تونس – «القدس العربي»: قدم مدير الأمن الرئاسي السابق علي السرياطي اعتذاره للشعب التونس، مشيرا إلى أنه ساهم في إنقاذ البلاد من سيناريو كارثي بعد هروب الرئيس السابق زين العابدين بن علي.
وأكد خلال رسالة وجهها للتونسيين عبر برنامج «لمن يجرؤ فقط» (الذي تبثه قناة التونسية) براءته من دماء شهداء وجرحى الثورة، لافتا إلى أنه تعرض لظلم كبير في بلاده.
وكان مقدم البرنامج الإعلامي سمير الوافي دعا عبر صفحته على فيسبوك إلى عدم «تهويل» رسالة السرياطي قبل بثها، وأكد أنها مجرد «رسالة تبدأ باعتذار رسمي واضح (وليست) شهادة علی العصر»، مشيرا إلى أن السرياطي يرفض حاليا إجراء أي حوارات إعلامية.
وخلال الرسالة، أكد السرياطي أن ولاءه خلال فترة عمله الممتدة لنحو نصف قرن كان لـ»الدولة التونسية»، وأشار إلى أنه لا يسعى حاليا لأي منصب سياسي، داعيا التونسيين لتجاوز آلام الماضي وأخطائه لبناء «وطن مشرق يحتضن جميع أبنائه على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم».
وأثارت رسالة السرياطي ردود فعل غاضبة لدى بعض مستخدمي المواقع الاجتماعية، حيث اتهم الياس بومنجل مقدم البرنامج بالانحيار إلى جانب السرياطي، متسائلا «لماذا تبلّغنا رسالة السرياطي وانت لست ناطقا باسمه، إذا أراد الكلام فليحضر ويتكلّم والا فليصمت».
وكتب توفيق جابلي مخاطبا السرياطي «عندما تزور (ولايتي) القصرين وسيدي بوزيد ستجد ان دماء الشهداء لم تجف بعد من الارض (…) وان الشعب التونسي مازال يتذكر الرعب الذي كان يبثه مجرد ذكر اسمك (…) انت لم تكن يوما جنديا ولكنك كنت تلبس معطف الجندي كما تريد ان تلبس اليوم معطف الوطنية».
وكانت السلطات التونسية أطلقت مؤخرا سراح السرياطي بعدما قضى ثلاث سنوات سجنا في قضية شهداء وجرحى الثورة.
وشغل السرياطي منصب مدير الأمن الرئاسي في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي، وتم اعتقاله بعد فرار بن علي إلى السعودية إثر اندلاع الثورة التونسيـــة، ووجهـــت له عدة اتهامات من بينها «التآمر على أمن الدولة الداخلي وإثارة الهرج والقتل والسلب داخل تونس».
حسن سلمان