باريس – “القدس العربي”: وضعت المنصة العملاقة “فيسبوك” رهانها على كرة القدم لتعزيز استخدامها من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عبر نيل حقوق بث العديد من المسابقات والبطولات في الدول النامية بشكل مجاني.
مع الدوري الإسباني في جنوب آسيا، لا سيما في الهند، ودوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي في أميركا الجنوبية، يمكن لـ”فيسبوك” إطلاق مرحلة اختبار على نطاق واسع لكن بتكلفة أقل. ويجب أن تسمح هذه التجربة للشبكة العملاقة بتكوين فكرة عن قدرتها على حشد مستخدميها، مع إطلاقها خدمة فيديو جديدة تعرف باسم “ووتش” (شاهِد).
ويقول المحلل لدى مجموعة “فيتش” ديكستر تيليان: “يتعلق الأمر بأسواق نامية لفيسبوك، وكبيرة بما يكفي لإجراء هذا النوع من الاختبارات، مع العديد من الزبائن المحتملين وفي الوقت عينه مع حقوق أقل كلفة مما كانت لتكون عليه في أوروبا”. ويرى الاختصاصي في الاقتصاد الرياضي لدى مجموعة “وايفستون” الفرنسية فنسان شوديل أنه “لا يوجد الكثير من المخاطر لهم (فيسبوك) ويمكنهم الإفادة من استقطاب الجمهور. في الهند، كرة القدم ليست في الثقافة المحلية ولكنها تستحوذ على الاهتمام أكثر فأكثر. عندما يكون المحتوى مجانيا، فإنه يزيل التردد لدى الأشخاص”.
وبالنسبة لشبكة التواصل الاجتماعي الأكبر عالميا، يتمثل الاهتمام الرئيسي في إبقاء اتصال مستخدميها بالانترنت وتشجيع التفاعل معهم. وتبدو الرياضة كالمجال الأبرز للنمو في هذا السياق. وأوضح الموقع: “شهدنا معدل مشاركة قويا خصوصا من مستخدمينا خلال كأس العالم الأخيرة لكرة القدم”. ويرى شوديل أنه “بالمطلق، تمتلك فيسبوك كل الوسائل الكفيلة للتواصل بين المستخدمين والعلامات التجارية. ما تحتاج اليه هو محتوى يجذب ويبقي هؤلاء المستخدمين على الشبكة، والرياضة تتيح ذلك”.
وفي تموز/يوليو الماضي، سجلت “فيسبوك” خسائر كبيرة في يوم واحد في البورصة وصلت الى 19% من سعر سهمها. وبحسب أرقامها الخاصة، يبلغ عدد مستخدمي “فيسبوك” في العالم 2,23 مليار شخص، علما أن الشبكة تحتفل السنة المقبلة بمرور 15 عاما على تأسيسها.
وأتت إعلانات “فيسبوك” عن بث مسابقات كروية في سياق سلسلة من الإقبال المتزايد من شركات عملاقة في مجال الانترنت، على بث الأحداث الرياضية، مع زيادة استخدام الهواتف الذكية والاتصال بالشبكة. وكان مالكو حقوق النقل في بريطانيا، “إيليفن سبورتس”، أعلنوا مؤخرا أنهم توصلوا إلى اتفاق مع “فيسبوك” يقضي ببث مباراة واحدة على الأقل أسبوعيا بشكل مباشر من بطولتي إسبانيا وإيطاليا. كما سبق لمجموعة “أمازون” الأمريكية أن حصلت على حقوق بث 20 مباراة من الدوري الإنكليزي لثلاث سنوات في بريطانيا بدءا من موسم 2019-2020. وترى أمازون في كرة القدم فرصة لجذب العملاء الى خدمتها “برايم”، حيث تجمع بين المحتوى الرقمي والشروط المفضلة لتسليم المنتجات التي يتم شراؤها من متجرها عبر الإنترنت. وقبل بدء بث مباريات الدوري الإنكليزي، تقدم المجموعة العديد من بطولات التنس الحصرية، بما في ذلك بطولة الولايات المتحدة المفتوحة. وبحسب تيليان: “الإستراتيجية مختلفة لدى أمازون (عن فيسبوك). في حين أن عائدات الإعلانات هي أيضا في قلب الاستراتيجية إلا أنها تسمح قبل كل شيء بأن يكون لها عرض غني لتقديم المزيد من الخدمات عبر خدمة خاصة مدفوعة (برايم)، الأمر الذي يقود المشتركين إلى الشراء أكثر عبر الإنترنت من مجموعة أمازون”.
من جانبه، ومثل “فيسبوك” مع كرة القدم الأمريكية، يبث موقع “تويتر” في الولايات المتحدة مباراة من دوري البيسبول أسبوعيا، قبل احتمال التوسع في اتجاه السوق الأوروبية.ويرى شوديل أنه “لأصحاب الحقوق (البث التقليدي)، يمكن أن يكون هذا بمثابة اختبار لمعرفة ما يمكن لهذه المنصات تقديمه على الفيديو حسب الطلب على نطاق واسع في الرياضة”.
ولا يستبعد الخبراء أن تكون الخطوات اللاحقة، فرض منصات التواصل الاجتماعي لنفسها بين مالكي حقوق البث على نطاق أوسع. ويوضح تيليان: “لن أفاجأ لو أننا في عام 2020 أو 2025، بدأنا نراهم يشترون حقوقا بين العقود الكبرى، في الولايات المتحدة أو أوروبا، خاصة إذا بدأت هذه الأسعار في التراجع”.