الغلاء والاستغلال يضربا المواطنين والدولة لا تتدخل و«الأهرام» تفبرك حوارا مع نجمة عالمية

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: «أخطأت طوال عمري في حسابات الخوف على الأهل والمنصب من قول كلمة الحق وحان الأن قول الحق بأي ثمن» جملة قالها المغيب في مكان ما الكاتب جمال خاشقجي، التي ترابض خطيبته أمام السفارة السعودية في تركيا.. هل رفعت الحجب وتكشف الغيب أمام خاشقجي ليدرك أن محنته مقبلة لا محالة، على الرغم من الكراهية التي يحظى بها الكاتب من قبل خصومه، الذين يوجهون بوصلات قلوبهم حسب وجهة الأنظمة، إلا أن الاختفاء المريب للكاتب السعودي منحه الكثير من التعاطف، خاصة بين دعاة الإصلاح والليبرالية في العالمين الإسلامي والعربي.
خلّف اختفاء الكاتب غلالة من الحزن بين الكتاب، فراج إسماعيل لخص مأساة الكاتب بقوله: «في وطن عربي منتج خصب لسلالة القذافي ليس غريبا أن يختفي الكاتب الصحافي البارز الإعلامي جمال خاشقجي، لمجرد أنه يحمل قلما يكتب به.. في المقال التالي قصة له معي عندما علم أن قناة «العربية» لم تتحمل إصراري على الموضوعية والحقيقة.. لم يفتح أحد من الإعلاميين والكتبة السعوديين فمه، ولم يكتب كلمة واحدة عما تلفظ به ترامب بلأمس القريب عن حمايته لبلدهم وسقوطها خلال أسبوعين فقط بدونه. يذكرونني بخوف أهل الحارة الطيبين من القبضايات في روايات نجيب محفوظ». سمير النجار: «الطاغية مهمته أن يجعلك فقيرا.. وكاهن وشيخ الطاغيه مهمته أن يقنعك بأن هذا قدرك». أما مي عزام فنددت بالاستبداد: «لا إعلام مزيف يمكنه تحسين الصورة، ولا إنجازات وهمية يمكن أن تقنع مواطن، ولا الترهيب من مؤامرات خارجية والدخول في حروب خارجية بائسة يمكن أن يعين على استقرار هذه الأنظمة والرهان على بقائها».
فيما نقلت منى هلال عن الحرب التي يشنها الرئيس الأمريكي على الملك السعودي: «من ترامب إلى الملك سلمان: «أيها الملك، إذا قرأت كتابي هذا فابعث لي مزيدا من المليارات، وإلا فلن تبقى أسبوعين في الحكم». من الملك سلمان إلى كلب الروم ترامب: «قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة، والجواب ما تراه بدون أن تسمعه.. المليارات ستصلك في أقرب وقت». ومن أبرز تصريحات أمس بمناسبة ذكرى نصر أكتوبر/تشرين الأول ما صرح به أحد أبرز أبطال الحرب محمد طه لـ«الوطن»: «كنا حاسين أن روحنا بتطير وما كانش هاممنا الموت». حمدين صباحي اهتم بدعم فاروق الفيشاوي: «الفنان الإنسان المثقف صاحب الرأي والموقف الشجاع النبيل نعم ستهزم السرطان».

هيستريا الزعيم

البداية مع الجدل حول عبد الناصر الذي ينصفه إبراهيم السايح في «الوطن»: «في ذكرى رحيل عبدالناصر استاء عدد من السادة الخبراء والكبراء من استمرار الناس في حب هذا الرجل، رغم مرور ما يقرب من نصف القرن على وفاته. وقال الأستاذ أسامة غريب في جريدة «المصري اليوم» إن المصريين أصيبوا بـ«هيستيريا الزعيم» بسبب الأكاذيب التي رددها عبدالناصر ونظامه عن الأمجاد والبطولات الزائفة المنسوبة للزعيم، الذي لم يقدم لمصر وشعبها سوى النكسات والهزائم والخسائر والضياع! الناس يا أستاذ أسامة لم تحب عبدالناصر لأنه كان كذابا، ولكنهم أحبوه لأنه أكثر زعماء مصر صدقا في انتصاراته وانكساراته، ولأنه لم ينل من الزعامة أي شيء سوى حب الناس، ليس في مصر فقط، ولكن في كل دول العالم الثالث، الذي ناضل عبدالناصر من أجل تحريره من العبودية والتخلف والاستعمار. التعليم في عهد عبدالناصر لم يكن كذبا، والتصنيع في عهد عبدالناصر لم يكن كذبا، والعدالة والمساواة وتكافؤ الفرص لم تكن كذبا، في عهد عبدالناصر كان معي في الفصل في إحدى المدارس الثانوية زميلان، أحدهما والده ترزي حريمي، والثاني والده عريف شرطة، وتمكن الأول من الحصول على وظيفة وكيل نيابة عقب تخرجه في كلية الحقوق، بينما التحق الثاني في كلية الشرطة وصار ضابطا رغم وظيفة أبيه، فهل يمكن الآن حصول هذه الفئات على مثل هذه الوظائف؟ عبدالناصر لم يخترع النظام الأبوي الذي يلتف فيه الشعب بأكمله خلف الرئيس أو الزعيم أو الملك أو الخليفة (إلخ).. فالمصريون هم الذين شيدوا الهرم الأكبر للملك خوفو، والمصريون هم الذين صنعوا مكانة كل زعمائهم منذ زمن خوفو حتى عصور عرابي وسعد زغلول والنحاس ومصطفى كامل وغيرهم».

شكرا للجيش

مما أحبه عبد العظيم حماد الكاتب في «الشروق» تلك العبرة التي استخلصها الرئيس السادات من نتائج الحرب بقوله: «لقد أصبح لهذا الوطن درع وسيف. الوصف هو للجيش المصري الذي حقق معجزة عبور قناة السويس، وتدمير خط بارليف، وشل تفوق سلاح الطيران الإسرائيلي، وجاء في خطاب السادات أمام البرلمان يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول، أي بعد عشرة أيام من بدء المعركة، وكما نعلم فإن الذي صك هذا التعبير، وكتب الخطاب كله هو الأستاذ محمد حسنين هيكل. أحببت هذه العبرة أو هذا التعبير، لأن تاريخ مصر يؤكد أنها لا تكون كيانا قويا، غير تابع لأي كيانات أو قوى من خارجها إلا إذا كان لها جيشها المستقل القوي، وحين تفقد مصر هذا الجيش، فإن ذلك يكون إما سببا في ضياع هذا الاستقلال، أو نتيجة لتبعيتها لقوة من خارجها. حين اضمحلت الدولة المصرية في أواخر عصورها الفرعونية، وفقدت الجيش القوي، فقد غزاها الآشوريون، ثم الفرس ثم الإغريق ثم الرومان، ثم فتحها العرب، وفي كل تلك العصور كانت مصر مجرد ولاية تابعة لمركز إمبراطوري أجنبي، باستثناء العصر البطلمي، ومن ثم فقد كان لها جيشها المستقل حتى جاء الرومان، وما كان لذلك أن يحدث لولا الموت المبكر للفاتح المقدوني الإسكندر الأكبر، وتقسيم إمبراطوريته بين قواده، كما هو معروف للجميع. ثم ظلت مصر مجرد ولاية تابعة طيلة العصرين الروماني والعربي الإسلامي، وإذا استثنينا الخلافة الفاطمية التي كانت مصر هي قاعدتها، ومن قبلها المحاولتان القصيرتان للدولتين الطولونية والإخشيدية، فإن عودة مصر إلى الاستقلال واحتلالها مركز القيادة في المنطقة لقرون متطاولة ارتبط باتخاذها قاعدة للدولة الأيوبية، ثم الدولتين المملوكيتين في غمار الحروب الصليبية، والغزوات التتارية، وهو ما استند إلى وجود الجيش المصري القوي».

حتى لا ننسى

من بين الذين طالبوا بضرورة توثيق حرب أكتوبر أكرم القصاص في «اليوم السابع» فنيا: «في الذكرى 45 لانتصار 6 أكتوبر/تشرين الأول يبدو أن ما هو متوفر من أفلام وثائقية عن هذه الفترة أقل من قيمة وحجم النصر الذي تحقق، وفي الوقت نفسه تظل الأفلام السينمائية التي قدمت هذه الحرب غير كافية للتعبير عما جرى على الساحات السياسية والعسكرية والجبهة الداخلية، وأغلب الأفلام هي مشاهد تعبيرية تمت في مرحلة تالية للحرب، يخلو أغلبها من العمق أو الأبعاد المختلفة لسينما الحرب، كما نعرفها في الأفلام العالمية. ومن يتابع السينما العالمية يعرف أن هناك مئات الأفلام عن الحرب العالمية الأولى والثانية، وبعضها يدور في فترات زمنية وترصد وتخلد معارك أو عمليات محددة، تتنوع بين الإنساني والعسكري، لكنها تحمل في الكثير منها توثيقا لمعارك أو صدامات من وجهة نظر المنتصرين. هناك فيلم «مدافع نافرون» عن عملية نوعية لضباط الحلفاء لإسكات المدافع الضاربة في نافرون قبل الإنزال، وفيلم Enemy at the Gates عن معركة ستالينغراد للسوفييت ضد الألمان والمحور، التي كانت بداية هزيمة الألمان، وتتركز على قصة القناص الروسي «فاسيلي» الذي أصبح أسطورة، بعد أن قنص عددا من أخطر القادة للمحور، وهناك «الهروب الكبير» أو «إنقاذ الجندي رايان»، وغيرها كثير، بالإضافة لذلك هناك أفلام وثائقية عن الحروب في العالم، والحرب الباردة، ويفترض أننا بعد هذه السنوات يكون لدينا أرشيف مرئي للمعارك والحروب التي دارت، وهناك بطولات تنافس في إنسانيتها وقوتها الكثير مما ورد في الحروب العالمية. لا يوجد لدينا فعليا غير أفلام قليلة تعالج حروبنا، بعضها إنساني مثل «حكايات الغريب»، والبعض الآخر محاولة للتوثيق مثل «الطريق إلى إيلات».

أبطالنا في القلب

فلندع علاء ثابت في «الأهرام» يرد على أكرم القصاص: «لا يمكن لأمة تريد أن تبني حاضرها ومستقبلها أن تنسي أبطالها الشجعان، الذين حطموا خط بارليف، وعبروا قناة السويس، وكتبوا بدمائهم ملحمة نصر أكتوبر/تشرين الأول 1973، فالأبطال يضحون من أجل رفعة وطنهم ومستقبل أبنائه. وليس من باب الواجب تجاه أشخاصهم فقط أن تكرمهم الدولة وتحتفي بذكراهم ممثلة في رئيسها. فالتقدير والاحتفاء بهم هو تقدير لقيم ومبادئ ونماذج تلهم أجيالنا الجديدة.. إنه تقدير وعرفان وإعلاء لأبطال جديرين بأن يكونوا قدوة لنا تتمثل فيهم الشجاعة والجرأة مع التدريب والتعليم والوصول إلى الكفاءة، والإتقان، مع إطلاق الطاقات في الابتكار والإبداع، فهذه هي نماذج القدوة التي نحتاج إليها، ونأمل أن تسير على نهجها أجيالنا المقبلة. فالفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان الجيش المصري في أثناء حرب أكتوبر، نموذج في التخطيط العسكري والإبداع المبني على المعرفة والدراسة، إلى جانب فهم قدرات الجندي المصري ومكامن القوة فيه، ولهذا كان يحرص على أن يقضي وقتا طويلا وسط الجنود والضباط يتعرف على كل صغيرة وكبيرة، بدءا من مهاراتهم حتى حالتهم المعنوية، لقد تمكن الفريق الشاذلي، أثناء حرب 1967، من حماية القوات التي كان يقودها بفضل ذكائه، فعندما لاحظ أن القوات المصرية تنسحب بشكل عشوائي وبدون خطة، وأن الاتصال انقطع بالقيادة المركزية قرر أن يتقدم للأمام ويدخل الأراضي المصرية المحتلة، واختار جبلين لإخفاء قواته من طيران العدو الذي يسيطر على سماء سيناء، ثم انتظر الوقت المناسب لينسحب تحت جنح الليل ليعود بقواته بالقليل من الخسائر، قاطعا المسافة من أقصى شرق سيناء حتى شاطئ قناة السويس، رغم سيطرة العدو على الأرض والجو».

إحم نفسك أولا

وكأنه تبرع بالدفاع عن الملك السعودي هاجم عماد الدين أديب في «الوطن» الرئيس الأمريكي: «لو كنتُ من فريق مساعدي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لطلبت منه أن يحضر «دورة تثقيفية وتدريبية» عن العلاقات العربية – الأمريكية، أصولها وتاريخها وطبيعتها وتطورها، وإحصاءاتها واقتصادها وميزانها التجارى وعلاقاتها التسليحية وارتباطاتها الأمنية. يحتاج الرئيس ترامب أكثر من غيره إلى هذه الدورة، لأنه وقع مرارا وتكرارا في أخطاء تاريخية منذ حملته الانتخابية عام 2015 حتى (أمس الأول). وأكبر أخطاء ترامب فداحة هي ما قاله مرتين في أسبوع واحد عن السعودية وعن فحوى محادثته الهاتفية الأخيرة مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. ويبدو أن ترامب يجهل محتويات 3 ملفات رئيسية في هذا المجال: ما هي المملكة العربية السعودية؟ من هو مليكها سلمان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود؟ وما هو تاريخ العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة سياسيا وتجاريا ونفطيا وعسكريا؟ لو عرف فخامة الرئيس الأمريكي الوقائع والحقائق والأرقام، لما قال ما قاله، ولما استخدم تلك العبارات الخاطئة في المعنى، المغلوطة في الوقائع، غير اللائقة في العُرف السياسي، المرفوضة رسميا، والمكروهة شعبيا. يتحدث الرئيس ترامب عن المساعدات التي تقدمها بلاده (هي الضامن لاستمرار الحكم السعودي، وأنه لولا الحماية الأمريكية للحكم في السعودية لما استمر أكثر من أسبوعين فقط). ويبدو أن فخامة الرئيس لا يعرف أن تاريخ الدولة السعودية «الأولى، والثانية، والثالثة» يزيد على تاريخ الاستقلال وقيام الولايات المتحدة، لأن الدولة السعودية الأولى قامت منذ 374 عاما. ولا يعرف أن العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة قامت منذ عام 1744 إلى 1818 أي بعدما عاشت السعودية حكومة وشعبا ودولة بلا وجود أمريكي أكثر من 193 عاما».

يا ظالم

نبقى مع الهجوم على ترامب بصحبة جلال دويدار في «الأخبار»: «كلنا نعلم ومعنا كل العالم أن قرار إدارة ترامب الظالم الأهوج بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس مخالف للمواثيق الدولية وقرارات الأمم المتحدة، التي تقضي بعدم اتخاذ أي إجراء يؤثر على وضع القدس إلا في إطار التسوية السلمية. رغم ذلك جاء قرار ترامب انحيازا لعدوانية إسرائيل واحتلالها لأرض فلسطين وتشريد شعبها، بدون أي وازع من ضمير أو أخلاق، وتعبيرا عن عدم احترام الإرادة الدولية الحريصة على أمن واستقرار العالم تحت مظلة العدالة. المثير في الأمر تمثل في إمعان واشنطن في هذا الظلم البين، باللجوء إيضا إلى ممارسة الضغوط لدفع بعض الدول إلى اتخاذ الموقف الظالم نفسه. شاءت الظروف أن تقع باراغواي، إحدى دول أمريكا الجنوبية في هذه الدائرة. هذا الأمر دفعها إلى مجاراة أمريكا في نقل سفارتها إلى القدس. هذا القرار صدم الدول العربية والإسلامية ومعها كل دول العالم المنحازة للعدالة واستعادة الفلسطينيين لحقوقهم المشروعة، وفقا للمواثيق الدولية، التي تعد القدس الشرقية جزءا أساسيا منها. الذي حدث أخيرا أن دولة باراغواي، أحست بتأنيب الضمير ومدى جرم تخليها عن الشرعية الدولية وخروجها عن إجماع معظم دول أمريكا اللاتينية في ما يتعلق بوضع مدينة القدس. يضاف إلى ذلك إدراكها بإضرار هذا القرار بمصالحها التجارية والاقتصادية بالدول العربية والإسلامية التي أعلنت مقاطعتها.. كانت هذه التطورات دافعا لها للعدول عن قرارها وإعلان إعادة سفارتها من القدس إلى تل أبيب كما كانت. هذا الموقف المفاجئ أزعج ترامب خاصة أنه لم يحذ حذوه في الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل سوى دولتين أو ثلاث دول. إنه يصر على مواصلة ظلمه».

لكل زمان رجاله

«كيف في وسع الحكومات العربية أن تتعامل مع اللحظة الراهنة إعلاميا؟ الإجابة عند عبد اللطيف المناوي في «المصري اليوم» بسيطة لو أدركت تلك الأنظمة المبدأ القائل بأن «لكل زمن رجاله، ولكل عصر أسلوبه». هذا المبدأ هو المفتاح الحقيقي لفك شيفرة التعامل مع المتغيرات كافة، التي وضعت أمام القائمين على عملية الاتصال بالجماهير، عملا شاقا مضنيا، يُضاف إلى جملة الأعباء المثقلة على كواهلهم، وبذلك زادت القيود التي عاشت فيها وسائل الإعلام طوال عقود مضت، تلك القيود التي مازالت تقوم بفعلها السلبي المربك. أنا هنا لا أدعو الأنظمة إلى التخلص من وسائل إعلامها على طريقة «إنسف حمامك القديم»، بل إلى محاولة فرز من يصلح ومن لا يصلح. من يستطيع أن يكون أكثر ملاءمة لطبيعة المرحلة ومن لا يستطيع. أو بمعنى أدق أدعو إلى إعلام ذكي يتمكن من أن يكون داعما وسندا قويا وحقيقيا للمجتمع وللنظام في إرساء قواعد صحية لعلاقة المواطن بالدولة والدولة بالمواطن، وقبل كل ذلك أن يتخلص من عيوبه وأزماته التي يعاني منها. ما أدعو له ليس مستحيل التطبيق، ولكنه ممكن في ظل شروط عدة من بينها صدق الرغبة والإرادة لدى الأنظمة في استعادة جماهيرها، وصدق وقدرة القائمين على هذه الأجهزة الإعلامية في لعب هذا الدور المهم. الجماهير أيضا اختلفت، فالذي كان يقبل بإسقاط عشرات الطائرات الإسرائيلية في حرب 67، وبعصور الرخاء والازدهار والإنجازات في السبعينيات وما تلاها، صار مختلفا. صار مدققا متفحصا، انفتحت عليه السماوات الإعلامية، وتساقطت الأخبار والتحليلات من كل فج وصوب. الجماهير التي كانت تقبل في مرحلة سابقة ما يقدم لها من سياسات وإعلام، لم تعد الجماهير نفسها».

كان يتوقع الكارثة

قال الكاتب الصحافي جمال سلطان رئيس تحرير صحيفة «المصريون»: «إن الإعلامي السعودي جمال خاشقجي أظهر لي تخوفه من أمور كان يتوقعها قبل اختفائه. وأضاف سلطان أنه قبل 3 أسابيع، أفاض جمال خاشقجي في الحديث معي عن موضوعين، سعادته الغامرة بقطار الحرمين، وأمله أن تنجز السعودية حزمة استثمارات على جانبيه. وأوضح أن الأمر الثاني هو هواجسه من الاختطاف، حيث قال لي إنه يرفض أن يدعوه أحد إلى جناحه الفندقي، ولا يقبل السفر عبر طائرة خاصة، كنت أستغرب من انشغاله بهذا الأمر. جاء هذا عقب اختفاء غامض لخاشقجي عقب توجهه إلى القنصلية السعودية في إسطنبول، حيث ترددت أنباء قوية عن اختطافه، وربما عودته إلى السعودية. وما زال الغموض يكتنف شأن خاشقجي إلى الآن، ولم تصدر السلطات التركية أو السعودية أي بيان رسمي بشأن مصيره. خطيبة الإعلامي السعودي خديجة آزرو قالت إنه توجه إلى مقر القنصلية السعودية ظهر الثلاثاء في حي ليفانت في إسطنبول، لكنه لم يخرج حتى الآن. وأكدت أن خاشقجي توجه للسفارة لاستكمال بعض الأوراق الرسمية، ولم يسمح لها بمرافقته إلى داخل القنصلية، حسب «بي بي سي». وأضافت أن مسؤولي القنصلية السعودية أخبروها أن خاشقجي غادر القنصلية، لكنها قالت إن كل المعطيات تشير إلى أن خاشقجي مازال «محتجزا» داخل القنصلية، على حد وصفها. وتعتصم خديجة مع عدد من الصحافيين الأتراك أمام مقر القنصلية، فيما نفى أحد العاملين في القنصلية السعودية في إسطنبول، رفض ذكر اسمه، أن يكون للقنصلية أي علم بالموضوع».

حتى لا نموت

«يتحدى عبد الرحمن فهمي في «المصري اليوم» وجود قانون محلي أو دولي يمنع أي حكومة أو حتى حاكم منفرد من إعلان «تسعيرة جبرية» في أي سوق! إلا وقت الحروب. موضوع غريب فعلا أن الغلاء والاستغلال بدون عقاب يضرب الشعوب بدون تدخل حاسم من الدولة.. جربنا كل الوسائل السلمية.. كل يوم نقوم بتحويل الأراضي البور إلى أراض زراعية.. وأعطيناها لمن كان يحلم بها.. جربنا زيادة العرض لإنزال الأسعار.. ومع ذلك وصل كيلو الطماطم إلى 15 جنيها وكل الخضروات الأخرى بلا استثناء أصبحت فوق العشرة جنيهات.. أنا أكتب عن علم تام مثل أي رب بيت بلا زوجة يريد أن يطعم أولاده وبناته.. ونسينا حكاية اللحوم وحجتنا نقولها لأولادنا إنهم يذبحون الآن الحمير.. الصحف تقول كل يوم وجود عشرين رأس حمار في خرابة كذا! خبر صحافي دائم.. هي حجة لإسكات الأولاد. آسف للكتابة بصراحة.. فهذا هو عهد الصراحة في صحف تبحث عن الحقائق. مثلا.. قولوا لي: كيف يكون بلد فيه بحران كبيران وأطول وأعمق وأقدم نهر في العالم كله وخمس بحيرات كبيرة.. هذا البلد كيلو السمك فيه وصل إلى الألف جنيه، ولا أتحدث عن الممنوعات البحرية وعلى رأسها الجمبري ومثيلاته. قالوا لنا زمان في الستينيات إن بحيرة السد العالي التي كلفتنا مئات الشهداء، حينما تم حفرها ثم فجأة سقطت أحجار ضخمة للغاية من بعض الجوانب ليموت الكثير فورا تحتها.. قيل لنا إن هذه البحيرة ستغرق السوق بالسمك».

فيتو للمسلمين والعرب

يسأل علاء عريبي في «الوفد»: «هل يجوز إعادة التمثيل في مجلس الأمن واختيار الأعضاء حسب الديانة أو العرق أو اللغة؟ لماذا لم يتم اختيار الدول الدائمة وغير الدائمة حسب القارات؟ ولماذا لا يمنح حق الفيتو لدولة واحدة من كل قارة؟ إلى متى يظل من حق هذه الدول الخمس تحديد مصير 194 دولة؟ رئيس البرلمان التركي بن علي يلدريم، طالب في كلمة له يوم الأربعاء، بضرورة تواجد دولة إسلامية دائمة العضوية داخل مجلس الأمن الدولي، وأشار إلى أن عدد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة 194 دولة، وعدد أعضاء منظمة التعاون الإسلامي 57 دولة، وهذا الرقم لا يمكن الاستهانة به، خاصة أن حق النقض الفيتو منح للدول الخمس الدائمة العضوية بعد الحرب العالمية الثانية، للحيلولة دون نشوب حروب جديدة، وتحقيق الاستقرار العالمي، لكن اليوم، والكلام ليلدريم، استخدام الفيتو ابتعد عن أهدافه، وأصبح أداة لنشوب الحروب. قبل فترة طويلة، ربما بعد ثورة يناير/كانون الثاني، كتبت هنا أكثر من مرة وطالبت الحكومة المصرية بأن تفكر مع مجموعة الـ77، وعدد أعضائها 130 دولة، أو مع حركة عدم الانحياز وعددها 118 دولة، أو مع أعضاء القمة الإفريقية وعددها 54 دولة، فبالحصول على عضوية دائمة داخل مجلس الأمن الدولي (5 + 10 عدد الأعضاء)، مثل الدول الخمس الكبرى (أمريكا، وروسيا، وبريطانيا، وفرنسا والصين) وعلى حق الفيتو (الاعتراض)، على أن يتناوب الأعضاء العضوية (وهى لمدة سنتين)، وتمثيل المجموعة أو الحركة داخل المجلس، والتعبير عن إرادتها المجتمعة في بعض القضايا المنظورة على المجلس. هذه الدول لم تفكر ولم تخطط حتى في فرض سياسات الدول النامية ومصالحها على منظمة الأمم المتحدة، لذا فالسؤال المنطقي الذي يجب مواجهته، ما الفائدة إذن من استمرار هذه التكتلات؟».

وداعا جلال

ما زال اصدقاء جلال امين ينعونه ومن بينهم امين الجامعة العربية السابق نبيل العربي في «الشروق»: «كان جلال ــ رحمه الله ــ متقد الذكاء، عميق التفكير، لا يهتم بالصغائر ويترفع عنها، يبحث بعمق وروية الموضوعات، وكان ترتيبه الأول في شهادة التوجيهية قسم أدبي عام 1951. في مرحلة ما انجذب إلى فلسفة حزب البعث، وشاركت معه في بعض المناقشات، ولكن كلانا ــ على حسب علمي ــ لم ينخرط في أي نشاط حزبي. في صباح 23 يوليو/تموز 1952 كنا في الإسكندرية نسكن منطقة سيدي بشر، واتصلت به وتقابلنا ووقفنا لساعات في شارع الكورنيش مع أعداد كبيرة من الشباب نصفق لسيارات الجيش التي تمر أمامنا متجهة إلى قصر المنتزه. كنا في السنة الأولى في كلية الحقوق، وكنا نتصور أن ما ألم بمصر من «فساد» سوف ينحصر وينتهي، وأننا سوف ندخل عصرا جديدا يسود فيه القانون وتتحقق العدالة للجميع، ولكن بعد عامين كنا من أنصار محمد نجيب الذي كان يطالب ــ حسب مفهومنا ــ بعودة الجيش إلى الثكنات، وبعودة الحياة النيابية لمصر. في هذا الوقت تم الاعتداء على السنهوري باشا رئيس مجلس الدولة، ووجدت أنا وجلال ضرورة زيارته في منزله لتأييد موقفه نيابة عن والدينا، فقد كان الدكتور أحمد أمين والد جلال مريضا وتوفي بعد فترة قصيرة، وكان والدي الدكتور محمد عبدالله العربي في ذلك الوقت في بغداد عميدا لكلية الحقوق، وكانا كلاهما من أصدقاء السنهوري باشا المقربين. كان جلال أستاذا فريدا ومتميزا لعلم الاقتصاد، وكانت له رؤية فريدة ونظرة فاحصة إلى الاقتصاد كعلم اجتماعي يؤثر ويتأثر بأحوال الناس. لا شك أن كتابه الأشهر «ماذا حدث للمصريين» لخير دليل على رؤيته الواسعة وعمق تفكيره».

معارك صغيرة

بغضب شديد رد يحيى خليل عبد الهادي منفعلا حينما سأله أحدهم عن الخلاف بين الثري الخليجي وطليقته المطربة المصرية.. قائلا له «لماذا لا تشارك بقلمك دفاعا عن عِرض مصر؟» فرد خليل عبر «المشهد»: «إنه عِرضُ المطربة.. أما عِرض مصر فقد انتُهِك يوم تم التفريط في أرض مصر.. ولَم أجدك منفعلا يومها ولا غاضبا.. هذا نموذجٌ للمعارك الصغيرة التي يُساقُ إليها المصريون بعيدا عن معاركهم الحقيقية.. يفرغون فيها شحنات غضبهم ويهنأون بالانتصار فيها.. حيث النصر والهزيمة سواء.. أو كما قال الراحل أحمد بهاء الدين «في المعارك الصغيرة.. الرابح والخاسر سِيَّان». تمتلئ الساحة الآن بالكثير من هذه المعارك المُخَّدِرة الصغيرة.. يهرب البعض إليها بعيدا عن هزائمهم الكبيرة.. معارك بلا تكلفة، وانتصاراتٌ بلا ثمن، معارك يَنطبق عليها قول الشيخ المراغي في الأربعينيات «لا ناقة لنا فيها ولا جمل»، لكنه على الأقل كان يتحدث عن حربٍ عالميةٍ بامتداد الكرة الأرضية، لا عن خلافٍ مكانه الطبيعي محكمة زنانيري. نموذج آخر الثري نفسه يخترق القوانين (أو تُختَرَقُ له) ويشتري الذِمم جهارا نهارا.. ويُمَّوِل حملة لاعبٍ شهيرٍ لرئاسة نادٍ بستة ملايين جنيه.. فلا تثور ثائرة أحد ولا يتحرك جهازٌ واحدٌ في دولةٍ لم تترك معارضا إلا واتهمته بالتمويل الأجنبي.. بل يتسامح الجميع مع إهدار هذا اللاعب للمال العام في وكالة الإعلان الحكومية، التي كان من قياداتها قبل أعوام. وبدلا من أن يشتبك المصريون في معركة كبيرةٍ حقيقيةٍ مع رُعاة هذا الفساد المزدوج.. فساد المُمَّوِل والمُمَّوَل.. يُستدرجون إلى معركةٍ صغيرةٍ بين فاسدٍ وفاسد.. معركة سهلة يُختزَلُ فيها الكفاحُ في هتافٍ وسبابٍ على ألسنة عددٍ من المشجعين».

دعوة للقتل

من معارك أمس الجمعة هجوم على رئيس تحرير «الدستور» شنه في «المشهد» بهاء الدين حسن: «في الوقت الذي يجب فيـه علينـا أن نتـدارس رأي المعارضة قبـل رأي المـؤيـديـن، قـام الإعلامي الدكتور محمد البــاز، رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير جريــدة «الدستور»، بالتحريض على قتل ثلاثة ذكرهـم بالاسم في برنامج «90 دقيقة» المذاع على قناة «المحور»، حيث قال بالحرف «لو حد مصري يطــول معتز مطر أو أيمن نور أو محمد ناصر يقتلهم، ولـــو هتقول لي أنت بتحرض على القتل، أه بأحرض على القتل، وإذا أتيح لأحد أن يقتلهم فليفعل». لعلـه لم يغب عن بال الدكتور محمد الباز أن إسرائيل أنشأت فرعا في جامعاتها لدراســة الأمثــال الشعبية المصرية، ليس حبـــا في الأمثـال المصرية، واحتفاء بها وتقديرا لها، ولكن لأن إسرائيل رأت أن الأمثـال الشعبية، وكذلك الأغاني الشعبية كان لها دورها الفعال في حرب الاستنزاف، وحروبها مع مصر، لما قامت به (الأمثال والأغانى) من إلهاب لحماس الشعب المصري، فكان لزامــا على إسرائيل أن تدرسها من باب الاحتياط؟ أليس من باب أولى كان على البــاز أن يطالب بدراسـة آراء مطر ونور وناصر، بدلا من المطالبة بقتلهم، ربما عاد ذلك بالنفع والفائدة؟ الأنظمــة لا تعتـرف بأخطائها، ولكن من الذكــاء أن تطّلـع على آراء معارضيها، وأن تقـــرأ بيتـــا يهجوهـــا خير لهــا من أن تطرب لقصيدة تمدحها! إن الحروب السياسيـة، على الرغم من قذارتها واستباحة من يخوضها سباحـة في ميــاه آسنـة، إلا أن القتل آخر أسلحتها، فدحض المعارضة لا يكــون إلا بتقديـم منجــزات حقيقية ملموسة متمثلة في كل شيء، بداية من حرية الرأي وانتهاء باقتصاد قوي، القتــل هو منطق الضعفـاء».

فضائح «نص الدنيا»

هجوم متواصل شنه الإعلامي حافظ ميرازي ضد مجلة «نص الدنيا» التي تصدرها «الأهرام» لسبب مقنع: «فضيحتنا هل تتعدى «نص الدنيا» وتبقى قد الدنيا؟ الفضيحة هي في الفبركة الصحافية، التي كشفها صدفة راكب أمريكي وهو يتصفح مجلة «حورس» لشركة مصر للطيران ليجد مقابلة بالإنكليزية مع الممثلة الأمريكية درو باريمور مع «صحافية» مصرية تعيش في أمريكا اسمها عايدة تكلا. فكتب تويتر يوضح استحالة ذلك والاتهامات الموجهة من كاتبة المقابلة المزعومة لحياة هذه الممثلة التي يفترض اعترافها بأنها فاشلة! لكن ما لم يكشفه سيل التعليقات والأخبار المتندر علينا.. (بعد اعتراف السيدة المصرية أو «الدكتورة عايدة» بلغة إنكليزية ركيكة، ومن بيان يبدو مكتوبا لها أنها حضرت ندوة في نيويورك ضمن كثيرين، ولخصت ما قالته الممثلة وعلقت عليه برأيها، ولم تنفرد بمقابلة معها).. إن ما نشرته «حورس» كان ترجمة إنكليزية لما كتبته ونشرته السيدة عايدة تكلا أورايلي، في مجلة تصدرها مؤسسة الأهرام «العريقة» وهي مجلة «نص الدنيا» وقبل أن يظلم الناس مصر للطيران بسبب مجلتها، وتبقى فضيحتنا قد الدنيا، راجعوا مقابلة الانفراد الأصلية التي تزعم مطبوعة الأهرام أنها انفردت مراسلتها بها مع الممثلة الأمريكية باريمور.. والأدهى: هل هذه الصورة المنشورة في مطبوعة «الأهرام» متركبة ومفبركة وصورة «تعبيرية» فقط كصورة مبارك في الصدارة في البيت الابيض أيام أسامة سرايا وعبد المنعم سعيد؟ أم بالفعل اقتطعت الممثلة وقتا للتصوير في مكان خاص أو استوديو وهي تمسك بعدد من مجلة «نص الدنيا» لتؤكد على أنها أجرت بالفعل مقابلة منفردة مع مطبوعة المؤسسة العريقة! ولا اعتقد أن المراسلة هي التي التقطت الصورة وبالتالي المسؤولية التحريرية أعلى بكثير. آمل أن يخيب ظني في احتمال فبركة الصورة، وإلا ففضيحتنا ستكون قد الدنيا».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية