بزنس إنسايدر: سقوط طائرة التجسس الروسية دليل على عجز بوتين عن حماية مواطنيه

حجم الخط
0

لندن – “القدس العربي” – إبراهيم درويش: كان حادث إسقاط الطائرة الروسية فوق البحر الأبيض المتوسط والإتهامات المتبادلة بين موسكو وإسرائيل دليل كما قالت مجلة “بزنس إنسايدر” على عجز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن حماية جنوده وأبناء شعبه في الحرب التي دخلها في سوريا، وكما يقول أليكس لوكي فإن حليفة روسيا، سوريا هي من أطلقت الصاروخ بالخطأ على الطائرة الروسية يوم الثلاثاء إلا أن وزارة الدفاع الروسية سارعت لاتهام إسرائيل بالهجوم.
وكانت هذه قد هاجمت سوريا باستخدام مقاتلات تحلق على مستوى منخفض لكي تتجنب الرادارات لكن الدفاعات السورية لم تكن قادرة على استهدافها، لكنها استهدفت طائرة تجسس روسية كانت تحلق ببطء فصوبت عليها واطلق الصاروخ مما أدى لتحطم الطائرة وطاقمها الـ15.
وتعلق آنا بورستشفيسكيا من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى “بالإزدحام الكبير في الأجواء السورية، فهذا ليس مستغربا” و “ليست هذه هي المرة الأولى التي بدا فيها بوتين غير قادر على حماية شعبه”.
وبعد اتهام جنرالاته إسرائيل وقالوا إنهم سيتخذون إجراءات مضادة وصف بوتين الحادث بأنه “حادث تراجيدي” ولم يحمل طرفا مسؤولية ولم يعد بعملية انتقامية.
وتظل الأجواء فوق سوريا مزدحمة فالروس لهم طرقهم والدفاعات السورية متحفزة وجاهزة للضغط على الزناد ولا يوجد ما يشير أن هذا لن يحدث مرة أخرى. وكان الروس قد دخلوا الحرب السورية في إيلول (سبتمبر) 2015 وأسهم الطيران الروسي بحماية نظام بشار الأسد من الإنهيار.
وحمى النظام الصاروخي الروسي الجيس السوري وتأكد من عدم قدرة الطيران الأمريكي على ضربه او النظام الذي يدافع عنه. وبعد ثلاثة أعوام من التدخل، والأسد باق في السلطة إلا أن الروس لا يزالون يموتون وأصبح البلد نفسه معزولا وضعيفا. وخسرت روسيا تسع مقاتلات في الحرب وعدد لا يحصى من المروحيات.
ودمرت أمريكا فرقة من المرتزقة الروس الذين حاولوا الهجوم على موقع عسكري تابع لحلفائها في شرق سوريا وقتلت حوالي 300 من هؤلاء المرتزقة حسب عدة تقارير. وعندما هددت الولايات المتحدة بضرب النظام السوري إن استخدم السلاح الكيماوي في الهجوم على إدلب هددت روسيا بالإنتقام لكن الأمريكيين قاموا بمناورة بالذخيرة الحية بحيث أجبرت الروس التراجع عن تهديداتهم.
وبعد الغارات الأمريكية على سوريا في عامي 2017 و2018، هددت روسيا بالإنتقام وقطع الإتصالات ولكن شيئا لم يحدث. وقام بوتين بتقديم نفسه كرجل قوي واستغل الفراغ الذي شغر من خلال رفض الأمريكيين الإنخراط في الحرب السورية، إلا أن بوتين فشل مرة بعد الأخرى بحماية جنوده.
وتقول بورستشفيسكيا “ملأ بوتين الفراغ ولكنه لم يكن بحاجة لأن يكون قويا لكي يفعل هذا” “فالحضوردائم مهم وهذا ما حدث في سوريا”، وفي الوقت الذي سخرت روسيا دائما من الولايات المتحدة وعدم تدخلها إلا إن بوتين كان يرى في الولايات المتحدة طرفا متواطئا في الحرب لا عدوا فيها.
واستطاع بوتين بمهارة استخدام غياب القرار الأمريكي للتدخل وإقناع حلفاء واشنطن الاوروبيين أنها خائفة. وتقول المعلقة الروسية بورستشفسكيا إن الكثير من الدول الغربية خائفة من مواجهة مع الروس في سوريا “ولم يكن هذا ليحدث فهم لم يكونوا يكونوا يريدونها وهم يعرفون أنهم لن يربحوا” الحرب.
وفي الوقت الذي تستعرض فيه روسيا عضلاتها في سوريا من خلال مقاتلات قديمة فإن الحرب التي مضى عليها ثلاثة أعوام لم تؤد إلى القضاء على جيوب المعارضة السورية وكل ما عملته هو الحفاظ على الوضع القائم بدون القدرة على حماية مواطنيها الروس.
فالطريقة العدوانية التي تعامل فيها بوتين مع سوريا وأوكرانيا وتعامله مع نقاده الدوليين من خلال تسميمهم أدت إلى فرض عقوبات على روسيا وعزلتها الدولية.
وفي آب (أغسطس) حنث بوتين بوعده أن لا يرفع سن التقاعد حيث ذكر الروس أنه وبسبب انخفاض معدلات الحياة على المستوى الوطنية فسيموتون قبل أن يستمتعوا بثمار تقاعدهم، ولكنهم عاشوا ليروا كيف تنفق الأموال على الحرب في أوكرانيا وسوريا.
واستطاعت روسيا تحقيق هدفها المحدود وهو الحفاظ على الأسد في السلطة ولكن عندما يتعلق الأمر بحماية أرواح الروس فإن خسارة طائرة التجسس الروسية يشير كما تقول بورستشفسكيا إلى توجه “محرج جدا” عن فشل بوتين حماية شعبه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية