عندما يلعب رئيس الوزراء لعبة التظاهر

حجم الخط
0

هل علم أم لم يعلم؟ هذا منوط بمن تسأل. طريقة نظام الحكم المتبعة في البلاد (الديمقراطية البرلمانية)، تخلق اوضاعا غامضة كهذه لا يمكن لاحد فيها أن يقول بكامل المسؤولية اذا كان رئيس الوزراء علم بان وزيرة العدل التقت برئيس السلطة الفلسطينية أم لا. واذا كان علم، فهل أقر؟ واذا كان أقر، فهل فعل هذا بالفم المليء، أم بالغمز؟
الجواب: علم، اقر، بالغمز. مثلما هوالحال دوما. من جهة، نتنياهولا يريد للفني أن تلتقي أبومازن. الى أن نجح في دفع المفاوضات نحوالضياع، فماذا حصل أن برزت فجأة؟ ولكنها ضغطت. نتنياهولا يمكنه أن يسمح لنفسه بان تستقيل لفني من الحكومة الان. يحتمل أن تكون ألمحت له بانه اذا منعها من لقاء أبومازن فانها ستستقيل، وعندها اضطر لان يشد على اسنانه. واتفق على أن يتظاهر بانه لم يعلم، وهي كأنها لا تجري مفاوضات، واذا ما انكشف الامر فان الجميع سينفون للجميع. بيبي أراد أن تكون له حجة غيبة أمام زئيف الكين ويريف لفين، المديرين العامين الجديدين له في الليكود. وهذا بالضبط ما حصل. اللقاء انكشف (ابرموفيتش في القناة 2)، وعندها بدأت تبرز الروايات. بيبي علم، لم يعلم، أقر، لم يقر، هكذا هوالحال دوما لدى نتنياهو، لا يمكن للمرء أن يعرف في أي مرة ماذا قصد الشاعر.
إذن تصادف وجود لفني في لندن. وأبومازن ايضا. وفجأة طرحت فكرة اللقاء. ولم لا، في واقع الامر؟ غريب قول هذا، ولكن منذ تشكلت حكومة نتنياهوالحالية، أحد لم يلتقِ مع ابومازن. لفني نفسها لم تره منذ بضع سنين. ولما كان هولا يزال الشريك الرسمي خلف سور الفصل، ولما كان هولا يزال على رأس الشعب الذي يسكن الى جانبنا (وبيننا)، ولما كان تعاونه الامني مع اجهزة الامن لا يزال قائما وموجودا (وفي نهاية الاسبوع انقذ حياة الصحفي آفي يسسخروف من موقع ‘والا’ على الانترنت)، فقد قالت لفني لنفسها: لماذا لا أجلس للحظة مع ابومازن، اشرب معه القهوة وأتحدث عن الحياة ومعناها؟
هذا هوالتفسير من جهتها. نفتالي بينيت سيشرح امورا اخرى. هوسيقول ان الحكومة قررت تعليق المفاوضات مع الفلسطينيين، صحيح؟ وأبومازن يوجد في ذروة مسيرة مصالحة مع حماس، التي ترفض وجود اسرائيل، صحيح؟ اذن لماذا ينبغي لنا ان نلتقي به؟ هنا ايضا توجد حجة ما. فنحن بالضبط نحاول المس بشرعية ابومازن في العالم، مع خطوة الوحدة مع حماس، هكذا سيقول بينيت، إذن لماذا تزعجنا ليفني؟
إذن هذا هو، ستجيبه لفني، من شدة ما نحاول، فان ما قرره العالم هوالقاء المسؤولية عن الطريق المسدود في المفاوضات علينا بالذات. وحتى الامريكيون يتهمون المستوطنات، وبكلمات اخرى اوري اريئيل، في تفجير المفاوضات. هذا ليس فقط اينديك، هذا ايضا كيري واوباما. بحيث أنه من المجدي أن نفهم الواقع الذي نوجد فيه، ستقول لفني، افتراضيا، لبينيت.
وهاكم التناقض: اذا كانت لفني التقت في لقاء مفاوضات مع ابومازن، فانها أخلت بقرار الحكومة. ولكن في محيطها يقولون ان هذه لم تكن مفاوضات. فماذا كانت هذه؟ ولما كانت لفني التقت كيري من قبل، وكذا ابومازن التقى كيري من قبل، ولما كانت كل الاطراف (باستثناء اسرائيل) لا تزال تدعي بان ‘باب المفاوضات مفتوح’، فلا يوجد وضع لا يكونون فيه تحدثوا هناك عن الامكانيات والصياغات.
إذن لفني أخلت بقرار الحكومة. من جهة اخرى، هذه ايديولوجيتها. هذا ما تؤمن به. بالحوار، بالاتصالات، بالمفاوضات، وليس بالمحظورات والمقاطعات. وفضلا عن ذلك، مثلما قال أمس احد المقررين، ماذا سيفعل بيبي لها؟ سيقيلها. لنراه. ومثلما هوالحال دوما، فان المسؤول عن هذه المهزلة هووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان (ففي واقع الامر هومن يفترض به أن يلتقي ابومازن، وليس لفني). ‘اذا لم تكن هي تدير مفاوضات، فلتلتقي بقدر ما تريد’، قال ليبرمان، ‘من جهتي فليلعبا الداما’. هكذا هوايفات: مثل بيبي، باستثناء أنه اكثر بساطة بكثير، بدون غمزات وتلويات، مباشرة والى الموضوع.

معاريف 18/5/2014

بن كاسبيت

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية