«ولعلني توصلت إلى سبر قلب الحياة إلى الصميم، فاصغوا إلى قولي، فإرادة الخاضع تطمح إلى السيادة ايضا لتتحكم فيمن هو أضعف منها، وتلك هي اللذة الوحيدة الباقية لها»
نيتشيه
حين تساءلت عن كلمات الطاعة اصطدمت بالجهل المقدس الذي قاد هذه الأمة إلى أخلاق العبيد الصامتة في تلك الطرق الملتوية التي تؤدي من الحرية إلى العبودية، وبمجرد ما يصبح الإنسان عبدا ينصاع إلى أوامر الجهل المقدس، هكذا يفقد إرادة القوة، باعتبارها الإرادة المبدعة والمفكرة في الأحياء، فبموتها يموتون، والخطر كل الخطر في فقدان الإرادة سيطرة العلم بأهوال القبر وعذابه على هذا الكائن المخدر الإدراك. إذ يصبح قاضيا ومنفذا وضحية للشرائع التي يستنها وترغمه على الإنقاذ والخضوع لطقوس السلطة، وحيثما توجد السلطة توجد المقاومة، فالسلطة ليست سوى تقاليد وأيديولوجية وعنف، تصارع من أجل القضاء على المقاومة كبذرة تنمو في أولئك الذين لا أمل لهم، وبلغة ماركوز فالثورة لا تتحقق إلا بفضل المتمردين «اولئك الذين يمارسون مناهضة العقل الدوغمائي»، لكن كيف يكون ذلك ممكنا؟ هل بالمعرفة ونشر التنوير؟ أم بالعنف والجهل المقدس؟
إذا كانت الهيمنة في السياسة كما الدودة في الفاكهة، فإن من واجب الفلاسفة أن يتدخلوا بواسطة إشعال نار ثورة التنوير، أي نشر جدل العقل والتنوير، من أجل فضح تورط العقل في الأسطورة، هكذا يأتي دور المؤسسات التعليمية، وبما أنها محاصرة من قبل العقل الدوغمائي الذي يتستر وراء حجاب التشدد الديني، فإن الشعب الشقي لا يجد سوى الولاء والطاعة، ولذلك يظل خاضعا للهيمنة والسيطرة. ومهما يكن فإن أزمة التعليم هي أزمة الوعي المحطم على صخرة الجهل المقدس الذي لا ينتج غير الاستلاب والاغتراب، ولذلك نلاحظ تعاظم هذا الاغتراب في المدن الجاهلة. وكم كان ابن باجة رائعا حين قال «والسعداء قلما يوجــــدون في هذه المدن فإذا وجدوا كانت لهم سعادة المتوحد، وكانت حالهم أشبه بحال الغرباء».
٭ كاتب مغربي
واضح أنك تصطاد في المياه العكرة فتلصق هذه الأنظمة المتوحشة بالإسلام وتتناسى أن هذه الأنظمة هي ذراعك الأيمن وذراع أسيادك الخارجيين في محاربة الإسلام.السلطة المستبدة المتوحشة موجودة في في الأمم والثقافات وفي كل مكان وزمان ..فما شأن الإسلام بهذا؟الإسلام لا يأمر أتباعه بالطاعة العمياء للحكام بل يقول: لا طاعة لمخلوق قي معصية الله .إنما الطاعة في المعروف..ويقول:أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر…… ؟