دي مستورا ل”القدس العربي”: إدلب لن تشهد عملية عسكرية واسعة النطاق بفضل التدخل الدولي

عبد الحميد صيام
حجم الخط
0

نيويورك (الأمم المتحدة) – “القدس العربي”- من عبد الحميد صيام

أعرب ستيفان دي مستورا، المبعوث الخاص للأمين العام لسوريا، عن قلقه إزاء التصعيد الذى شهدته الساحة السورية على ضوء إسقاط الطائرة الروسية، ومقتل خمسة عشر عسكرياً روسياً، داعياً جميع الأطراف إلى ضبط النفس كما أعرب دي مستورا عن أسفه لفقد الجنود الروس موجها تعازيه للحكومة والشعب الروسيين

وردا على سؤال ل”القدس العربي”حول عدم إدانة إنتهاكات إسرائيل المتكررة للسيادة السورية التي زادت عن المئـتين حيث  يتم التعبير عن الاسف لفقدان الجنود الروس دون إدانة للغارة الإسرائيلية؟، أجاب دي مستورا “إنني أشرت بالتفصيل في كلمتي أمام مجلس الأمن إلى هذه الحادثة وأثرها على تعقيد النزاع، وما زالت المناقشات حول هذه الحادثة، وكيف تمت، مستمرة.

 واوضح أنه دعا جميع الأطراف إلى الامتناع عن أي عمليات عسكرية عقب إسقاط الطائرة الروسية في سوريا،علما بان روسيا قد أكدت، في وقت سابق، أنّ قوات النظام السوري هي التي أسقطت طائرة لها بعد فقدان قاعدة “حميميم” الجوية الاتصال بها، محمّلة في الوقت ذاته إسرائيل المسؤولية، ومتوعدة تل أبيب بـ”رد مناسب”، قبل أن تستدعي السفير الإسرائيلي لديها.

اوضح أنه دعا جميع الأطراف إلى الامتناع عن أي عمليات عسكرية عقب إسقاط الطائرة الروسية في سوريا

وردا على سؤال لاحق حول مصدر هذا التفاؤل الذي يشعر به حول إنعدام  إمكانية قيام عملية عسكرية واسعة في إدلب، اوضح دي ميستورا: “إذا عدنا في الذاكرة بعض الأيام إلى الوراء، قبل اتفاق الأمس، كنا نعتقد أن العملية العسكرية ستؤدي إلى خسائر ونتائج كارثية على الصعيد الإنساني، والآن يبدو أن هناك أجزاء من إدلب لن تشهد عمليات عسكرية،على الأقل يبدو أننا نذهب بهذا الاتجاه”.

 وأضاف ” يبدو أن  المجهودات الدولية قد أثمرت ولكن هناك الكثير من العمل أمامنا، وتفاؤل نعم، إذا ما قارنا الصورة بالسابق فنحن الآن أمام وضع مختلف، هل هذا يعني أنه لن يكون هناك أي عمليات عسكرية في بعض المناطق؟ أعتقد أن هذا لن يحصل. نحن الآن أمام سيناريو يبدو من خلاله أن ، بل ربما علميات في مناطق محدودة”.

 وتوقع دي ميستورا أن يحتل الشأن السوري الصدارة في أكثر من لقاء رفيع المستوى الأسبوع القادم عند انطلاق فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة، الثلاثاء القادم.

هل هذا يعني أنه لن يكون هناك أي عمليات عسكرية في بعض المناطق؟ أعتقد أن هذا لن يحصل. نحن الآن أمام سيناريو يبدو من خلاله أن ، بل ربما علميات في مناطق محدودة

وكان دي مستورا قد رحب باتفاق سوتشي بين تركيا وروسيا الذي اعتبره تقدماً دبلوماسياً حقيقياً وحماية لأكثر من 3 ملايين شخص في إدلب، بينهم مليون طفل..

وقال دي ميستورا خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي “إن اتفاق إدلب تطور مهم ونأمل أن ينفذ سريعا مع احترام القانون الدولي الإنساني ونحن راضون عن التهدئة في إدلب”.

كما أعرب المبعوث الدولي عن شكره للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي لالتزامهما الشخصي بشأن إدلب، مشدداً على بعد التوصل إلى الاتفاق فإنه لم يعد هناك سبب لعدم إحراز تقدم على المسار السياسي..

وأبلغ دي ميستورا مجلس الأمن بأنه أجرى مشاورات مكثفة مع كل أطراف الأزمة خلال الأيام الماضية، وأن اجتماعات سوتشي دعمت مفاوضات جنيف فيما يتعلق بملف صياغة الدستور مشيراً إلى أن الشهر القادم سيكون حاسماً.

وشدد دي مستورا على ضرورة عدم التدخل في مهمته لا سيما بما يتعلق بـ “قوائم لجنة الدستور، والنظام الداخلي، إلى جانب مضمون العملية أيضًا”.

وأضاف قائلا: “علينا ألا ننسى أنه في نهاية المطاف سنكون بصدد انتخابات تشريعية ورئاسية وفقا لما نص عليه القرار 2254”.

وتأتي تصريحات دي مستورا بعد الاتفاق الروسي التركي خلال القمة التي جمعت الرئيسين التركي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين النظام وفصائل المعارضة في إدلب، معبراً عن تفاؤله للتطورات الأخيرة، والاتفاق الذي توصل له موسكو وأنقرة، والذي يقضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح داخل منطقة خفض التصعيد في إدلب.

وبخصوص الاتفاق الروسي التركي، قال المبعوث الأممي إن “الدبلوماسية تمكنت من تحقيق التقدم وحماية ثلاثة ملايين شخص بمن فيهم قرابة مليون طفل”، مشيراً أن هذه النتيجة “بالغة الأهمية”، وتحدث عن أمله أن ينفذ الاتفاق بسرعة في ظل احترام كامل للقانون الدولي واحترام وحدة سورية وسلامتها.

وأوضح أنه يمكن الحديث عن “كون التقدم على الجبهة السياسية ممكناً أكثر من ذي قبل في ظل الاتفاق الذي توصل إليه بوتين وأردوغان”.

وعن الحوار السياسي قال دي مستورا إن قرار مجلس الأمن 2254 هو القرار الذي يعتمد عليه بشكل رئيسي وإن الأوضاع على الأرض تتقلب وبشكل دائم. وأضاف “ومنذ مؤتمر سوتشي عملت لتيسير إنشاء لجنة دستورية بعد مشاورات عن كثب مع إيران وتركيا وروسيا ومن مصلحة تلك الدول أن تجعل نتائج سوتشي تنجح”. وقال إنه تشاور كذلك مع أطراف المعارضة في سورية كذلك.

وعن الدستور أشار المبعوث الأممي إلى أن “ثلث المندوبين من الحكومة وثلث يمثلون تشكيلة واسعة من أطراف المعارضة وثلث من خبراء سوريين والمجتمع المدني وأطراف مستقلة وقادة العشائر والنساء، وكل ثلث ممكن أن يتألف من خمسين فرداً. ويمكن لخمسة عشر شخصاً من كل ثلث أن يشتركوا في العمل، وممكن أن يؤدي ذلك إلى عملية جدية”. وعلى هذا الأساس ظهرت ثلاث قوائم: “الأولى بدعم من النظام السوري وروسيا، والثانية بدعم من تركيا والثالثة حددت أنا والأمم المتحدة المسؤولية والواجب في التيسير والقائمة الثالثة تستوفي المعايير المنصوص عليها في بيان سوتشي”.

الدبلوماسية تمكنت من تحقيق التقدم وحماية ثلاثة ملايين شخص بمن فيهم قرابة مليون طفل

وقال إن هذه القائمة يمكن أن تحظى بدعم الأمم المتحدة وأنه حريص على إشراك سوريين من خلفيات متنوعة من داخل وخارج سورية. كما تقضي بتخصيص نسبة ثلاثين بالمئة للنساء.

وبين أنه استشار ضامني عملية أستانة وقدم اقتراحات بخصوص الولاية والرئاسة واتخاذ القرار، وأعد كذلك لتقديم تشكيلة من الإجراءات التي يمكن أن تمكن السوريين من الاجتماع وبشكل مثمر.

وأضاف “وفي مطلع الشهر قلت إننا بلغنا لحظة الحقيقة ووفرت كل الفرص لمعالجة كل الأمور. وتجلت بعض القضايا الأساسية أن لا طعن في قائمة الحكومة أو المعارضة، ولكن خاب أملنا أن القائمة الثالثة التي نتولى مسؤوليتها قد تم التشكيك فيها”.

وقال إن القائمة الثالثة “يجب أن تكون متوازنة وينص القرار أن الأمم المتحدة وعملية جنيف هي التي ترسم تفاصيل ومعالم المضي قدماً”، مشيراً أنه وجه رسالته هذه إلى جميع الأطراف المعنية في المنطقة وأن عليهم أن لا يتدخلوا بالقضايا التي من المفترض أن ترعاها الأمم المتحدة. ثم تابع “البعض سيقول سنواصل التشاور وقد تصبح التشاورات في هذه الحالة هدفاً وليس وسيلة. يريد السوريون أن يعرفوا متى ستبدأ وبالنسبة لي فإن كل العناصر متوفرة”. وأشار دي ميستورا إلى أنه “من الضرورة كذلك الاستعداد لانتخابات تشريعية يشترك فيها كل السوريين من الداخل والخارج كما ينص عليه القرار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية