لندن – «القدس العربي»: كانت فرصته الأخيرة لإثبات الذات… كانت لحظة ذهبية لتفنيد كل الشكوك… لكنه أخفق مجددا… ليونيل ميسي أنهى موسمه الأسوأ في برشلونة خلال الأعوام الخمسة الأخيرة، دون عناوين تبرز دوره، دون تألق في اللعب، ووسط شكوك متزايدة بشأن حالته البدنية… عاد المهاجم الأرجنتيني ليكون مجرد ظل في مباراة حاسمة لبرشلونة بحثا عن أحد الألقاب.
لم يتمكن النجم الفائز بجائزة الكرة الذهبية أربع مرات بين عامي 2009 و2012، من صناعة الفارق خلال التعادل 1/1 أمام أتلتيكو مدريد في ختام منافسات الدوري الاسباني، ما حال دون احتفاظ الفريق الكتالوني بلقبه، مانحا إياه إلى لاعبي المدرب دييغو سيميوني.
عاد ميسي ليبدو شبه غائب عن مواجهة حاسمة لبرشلونة هذا الموسم، مثلما حدث في دور الثمانية من دوري أبطال أوروبا، أمام أتلتيكو أيضا، وفي نهائي كأس الملك أمام ريال مدريد. وقد غذى هذا الأداء اللغز المحيط بالحالة الكروية الحقيقية للأرجنتيني، خصوصا انه لم يتبق سوى أقل من ثلاثة أسابيع على انطلاق مونديال البرازيل.
ولا يزال من المستحيل تحديد إذا كان نجم برشلونة حاول توفير طاقته البدنية خلال نصف الموسم الأخير كي يصل في حالة جيدة إلى البرازيل، أو إذا كان تراجعه البدني والكروي جزءا من مشكلة أكبر بكثير.
الأمر المؤكد هو أن المهاجم، القادر على تحطيم أي رقم قياسي في كرة القدم الإسبانية، كان خلال الموسم الأخير بعيدا تماما عن المستوى الذي أظهره خلال الأعوام السابقة.
الأمر المؤكد هو أن الإطار الذي مضى فيه ميسي طيلة الموسم كان سلبيا في العديد من نقاطه: عانى ست إصابات (كلها عضلية تقريبا) في 2013، وتورط في العديد من المخالفات مع مصلحة الضرائب الإسبانية، وحتى تورط في العديد من فصول التقيؤ داخل الملعب خلال العديد من المباريات في نصف الموسم ذاته.
وبالنظر إلى أرقامه، فإن الصورة العامة لا تبدو بهذا القدر من القلق مثلما عكسه أداؤه خلال الأشهر الأخيرة. فقد خاض ميسي 44 مباراة طيلة الموسم في كل المسابقات سجل فيها 41 هدفا، أي بنسبة هدف في كل لقاء تقريبا. لكن النجم الأرجنتيني ظل طيلة العام في ظل كريستيانو رونالدو، الفائز بآخر نسخة للكرة الذهبية، وهداف الدوري برصيد 31 هدفا، والقائد المطلق لريال مدريد. وأكسب ميسي جماهير برشلونة على مدار أربعة أعوام عادات سيئة، بالظهور دائما في الوقت الذي لا يكون فيه الفريق موفقا، وعندما كانت النتائج تحتاجه بصورة أكبر. ومع ذلك تحول الأرجنتيني في الموسم الماضي إلى قطعة أخرى في ماكينة برشلونة المتخبطة دون بوصلة، ودون كرة قدم.
وخلال مباريات كثيرة، بدا الأرجنتيني محبطا وغير متجانس داخل فريق يحتاجه. بل إن المهاجم تسبب في إثارة أكبر عبر صوره وهو يتقيأ في قلب الملعب خلال مباريات أمام ريال سوسييداد وأتلتيك بلباو أو أمام رومانيا مع المنتخب الأرجنتيني، مما فعل عبر الأهداف التي سجلها. ودون أن يقدم تفسيرات واضحة حول مشاكله الصحية، قضى ميسي فترة نهاية الموسم دون أن يبدو متألقا في الدوري الإسباني.
تألقه الأخير كان في فوز برشلونة 4/3 على ريال مدريد، عندما سجل ثلاثة أهداف وصنع الرابع في أواخر آذار/مارس. لكن في فترة الحسم، تبخر نجم برشلونة في فريق بلا هوية.
وفي تشرين الأول/أكتوبر 2013، نشر الصحفي الأرجنتيني رودولفو تشيلسيانسكي عمودا للرأي بعنوان «انسوا ميسي»، يقول فيها إن المهاجم لا ينوي تقديم شيء هذا الموسم وسيدخر كل قواه للمونديال.
ودفعت الإصابات المتتالية التي تعرض لها ميسي خلال النصف الأخير من عام 2013، ثم العودة دون تألق، وسائل الإعلام الإسبانية إلى التشبث بهذه الفرضية.
وفي الوقت الحالي، لا توجد طريقة لتقديم تفسير واضح للتراجع في مستوى أفضل لاعب في العالم.
وفي 15 حزيران/يونيو المقبل، ستواجه الأرجنتين منتخب البوسنة والهرسك في استاد «ماراكانا» في ريو دي جانيرو، في مستهل رحلة الكشف عن لغز عام ميسي الغامض.
سيكون اللاعب نفسه هو من يثبت في البرازيل إذا كان قد ادخر جهده في نصف الموسم الأخير، بحثا عن اللقب الوحيد الذي ينقص سجله، أو إذا كان يعاني حقا من أزمة كروية ذات طبيعة مجهولة، ليتأكد المشككون من أن… الأسطورة انتهت.