الإعلام يخسر جماهيره والدولة تسعى للسيطرة عليه وامتلاكه… طغيان الصوت الواحد وغياب الحوار الحقيقي

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: ما اجتمع اثنان في أحد مقاهي القاهرة إلا وكان الشهيد جمال خاشقجي ثالثهما، حيث بات الراحل جسراً يتلاقى عليه الخصوم، ومناسبة لإطلاق وابل من اللعنات ضد ولي العهد، الذي حلم بالملك فإذا به الآن تلاحقه الهواجس وتسكنه الهلاوس، فلا تخلو صحيفة من تجريسه والدعاء عليه هو ومن حوله.

عظام «الشهيد» خاشقجي مسامير في عرش ولي العهد.. الملك السعودي حائر وشعبه مسكون بالرعب

وبالأمس كان سليمان الحكيم في صفوف الباكين على «الشهيد»: «هزمتموه حيا وسوف يهزمكم ميتا.. ستظل جثته تطاردكم في الصحو والمنام لتقض مضاجعكم». أما مجدي أحمد فتحرر من خوفه مثل الكثيرين: «بات مستقراً في الذاكرة الإنسانية أن آل سعود حفنة من السفاحين مصاصي الدماء». فراج إسماعيل كان أكثر عقلانية: «كل من يحب السعودية يجب أن يدعوها لموقف سريع لوقف هذا النزيف الدولي المتسارع جدا بعد تصريحات ترامب لـ«نيويورك تايمز» وتعليق فرنسا وبريطانيا وألمانيا وهولندا للزيارات السياسية. الحل ليس إطلاق المزيد من أسراب الذباب، فطنينه لا يسمعه أحد». وتناولت الصحف المصرية الصادرة أمس الجمعة 19 أكتوبر/تشرين الأول عددًا من الأخبار والقضايا التي تشغل الرأي العام، على الصعيدين المحلي والدولي، وكان من أبرزها: السيسي: توفير أفضل وأحدث الخدمات للمواطنين والمستثمرين. النتائج العشرون لقمة «السيسي ـ بوتين». نجوم «ليفربول» يدافعون عن صلاح. خمسة آلاف مصنع جديد توفر 150 ألف فرصة عمل، مسح قومي شامل للكشف عن تعاطي المخدرات الشهر المقبل. «الأرصاد»: أمطار رعدية الثلاثاء وسيول في سيناء والقناة. الدول العربية والإسلامية تنتصر في معركة «المثليين». إيقاف مدرس أجبر طالبين على «غسل سيارته» في السويس. تراجع جماعي لمؤشرات البورصة في ختام التعاملات. تركيا: إعلان نتائج تحقيقات اختفاء خاشقجي في أقرب وقت. إثيوبيا تتفق على شراء 3 توربينات لسد النهضة من شركة ألمانية. إحالة فساد المليار دولار للجنايات. القوات المسلحة تفتتح أربع مدارس في شمال ووسط سيناء.

وشهد شاهد

الحصار المفروض على المعارضة بات يزعج حتى أنصار النظام وهو الأمر الذي يعترف به فاروق جويدة في «الأهرام»: «الدولة اختارت الطريق الخطأ وهي تسعى للسيطرة على الإعلام، فقد لجأت إلى امتلاكه وليس إصلاح مساره، وتخلت عن نماذج كثيرة مؤثرة طمعا في تأييد أكبر، وكانت النتيجة إعلاما أسوأ في أسلوبه وشخوصه وأهدافه، وهذه أيضا كانت من أسباب غياب الحوار الحقيقي، فقد خسر الإعلام الكثير من جماهيره أمام التناول الهابط والخاطئ والمبتذل. إن الدولة بكل مؤسساتها لم تعد حريصة على أن تسمع الرأي الآخر، حتى ولو كان جادا ومترفعا وموضوعيا. الدولة تريد صوتا واحدا تسمعه ولا تستجيب لأحد غيره. هناك قضايا كثيرة تطرحها الصحافة ووسائل الإعلام، ولا أحد يرد عليها، حتى ما يحدث من تجاوزات في المحافظات والمحليات وما يعرض من شكاوى المواطنين ومشاكلهم.. إنني أتابع ما يكتب الصحافيون والكتاب، ولا أجد استجابة من مؤسسات الدولة: هناك قضايا لم تجد استجابة حتى الآن كما حدث في قضية مستشفى 57357 والتحقيقات التي جرت حولها، وهناك الجمعيات الأهلية وهناك قضايا الشباب وما يحدث في النوادي الكبرى واتحاد الكرة، وهناك التجاوزات في مؤسسات التعليم الخاص والجامعات الأجنبية والمصرية، وهناك جرائم الاعتداء على المال العام ونتائج التحقيقات فيها والسكوت عليها، وهناك وزارات لا تعمل وهناك تساؤلات كثيرة حول عرض عدد من الشركات في البورصة، منها بنوك وشركات بترول كبرى. وهناك ما يجري حول مستقبل القاهرة العاصمة العريقة أمام انتقال مؤسسات الدولة إلى العاصمة الجديدة في العام المقبل. هناك التوسع الشديد في بيع أراضي الدولة والكثير من الأصول التي لا أحد يعرف مصيرها. إن الدولة لا ترد على أي شيء من هذه التساؤلات وهذا الصمت يغلق كل أبواب الحوار».

كان حلما ومات

نتحول نحو الحلم الذي أوشك صاحبه ولي العهد السعودي أن يستيقظ على كابوس وها هو محمد المنشاوي في «الشروق» يؤكد أن النهاية تقترب: «كانت التغيرات الكبيرة التي أحدثها الملك سلمان في منظومة الحكم والخلافة داخل البيت السعودي، والتي أدت إلى صعود ابنه محمد إلى منصب ولاية العهد، إضافة لعدة مناصب أخرى حساسة، على رأسها كونه وزيرا للدفاع، ومسؤولا عن الملف الاقتصادي السعودي، على الرغم من عدم بلوغه منتصف الثلاثينيات من العمر، دافعا لاستغراب الكثيرين خاصة أن صغر سن محمد بن سلمان قد يتيح له حال خلافته لوالده أن يبقى ملكا لنصف قرن من الزمان. وصاحب تلك التغيرات سيطرته الكاملة على مراكز القوة داخل منظومة الحكم السعودية المتشعبة، لتنهي ما عرف من عرف اتخاذ القرارات، بموافقات شبه جماعية داخل العائلة السعودية الحاكمة منذ ستينيات القرن الماضي. وعلى العكس مما يبدو من الخارج على أنه شهر عسل في العلاقات بين واشنطن والرياض، فإن حكماء أمريكا يدركون أن المصالح المشتركة التي جمعت واشنطن بالرياض على مدى أكثر من نصف قرن، باعتبارها أحد أركان سياسة واشنطن في المنطقة، تخضع لاختبار كبير أمام ولي العهد وسياساته الخارجية، ورئيس أمريكي لا يتحكم في تصريحاته، ولا يفهم تعقيدات بيت الحكم السعودي. يعتقد الكثير من خبراء الشؤون العربية في العاصمة واشنطن أن المنطقة يكتب لها تاريخ جديد على إثر حادثة مقتل خاشقجي. ويعتقدون كذلك أن محمد بن سلمان لن يصبح ملكا ليبقى في الحكم لنصف قرن مقبل. ويرون أيضا أنه ربما أصبح عبئا على العائلة المالكة السعودية وعبئا على علاقات بلاده بدول العالم المهمة، وعلى رأسها الولايات المتحدة. ويبدو أن غضب الرأي العام العالمي، إضافة للحراك الواشنطني الذي تقوده صحيفة «واشنطن بوست» ضد السعودية منذ أكثر من أسبوعين، وهو حراك غير مسبوق، ولن يهدأ بمحاولات وصفقات هنا وهناك للتغطية على المسؤول الحقيقي وراء مقتل جمال خاشقجي».

فعلها الإخوان

ومن تجليات أمس الجمعة ذلك الاتهام المباشر من قبل رانيا حفني الكاتبة في «الأهرام» للإخوان يقتل خاشقجي: «عُرف جمال خاشقجي الذي ولد في المدينة المنورة عام 1958 لأسرة ذات أصول تركية بانتقاداته للحكومة السعودية، ولكن لوحظ مؤخرا تغير اتجاهاتة ليكتب مقالا بعنوان «أيها الإخوان ما لكم وللسياسة»، لذا يميل ويتبنى الكثيرون فكرة أن خاشقجي يعد بمثابة «الصندوق الأسود» لجماعة الإخوان، وهو ما ينبئ بعلاقة الجماعة الوطيدة باختفائه. فقد أرادوا ضرب عصفورين بحجر، من خلال التخلص من خاشقجي، وفي الوقت نفسه توريط المملكة في قضية اختفائه، نظرا إلى أن خاشقجي في أيامه الأخيرة قلّت حدة مقالاته ضد السعودية، وهو ما قد يكون أخاف التنظيم من عودته إلى السعودية من جديد. وليس بمستبعد على الإطلاق، أن تكون «خديجة جانكيز» التي تدعى بأنها خطيبتة مجرد «شبكة صيد» مدفوعة من أي جهاز استخباراتي بهدف التخلص من جمال خاشقجي، وللانقضاض على المملكة العربية السعودية مع تشويه الصورة أمام المجتمع الدولي. ولحل اللغز المفتعل.. علينا أن نتساءل عن سر تجمع كل من أيمن نور وعبد الرحمن يوسف القرضاوي وتوكل كرمان وتظاهرهم أمام القنصلية السعودية وتصعيدهم لقصة الاختفاء الساذجة».

مستبدون بالفطرة

للاستبداد الشرقي تاريخ لا ينسى يذكرنا به عبد العظيم حماد في «الشروق»: «كنا قبل قضية خاشقجي أمام محاولة أو مقاولة للإصلاح والتحديث في المملكة السعودية، سياسيا واجتماعيا وثقافيا، وبغض النظر عن تحفظات كثيرة على الدوافع الحقيقية وراء قيادة ولي العهد لهذه المحاولة، وبغض النظر أيضا عن الارتباكات والتخبطات والتراجعات أحيانا، فقد كان الترحيب أوسع، والأمل أقوى عند من كانوا يشفقون من صعوبة المهمة، ومن جسامة الأثمان المدفوعة، لتمكين ولي العهد السعودي في الداخل وفي اليمن وفي فلسطين، وللولايات المتحدة الأمريكية، ثم ها هي ذي فاجعة الصحافي المختفي (وهو معارض سلمي) تؤكد أن حالة الفصام الحادة بين مظهر الحداثة والإصلاح السياسيين، ورسوخ أفكار وتقاليد الاستبداد الشرقي لا تزال تضرب المجتمعات العربية والإسلامية، ونظمها السياسية بعنف. يزيد من مشاعر الحسرة، ودواعي الإحباط أن أكثر من مئتي عام من محاولات التحديث في هذه المنطقة لم تكن كافية للاعتراف بوجود هذا المرض، والعمل على علاجه، أي منذ بدأ محمد علي باشا في مصر، والسلطان محمود الثاني في الدولة العثمانية محاولتهما للنهضة والإصلاح. في الدولة العثمانية قاومت السلطوية كل محاولات الإصلاح، حتى جاء عصر الإرهاب الحميدي (نسبة إلى السلطان عبدالحميد الثاني) ضد كل من حمل فكرة إصلاحية. وفي مصر سرعان ما انتكس تحديث الخديوي إسماعيل، لأن الرجل الذي كان يريد تحويل مصر إلى قطعة من أوروبا، لم يكفر قط بالاستبداد الشرقي، فاحتفظ بسلاح فنجان القهوة المسموم للتخلص من معارضيه. ولم يكن الحال أفضل في ظل جمهورية يوليو/تموز، فقد كان جمال عبدالناصر رافع شعار، إرفع رأسك يا أخي، هو من تحولت السجون في عهده إلى سلخانات للمعارضين السياسيين. تقتضي الموضوعية الإقرار بأن الفصام بين مظهر الحداثة ومبادرات الإصلاح، والاستبداد الشرقى ليس مرضا مصريا، أو عثمانيا على سبيل الحصر».

نسي أصله

«الأسباب الرئيسية لاستبعاد الدكتور خالد حنفي وزير التموين الأسبق من منصبه في أغسطس/آب 2016. كما يؤكد محمد طرابيه في «صوت الجماهير»، أنه ثبت أنه يقيم منذ توليه الوزارة في فبراير/شباط 2014.. في فندق سميراميس الجناح رقم 1038 والى جواره سكرتارية الوزير في الحجرة رقم 1036وكان ثمن الجناح 800 دولار يوميا.. بالإضافة للمأكولات والمشروبات.. والسبب في كتابة هذه السطور أن السيد مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية يقيم منذ تسلم مهام منصبه في أول يونيو/حزيران 2017 في فندق سوفاتيل سيسل في الإسكندرية. وقد جاء ذلك بناء على طلبه الشخصي، حيث تم اختيار الحجرة التاريخية التي كان يقيم فيها طه حسين في الدور الثالث وتطل على البحر من النافذتين. والجدير بالذكر أن فندق «سيسل» يعد تحفة معمارية، وهو من أقدم فنادق مدينة الإسكندرية في مصر وأفخمها خلال القرن العشرين، حيث يطل على كورنيش الإسكندرية وكذلك على ميدان سعد زغلول ومحطة الرمل وسط المدينة. وبني الفندق عام 1929، وكان أول ملاكه الثري الألماني ألبرت متزجر الذي سمّاه «سيسل» تيمنا باسم ابن له. حيث صممه المعماري الإيطالي جوسيبي أليساندرو لوريا، المولود في المنصورة في مصر عام 1888. يقيم في فندق سيسل السيد مصطفى الفقي والسيدة حرمه فلماذا تتحمل الدولة دفع فاتورة إقامته؟ ولماذا لم يتم استئجار شقة خاصة مثلما كان يحدث مع مدير مكتبة الإسكندرية السابق الدكتور إسماعيل سراج الدين؟ ولماذا لا يتحمل الدكتور مصطفى الفقي دفع ثمن هذه الإقامة الفاخرة من جيبه الخاص؟».

ضحك علينا بوتين

«بصراحة، كما يقر عبد اللطيف المناوي في «المصري اليوم»، خاب ظن المصريين عندما لم يعلن الرئيس الروسي بوتين عودة الطيران الروسي بشكل كامل إلى مصر أثناء زيارة الرئيس السيسي، عكس التوقعات أو التمنيات. هناك نوع من القرارات يكون تأثيره النفسي والشعبي، بل العملي، أكبر كثيراً من قرارات أخرى تبدو أكثر أهمية وذات أبعاد أهم استراتيجياً. من هذه القرارات «الغائبة» أو «المُغَيَّبة» القرار الروسى بعودة السياحة الروسية إلى الغردقة وشرم الشيخ. لقد بدا واضحاً ذلك المستوى المتطور من الشراكة المصرية الروسية، أثناء زيارة الرئيس السيسي الأخيرة إلى روسيا. وهي الزيارة التي نتج عنها اتخاذ قرارات مهمة واستراتيجية في العديد من المجالات، لعل من أهمها تلك الاتفاقية للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، والإعلان عن موعد البدء في بناء مفاعل الضبعة النووي في 2020، أيضاً إنشاء مناطق صناعية روسية، وبناء صناعة مشتركة لعربات السكك الحديد، ومركز صيانة في مصر ينجز 1400 عربة مكيفة وعادية بكلفة تصل إلى مئة وثلاثين مليون يورو، في أكبر صفقة في تاريخ سكك حديد مصر، وتعزيز التعاون العسكري بين البلدين. وهناك حديث عن تنسيق في التعاون لتهدئة النقاط الساخنة في المنطقة وحل المشكلات العالقة. كل هذه السلة من عناصر التعاون تؤكد ما يذهب إليه الكثيرون من إدراك الأهمية الاستراتيجية لعلاقات يحتفل البلدان بمرور 75 عاماً عليها. العلاقة الاستراتيجية المصرية الروسية تتضمن تنسيقاً وعملاً مشتركاً لمحاربة الإرهاب، الذي يمثل تهديداً مشتركاً. نجاح هذا التعاون إحدى علاماته ألا يحقق الإرهابيون مكاسب بسبب أعمالهم، ما لا يفهمه معظم المصريين، وأنا منهم، لماذا تكافئ روسيا الإرهاب بالاستمرار في حظر الطيران إلى مناطق في مصر بسبب فعل إرهابي؟ الإبقاء على حظر الطيران الروسي إلى المقصدين هو جائزة من روسيا لجماعات الإرهاب».

أين ثرواتنا؟

يردد محمد امين في «المصري اليوم» سؤال محافظ البنك المركزي: «السؤال الذي طرحه طارق عامر في إندونيسيا، بلغ صداه جميع العالم، خاصة حين قال بأعلى صوته: أين ثرواتنا؟ أين أموالنا المهربة من القارة الإفريقية إلى أوروبا وأمريكا؟ من سرق هذه الأموال بالضبط؟ كان محافظ البنك المركزي المصري يصرخ في وجوه مسؤولي صندوق النقد والبنك الدوليين.. هل كان يقصد أنهم من تستروا عليها؟ هل كان «يعنيها»؟ وكأن صرخة طارق عامر لا تختلف كثيراً عن صرخة الرئيس السيسي في الأمم المتحدة، فقد قال الرئيس ما معناه: كيف يثق الإفريقي بالنظام العالمي، وهو لا يجد أي عدالة، ولا يشعر بأي مساواة؟ كل شيء ينهار أمامه.. بالضبط هي نفسها صرخة طارق عامر، من سرق الأموال؟ أين ثرواتنا؟ كيف لنا أن ننمي بلادنا في حين «تتسرب» الأموال والموارد للخارج؟ ويدهشني أن طارق عامر لم يحضر كأي خبير مالي.. ولم يقل ما قاله بعيداً عن موقعه الرسمي.. لكنه قاله وهو محافظ البنك المركزي. وقال ما قال وهو يترأس جلسة محافظي المجموعة الاستشارية الإفريقية، في حضور مدير عام صندوق النقد الدولي. تحدث عن استنزاف الأموال.. وتحدث عن ضرورة عودتها إلى بيئتها «الأصلية» لاستكمال عملية التنمية، والآن نحن في حاجة إلى هذا الخطاب السياسي والاقتصادي المهم.. فلم يعد الأمر يحتاج إلى أي مواربة.. نحتاج إلى هذه القوة.. يتحدث الرئيس عن ضرورة هيكلة الأمم المتحدة.. ويتحدث المحافظ عن ضرورة إعادة هيكلة النظام المالي العالمي.. ويصرخ بأعلى صوته: أين ثرواتنا؟ لقد فاجأني طارق عامر بهذا الخطاب القوي، قرأت تفاصيله.. تخيلت «لاجارد» وهي تنظر حولها وخلفها.. من يقصد المحافظ بأنهم استنزفوا ثرواتنا؟ هل يقصد العالم المتقدم؟ هل يقصد أنهم لصوص؟».

لا تحبسوا الدجاج

«قبل أيام فوجئ القائمون على صناعة الدواجن المحلية بقرار غريب من الدكتورة منى محرز نائبة وزير الزراعة، يقضي بتفعيل قرار منع تداول الدجاج الحي، ولم تضع في الحسبان كما يحذر سامي صبري في «الوفد»، نتائج هذا القرار الذي صدر قبل ثورة يناير/كانون الثاني، وتم تجميده، حفاظا على إحدى أهم الصناعات الوطنية، وعلى بروتين الغلابة الذين لم يعد لهم غيره بديلاً بعد ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء إلى 150 جنيها للكيلو. ويتغافل المسؤولون في وزارة الزراعة عن التأثير السلبي للقرار، ويبدو أنهم لا يدركون خطورة الأزمة المرتقبة، التي سيعقبها لا محالة، ارتفاع كبير في أسعار الدواجن الحية التي يفضلها معظم المصريين على الفراخ الأخرى المستوردة. ولا يدركون أيضاً أننا في فصل الشتاء وهو موسم الانتحار الجماعى للدواجن بفعل ضغوط الفيروسات القاتلة، وإن لم يتم التخلص منها بذبحها وبيعها أولاً بأول، ستزيد الفيروسات من شراستها، وتضرب المزارع بدون هوادة، كما أنه موسم ارتفاع أسعار الأعلاف واختفائها من الأسواق، ويدفع المواطن ثمن كل هذا التخبط من لحمه ودمه. القرار وإن كان هدفه الحماية من إنفلونزا الطيور إلا أنه سيوسع دائرة الاحتكار، ويعطي الفرصة للقطط السمان، وحيتان صناعة الدواجن، والقادرين فقط على إقامة مذابح خاصة بهم، وبالتالي يتحكمون في الكميات التي يتم ضخها إلى المحلات والأسواق ويتلاعبون بالأسعار وبالمصريين كما يشاؤون. ولا يدرك المسؤولون أن هناك أكثر من مليوني محل لبيع الدواجن الحية، في داخلها نحو ثلاثة ملايين شاب، سيفقدون عملهم، لتتلقفهم جماعات الإرهاب، وتستقبلهم طوابير البطالة، وتحتضنهم أوكار الانحراف. أما الأخطر، وكما هو متوقع عند التطبيق الفعلي للقرار، سيقوم أصحاب الضمائر العفنة بخلط الفراخ المستوردة مع الأخرى المحلية المذبوحة حية، لتنتفخ جيوبهم على حساب صاحب الدخل المحدود».

الإسكندرية مريضة

«الدكتور إبراهيم السايح أحد عشاق الإسكندرية لكنه اليوم حزين لما أصابها كما يؤكد في «الوطن» مبدياً قلقه في البداية بسبب تفشي ظاهرة اقتصادية تنتشر حالياً في البلاد بدون رقابة من أحد، ففي الأوساط التجارية يقال إن فلول الإخوان يدفعون مبالغ ضخمة تبدأ من المليون جنيه لأصحاب المحال التجارية الصغرى والمتوسطة لاستثمارها بعيداً عن البنوك والمنشآت الخاصة، ويسعون من خلال ذلك للسيطرة من جديد على جزء من النشاط الاقتصادي استعداداً لجولة أخرى من محاولات الاستيلاء على الدولة. ويشعر السايح بالأسى مؤكداً انه في منطقة محطة مصر في الإسكندرية يوجد سوق عجيب تباع فيه كل السلع الغذائية منتهية الصلاحية، وبعضها مكتوب عليه بوضوح أن تاريخ إنتاجه يرجع إلى سنوات طويلة مضت، وبعضها تبدو عليه علامات العفن والتحلل، ويقبل الناس بكثافة على شراء هذه المنتجات لرخص ثمنها، رغم علمهم بحقيقتها. والمهم في هذا الموضوع أن أحداً من زبائن هذا السوق لم يصب على الإطلاق بأي نوع من التسمم أو المرض أو حتى الارتباك المعوي. يقول البعض في تفسير ذلك أن الزبائن يشبهون البضائع، فكلا الطرفين منتهي الصلاحية، ولهذا ترفض السلع إيذاء الزبون. في أعقاب هوجة يناير/كانون الثاني قالت الصحف ووسائل الإعلام الأخرى إن الاتحاد الأوروبي أو البنك الدولي أو شيئاً من هذا القبيل قد تكرم بتخصيص منحة أو قرض بملايين الدولارات واليوروهات لتطوير ترام الإسكندرية بعد فشل قيادات المدينة في تنفيذ مشروع مترو الأنفاق أو مشروع كوبري علوي يوفر طريقاً يربط المدينة من أقصاها إلى أدناها تنفذه اليابان بنظام المشاركة في العائد بدون أن تكلف الدولة المصرية مليماً واحداً، وهو المشروع الذي يقال إن الجانب المصري رفضه لأنه خالٍ من العمولات! المهم أن شيئاً لم يحدث حتى الآن، رغم مرور سنوات طويلة على المنحة الأجنبية الكريمة، وما زال الترام الإسكندري متهالكاً يقطع المسافة بين أول الخط وآخره في ساعات طويلة، والفائدة الوحيدة لهذا الترام يحصل عليها الصائمون في شهر رمضان، حيث يمكنك ركوب الترام بعد السحور والوصول إلى المحطة النهائية قبل الإفطار بقليل، بدون أن تتكبد مشقة انتظار مدفع الإفطار في منزلك إن كنت لا تعمل خلال الشهر الكريم كمعظم السادة الصائمين المصريين».

آخر الهزيمة النصر

أجواء ذكريات العبور ما زالت تسيطر على البعض، من بينهم محمد صلاح الزهار في «الوطن»: «هزيمة يونيو/حزيران أشعلت في قلوب أبناء شعب وجيش مصر نيران الثأر للكرامة واستعادة الأرض التي ضاعت في الخامس من يونيو عام 1967، ودارت عجلة حرب الاستنزاف بسرعة شديدة وعنيفة بُعيد أيام وأسابيع قليلة من يوم الهزيمة، وسجّل التاريخ وبأحرف من نور بطولات لا تعد ولا تحصى، بددت النوم من أعين جيش العدو وقادته، وكانت السنوات 1967 – 1969 من السنوات السوداء عليهم جميعاً، ومن الناحية الفنية لم تكن حرب الاستنزاف رغم أهميتها القصوى إلا رسالة للعدو بأن شعب مصر وجيشها لن يدعها تهنأ باحتلال الأرض بسهولة، والمكوث فيها بارتياح وسكينة، وكانت المساعي في الوقت ذاته تبذل على أكثر من صعيد لإعادة بناء الجيش وتدبير مستلزماته الأساسية استعداداً لمعركة التحرير، الجهود بدأت في عهد الرئيس عبدالناصر، واستكملها الرئيس السادات بعد رحيل عبدالناصر عام 1970، ورغم اتفاق القوى الدولية على الحرص على استمرار الفجوة في التسليح والعتاد بين الجيش المصري وجيش دولة الكيان الغاصب، فإن الرئيس السادات استجاب لضغط أبناء الشعب والجيش، وبعد أن تداول مع قادة الجيش قرّر خوض المعركة مهما كانت التضحيات. الرئيس السيسي أعلن مؤخراً وبشكل غير مسبوق التداخلات التي أحاطت بحرب أكتوبر/تشرين الأول ونتائجها، وأهم ما قاله الرئيس السيسي إن التحدي الأهم الذي يجب الانتباه إليه في تلك الأيام هو التحدي الذي أخذ به جيش مصر مهما كانت التضحيات ومهما كان الفارق في التسليح وفي العتاد. الأمر المهم أيضاً الذي أشار إليه الرئيس هو استمرار مخططات هدم الدولة، ولكن بأساليب وأدوات مختلفة».

مصر عادت

في زاوية «رأي الأهرام» قالت الصحيفة: «لايختلف اثنان على أن مصر قد عادت، وبقوة، لتسترد مكانتها اللائقة بها، وبوزنها الإستراتيجي، هذه الأيام، بعد أن كانت تلك المكانة قد اهتزت عقب الاضطراب الذي شهدته بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني. ولا يخفى على أي شخص يحكم بموضوعية وحيادية أن السبب الأقوى وراء هذه العودة تلك الزيارات المكثفة التي يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى كل دول العالم القوية المؤثرة في خريطة العلاقات الدولية، وكان آخرها زيارته روسيا. وبعيدا عن المكاسب والفوائد الاقتصادية الكبيرة التي حققتها الزيارة المهمة، فإن ثمة عدة دروس تجب ملاحظتها: أولها تأكيد مبدأ التوازن الذي انتهجته مصر في علاقاتها مع الآخرين، حيث أن علاقتنا مع طرف لن تكون على حساب علاقتنا مع طرف آخر، وثانيها أن مصر في تحركها الخارجي يهمها في الأساس المصلحة القومية لشعبها، وأما الدرس الثالث فهو أن الاحترام المتبادل هو القاعدة التي تعتمدها مصر في علاقاتها مع الآخر، وهو ما يستلزم بالضرورة عدم تدخل «كائن من كان» في شؤوننا الداخلية أو في قرارنا الوطني».

الفقر وناسه

ما معنى أن يكون هناك يوم للفقر تذكرنا به المنظمة الدولية؟! الأمر استفز عمرو جاد فسعى للإجابة عنه في «اليوم السابع»: «قد لا تكون هناك قيمة ملموسة في تخصيص الأمم المتحدة يومًا عالميًا للفقر، سوى تنبيه الأغنياء العصاميين أن يجمعوا مزيد من المال، ما يضمن لهم عدم العودة مرة أخرى لتلك الفترة المظلمة من حياتهم، بينما يظل الفقراء يطاردون شعورهم بأن الأغنياء هم سبب المأساة، عبر كل العصور، ويتجاهلون مسؤولية السياسيين والطغاة والمستريحين وقارئات الفنجان.. لكن رغم ارتباطه بالشجن وتآكل الروح، يظل الفقر مفيدا جدًا في صنع الحكماء والفلاسفة وحتى الأنبياء، الذين لم نعرف واحدًا منهم جاء للدنيا مليونيرًا، ورأينا بأعيننا ماذا حدث حينما فاز ملياردير أخرق برئاسة أقوى دولة في العالم، بخلاف هذا نريد إعادة النظر بإخلاص في تعاملنا مع فقرنا بعيدًا عن متاهات المؤامرة وخرافات القسمة والنصيب ودعوات التقشف الزائفة، لأن الفقر يشعر بالدفء أكثر أينما وجدت هذه المصطلحات».

السعداء يكرهون الفيسبوك

«صنبور تفاهة واحد يحذرنا منه عبد الرازق أحمد في «المصريون» يصب في علب السردين كلها مع اختلاف اللغات والأديان والمشارب، فلا عجب أن تأتي النتائج كربونية متشابهة: أشخاص محبطون مصدومون تافهون يملأون علب التواصل المعتقة بآهات الوجع وقصائد التشفي والغيرة والحسد. وكلهم طيبون، أو هكذا يعرفون أنفسهم، وكأن ترامب هو المسؤول عن خيانات أزواجهم أو خناقات جيرانهم أو قطع أرحامهم. كلنا طيبون وحسنو النية ومستاؤون من الآخرين، الذين هم حتما من سكان المريخ الذين أعجبهم كوكبنا المليء بالطهر والنقاء والشفافية. إن كنت تظن أنك غير الجميع، وأنك ضحية الظروف والواقع المؤسف، وأن العالم قد ضاق على اتساعه بمواهبك الفذة التي لم يقدرها رؤساؤك ضيقو الأفق الانتهازيون، فاعلم يا رعاك الله أنك لست الضحية الوحيدة لشبكة الخيبات الاجتماعية، وأن ملايين الضحايا مثلك عبر المحيط يحتاجون فقط إلى من ينكأ جراحهم ليبدأوا سيمفونيات البكاء التي لن تنتهي إلا بانتحال الأعذار للانصراف من بين أيديهم. أنا وأنت وملايين البشر عبر البسيطة يتشاركون الصور نفسها، والإحباطات، والبوستات نفسها. لكن السعداء لا يدخلون إلى شبكات التواصل عادة، لأنهم مشغولون بسعادتهم عن رفع صورهم أو تزيين بروفايلاتهم. فلو وجد أحدنا السعادة في حوار مع جار أو جلسة مع صديق أو نزهة مع رفيق، لما جلس ساعات طوال يقلب في الصفحات بحثا عن بسمة محنطة أو رسالة لا تجيء. ستعود لتتهم الزوجة والأبناء والجيران والأقارب بأنهم سبب بلواك وأنهم من أوصلوك إلى حالتك البائسة هذه، ولو سألت أحدهم لقال عنك الشيء ذاته، لكنك مصر مثلي ومثلهم على لعب دور الضحية وأنك صاحب الرأس الأضخم والعقل الأرجح».

لا يستحق التكريم

نتحول لشأن ثقافي تهتم به عبلة الرويني في «الأخبار»: هل يمكن أن يتراجع مهرجان القاهرة السينمائي عن دعوة المخرج الفرنسي كلود ليلوش وتكريمه في الدورة المقبلة للمهرجان (20 نوفمبر/تشرين الثاني؟) سؤال مطروح بقوة مع تصاعد احتجاجات السينمائيين، واتهامات ليلوش بدعم الكيان الصهيوني، وتكرار زياراته لإسرائيل… وبالفعل أصدرت اللجنة الاستشارية لمهرجان القاهرة السينمائي، بيانا حول تكريم المهرجان للمخرج الفرنسي كلود ليلوش.. مشيرة إلى قيامهم بفحص تصريحات ليلوش عقب زياراته لإسرائيل، واعتبروها مجرد تصريحات لا تخرج عن كلمات المجاملة المعتادة من الفنانين عند زيارة أي دولة.. لكن البيان أيضا طالب الجميع بتزويده بأي وثيقة تتضمن موقفا سياسيا لليلوش ضد القضية الفلسطينية وحقوق الشعب العربي، سواء كانت تصريحات سياسية أو بيانا قام بالتوقيع عليه، أو أي شكل آخر للتضامن السياسي.. لتقوم اللجنة بدراسة الأمر واتخاذ قرار بشأن التكريم. المعارضون لتكريم ليلوش يعاودون السؤال: ولماذا ليلوش تحديدا من بين كل السينمائيين المهمين في العالم (رغم ميوله الصهيونية وزياراته المتكررة لإسرائيل؟). ولا يكتفي المعارضون بالمطالبة بإلغاء التكريم، لكنهم أيضا ينزعون عن ليلوش أهميته السينمائية، فيصفه الناقد أمير العمري بالمخرج محدود الرؤية والأثر. ويؤكد الناقد مالك خوري على أن ليلوش لم يكن يوما من مؤسسي الموجة الجديدة في السينما الفرنسية، وليس هناك باحث جدي يعتبره حتى جزءاً منها. ويقترح على المهرجان تحقيقا للتوازن، تكريم المخرج الفرنسي جان لوك جودار المؤسس الحقيقي للموجة الجديدة في السينما الفرنسية، والمعادي علنا للصهيونية، والمناصر للقضية الفلسطينية».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية