
فادي أبو سعدى