الاستخبارات العراقية: تنظيم “الدولة” أعاد تنظيم نفسه ويعتمد أساليب جديدة في القتال

حجم الخط
0

تكريت: كشف مصدر استخباراتي عراقي في محافظة صلاح الدين، الثلاثاء، عن أن عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” أعادوا تنظيم أنفسهم وفق آلية جديدة تسمح بالقتال المباغت والهجوم على القوات العراقية والهرب بسرعة.

وقال العميد محمد الجبوري من استخبارات محافظة صلاح الدين إن” عناصر تنظيم داعش أعدوا العدة التنظيمية والإدارية واللوجستية للقيام بحرب استنزاف طويلة الأجل ضد القوات الأمنية العراقية انطلاقاً من أماكن ما زالوا يتحصنون بها وتقع خاصة على الحدود الإدارية للمحافظات الشمالية”.

وأضاف الجبوري أن “أهم مناطق إعادة تجميع عناصر داعش وتنظيمها هي المناطق الشمالية من محافظة صلاح الدين والمحاذية لمحافظة نينوى ثم غرباً باتجاه الأنبار فضلاً عن المناطق المحيطة بقضاء الحضر بمحافظة نينوى باتجاه قضاء الشرقاط بمحافظة صلاح الدين ثم جبلي مكحول وحمرين وصولاً إلى منطقة مطيبيجة شرقي سامراء والمحاذية لمحافظتي كركوك وديالى فضلا عن مجرى نهري الزاب وزغيتون في محافظة كركوك”.

عناصر التنظيم أعدوا العدة التنظيمية والإدارية واللوجستية للقيام بحرب استنزاف طويلة الأجل ضد القوات الأمنية العراقية

وأشار إلى أن “أهم المناطق التي يجتمع حولها عناصر داعش هي مناطق تجمع المياه والينابيع الحرة الموجودة في جبلي مكحول وحمرين والتي اتخذوا منها مقرات شبه دائمة وحفروا أنفاقاً ونقلوا إليها مواد غذائية ومستلزمات طبية، فضلاً عن خلايا الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء وإدامة بعض الأشياء التي تعتمد بصورة رئيسية على الكهرباء” ، موضحاً أن هناك متعاونين معهم من خارج المناطق التي يتواجدون فيها.

ويستعمل عناصر داعش في اتصالاتهم فضلاً عن الهواتف النقالة أجهزة (هاتيرا) أمريكية الصنع والتي تؤمن الاتصال لمسافات تصل إلى 60 كيلومتراً كما أن لديهم أجهزة تنصت وطائرات مسيرة للتجسس على القطعات والقوات الأمنية.

وأوضح الجبوري أن” التنظيم الجديد لعناصر داعش يقوم على حلقات مغلقة تتكون كل حلقة من 10 عناصر أحدهم فقط يعرف من هو القائد الذي يتلقى منه الأوامر ولا يعرف أحد سواه وبذلك فإن هذا التنظيم يضمن إلى حد بعيد عدم كشف العناصر الأخرى خارج الحلقة في حال وقوع أي منهم في قبضة القوات الأمنية”.

ويستعمل عناصر داعش أعداداً قليلة من السيارات اليابانية الصنع، ويعتمدون بالدرجة الأساس على الدراجات النارية التي تتميز بسهولة الحركة لا سيما في المناطق الوعرة والحاجة إلى وقود أقل.

وقال الجبوري إن “إحدى أهم الخطط التي ينفذها عناصر داعش الآن هي نصب الكمائن وإيقاع أكبر عدد من الخسائر في صفوف القوات الأمنية ومن ثم العودة إلى مكان الانطلاق كما نجح عناصر داعش باستدراج القوات الأمنية إلى مناطق قتلوا فيها من خلال إيهامها بالتعاون معها وتقديم معلومات حقيقية في بداية الأمر لكسب ثقة العناصر الأمنية ومن ثمة الإيقاع بها”.

إحدى أهم الخطط التي ينفذها عناصر التنظيم، هي نصب الكمائن وإيقاع أكبر عدد من الخسائر في صفوف القوات الأمنية ومن ثم العودة إلى مكان الانطلاق

وضرب الجبوري مثالاً بكمين قرية السعدونية في ناحية الرياض بمحافظة كركوك الذي ذهب ضحيته 27 عنصراً من الحشد الشعبي، ومقتل ضابط استخبارات اللواء السادس من الشرطة الاتحادية قبل أربعة أيام في جبال حمرين.

وأكد الجبوري أن عناصر داعش يرتدون الملابس نفسها التي ترتديها تشكيلات القوات الأمنية من جيش وشرطة وحشد، ويستعملون الأسلحة نفسها وأهمها بندقية أمريكية الصنع والتي تم الاستيلاء عليها من قوات الجيش بعد الانهيار الكبير الذي حصل في مدينة الموصل في 10 حزيران/يونيو 2014.

وشدد على أن “القوات العراقية بجميع صنوفها وتشكيلاتها مستمرة في مراقبة ما تقوم به عناصر داعش ثم الهجوم عليها في أماكن تواجدها الأمر الذي يقلل كثيراً من خسائر القوات الأمنية وكذلك تضييق المساحات التي تسيطر عليها عناصر داعش من خلال إقامة السواتر الترابية ومباغتة (العدو) وعدم تركه ليقوم ببناء تحصينات وحفر أنفاق في أماكن تواجده”.

وما زالت المناطق الممتدة من جنوبي محافظة نينوى إلى شمالي محافظة صلاح الدين وشرقيها والحدود الفاصلة بينها وبين محافظتي ديالى وكركوك تشهد عمليات هجومية متكررة لعناصر داعش يذهب ضحيتها عناصر أمنية ومواطنون متعاونون معها أو هجمات على الطرق الخارجية وزراعة العبوات الناسفة.

وكان رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي قد أعلن انتهاء العمليات العسكرية بعد تحرير مدينة الموصل والسيطرة عليها بالكامل قبل أكثر من عام. (د ب أ)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية