تونس ـ «القدس العربي» ـ من فاطمة البدري: على مر أربع وعشرين دورة دأبت أيام قرطاج السينمائية أن تقام كل سنتين في تقاطع مع أيام قرطاج المسرحية، ولكن تم الحسم أنه انطلاقا من الدورة 25 التي ستقام من 1 إلى 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2014 سيتحول فيها هذا الحدث إلى مهرجان سنوي. هذه المعلومة جاءت على لسان مديرة دورة 2014 درة بوشوشة لهذا المهرجان.
وقد جاء هذا الخبر في ظل شكاوى الفنانين والمثقفين في تونس من تواصل ضرب الثقافة في البلاد عقب الثورة. وورد تصريح درة بوشوشة أثناء تواجدها في مدينة «كان» الفرنسية أثناء حضورها فعاليات الدورة 67 لمهرجان «كان» السينمائي، معتبرة أن لا قيمة لمهرجان سينمائي كبير يقام كل سنتين.
وتأتي هذه الحركة ضمن مجمل القرارات الأخرى التي تأتي تباعا من طرف وزير الثقافة الذي ساعده انتماؤه للعائلة الفنية في فهم متطلبات المشهد الثقافي في تونس. كما يعد اتخاذ هذا القرار بمثابة عملية الإنقاذ لهذه التظاهرة السينمائية العريقة لا سيما بعد التراجع التنظيمي والكيفي في الدورة الأخيرة.
وتجدر الإشارة الى أن أيام قرطاج السينمائية تأسست منذ سنة 1966 وتنتظم مرة كل سنتين بالتداول مع مهرجان واغادوغو للسينما الأفريقية ببوركينا فاسو. ولكن وبالعودة إلى تاريخ التظاهرتين فإنه لا معنى اليوم لهذا التداول بين البلدين خاصة وأن أيام قرطاج السينمائية تقام ما بين شهري تشرين الاول/أكتوبر أووتشرين الثاني/ نوفمبر في حين يقام مهرجان واغادوغو في شهر فبراير/شباط وهو ما انتبهت إليه الإدارة الجديدة.
والمديرة الجديدة لأيام قرطاج السينمائية درة بوشوشة سبق لها أن أدارت أيام المهرجان في دورتي 2008و2010، وتمارس مهنة الإنتاج السينمائي منذ عام 1994. كما عملت على إنتاج العديد من الأفلام الوثائقية والروائية القصيرة والطويلة التونسية والأجنبية ومن ضمن تلك الأفلام «أفريقيا تحلم»، و»صبرية»، و»موسم الرجال» لمفيدة التلاتلي، و»بركات» لجميلة صحراوي، و»الساتان الأحمر» و»الدواحة» لرجاء عمار.
وتم اختيار أفلامها في مهرجانات «البندقية» و»كان» و»برلين». ومن آخر الأفلام التي قامت بإنتاجها «يلعن بو الفسفاط» لسامي تليلي، والذي فاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان دبي السينمائي 2012، وفيلم «كان من الأفضل غدا» لهند بوجمعة والذي تم اختياره ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان البندقية 2012. بالإضافة إلى أن بوشوشة هي عضو دائم في لجنة مهرجان روتردام الدولي ومستشارة للأفلام العربية والإفريقية في لجنة الاختيار لمهرجان البندقية السينمائي.
ومرة أخرى يعلن المخرج السينمائي الفلسطيني رشيد مشهراوي ترشحه لهذه الدورة من أيام قرطاج السينمائية وهو الذي تجمعه علاقة وطيدة بهذا المهرجان، سواء بالمشاركة بالأفلام أو بالانضمام إلى لجان التحكيم. وسيكون حضوره هذه السنة ضمن المشاركين في المسابقة الرسمية للأفلام وكشف مشهراوي انه سيقدم فيلمه الجديد «فلسطين ستيريو» الذي تدور أحداثه بين مخيمي جنين ورام الله ويتوقف عند مواجهة الاحتلال والفساد من خلال قصة الشقيقين ميلاد الملقب بـ «ستيريو» وسامي العاملين في تأجير المعدّات الصوتية في المناسبات والأفراح كوسيلة لتوفير المال للهجرة من مخيم جنين إلى كندا. مع العلم ان مشهراوي تعود التتويج كلما شارك في مسابقات أيام قرطاج السينمائية.