روتردام :أعلن رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، إلغاء زيارة كان يعتزم بها وزيرة التجارة الخارجية والتعاون الإنمائي، سيغريد كاغ، إلى السعودية في شهر ديسمبر/كانون الأول القادم.
جاء ذلك في تصريحات لروته أثناء الزيارة التي يقوم بها إلى كندا.
وأشار روته إلى أنّ وفدا من عالم الأعمال الهولندي برئاسة وزيرة التجارة سيغريد كاغ ، كان يعتزم زيارة السعودية في شهر ديسمبر القادم، لبحث العلاقات التجارية
وعزا روته إلغاء قرار زيارة الوفد إلى قطعية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
تجدر الإشارة إلى أنّ الخارجية الهولندية أعلنت في وقت سابق عدم مشاركة وزير المالية الهولندي فوبكه هوكسترا، في مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار” المعروف بـ “دافوس في الصحراء”، الذي نظمته السعودية بين 23 و25 أكتوبر/تشرين أول الجاري.
والسبت الماضي، أصدرت النيابة العامة السعودية بيانها الأول في قضية “خاشقجي”، والذي تضمن إقرارا بمقتل الرجل داخل قنصلية المملكة بإسطنبول، لكنها قالت إن الأمر حدث جراء “شجار وتشابك بالأيدي”، وأعلنت توقيف 18 شخصا كلهم سعوديون للتحقيق معهم على ذمة القضية.
وفيما لم يوضح البيان مكان جثمان “خاشقجي”، نقلت وسائل إعلام غربية عن مصادر سعودية إن الجثمان جرى تسليمه لمتعاون محلي.
غير أن تلك الرواية السعودية الرسمية، الذي جاءت بعد 18 يوما على وقوع الجريمة، قوبلت بتشكيك واسع من دول غربية ومنظمات حقوقية دولية، وتناقضت مع روايات سعودية غير رسمية، منها إعلان مسؤول بالمملكة، في تصريحات صحفية، أن “فريقا من 15 سعوديا تم إرسالهم للقاء خاشقجي، في 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، لتخديره وخطفه قبل أن يقتلوه بالخنق في شجار عندما قاوم”.
وعلى خلفية الواقعة، أعفى العاهل السعودي مسؤولين بارزين من مناصبهم، بينهم نائب رئيس الاستخبارات أحمد عسيري، والمستشار بالديوان الملكي، سعود بن عبد الله القحطاني، وقرر تشكيل لجنة برئاسة ولي العهد محمد بن سلمان، لإعادة هيكلة الاستخبارات العامة.
والخميس، أعلنت النيابة العامة السعودية، في بيان جديد، أنها تلقت “معلومات” من الجانب التركي تشير إلى أن المشتبه بهم في جريمة قتل خاشقجي أقدموا على فعلتهم “بنية مسبقة”. لافتة إلى أنها ستواصل تحقيقاتها مع المتهمين في ضوء ما ورد.
والثلاثاء، أكد الرئيس أردوغان، وجود “أدلة قوية” لدى بلاده على أن جريمة خاشقجي، “عملية مدبر لها وليست صدفة”، وأن “إلقاء تهمة قتل خاشقجي على عناصر أمنية، لا يقنعنا نحن، ولا الرأي العام العالمي” .(الأناضول).