نتنياهو والسيسي يتوسطان لبن سلمان لدى ترامب… وضغوط غربية لدفعه لتنازلات بعد مقتل خاشقجي

حجم الخط
4

لندن ـ «القدس العربي»: قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية الخميس، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، توسطا الأسبوع الماضي لولي العهد السعودي محمد بن سلمان لدى الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب، في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول.

وحسب ما نقلته القناة العاشرة الإسرائيلية فإن نتنياهو تحدث مع كبار المسؤولين الأمريكيين حول مقتل خاشقجي، وأوضح لهم أن الرياض شريك استراتيجي في الحفاظ على الاستقرار بالمنطقة، مؤكدا دعمه لابن سلمان في ضوء مقتل خاشقجي.

أنقرة ترجح تذويب الجثة بالأسيد… وواشنطن تطالب بتحديد مكان رفاته… وقلق فلسطيني من تسارع التطبيع

وقال نتنياهو إن «السعوديين هم حلفاء مهمون في الحفاظ على استقرار الشرق الأوسط، وذلك لأن السعودية بجوار مصر وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة، حلفاء في مساندة الولايات المتحدة في ضغطها على إيران، إلى جانب مساهمتها في إيجاد حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني».
وأكدت القناة الإسرائيلية أن «السيسي أعرب عن مواقف مماثلة في المحادثات مع البيت الأبيض بخصوص قضية مقتل خاشقجي»، لافتة في الوقت ذاته إلى أن «مكتب نتنياهو رفض التعليق على ما أوردته الصحيفة الأمريكية».
ونقلت القناة عن دبلوماسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن «ما حدث مع خاشقجي أنتج إشكالية كبيرة على أقل تقدير، لكن لدينا مصالح مهمة مع السعودية لضمان الاستقرار»، معتبرا أن «أي تغيير في السعودية سيؤثر على المنطقة بأكملها»، حسب تقديره.
وأشارت إلى أن «إدارة ترامب تواصل عملها مع الرياض، لضمان إكمال صفقة الأسلحة الضخمة البالغة 110 مليارات دولار».
من جهة أخرى تزايدت أمس الضغوط الغربية والتركية على السعودية، على خلفية مقتل خاشقجي، مع تأكيدات عن ثلاثة تنازلات مطلوبة من الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، مقابل بقائه في منصبه ولياً للعهد. وقالت المصادر إن القضايا الثلاث هي ملف الحرب في اليمن، وحصار قطر، وملف العلاقات مع إسرائيل.
وأكد موقع بلومبرغ أنه بعد أسبوع من فشل مؤتمر «دافوس الصحراء»، بدأت الولايات المتحدة بالتفكير بطرق أخرى للتعامل مع بن سلمان «الرجل الذي رعته وعوّلت عليه لكي يكون ملك المستقبل».
وطلب مسؤولان بارزان في إدارة دونالد ترامب، هما وزير الدفاع ووزير الخارجية، وقف الحرب التي تقودها السعودية في اليمن فوراً، وبدء محادثات السلام خلال ثلاثين يوماً، في لغة غير معهودة من جانب الإدارة تجاه الحليف السعودي.
وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية روبرت بالادينو للصحافيين أمس الخميس إنه يجب تحديد مكان رفات الصحافي السعودي جمال خاشقجي وإعادته لأسرته من أجل دفنه في أسرع وقت ممكن.
وقال وزير العدل التركي أمس الخميس إن بلاده تريد من السلطات السعودية الكشف عن مكان جثة الصحافي الذي قتل الشهر الماضي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول. وقال الوزير عبد الحميد جول للصحفيين إن تركيا تتوقع تعاون السعودية في التحقيق الذي تجريه بلاده.
وتحدثت مجلة «لوبس» الفرنسية عن احتمال أن يكون اغتيال الصحافي السعودي البارز، جمال خاشقجي، مرتبطاً بالحرب الوحشية التي تخوضها المملكة العربية السعودية في اليمن، معتبرة أن اليمن قد يشكل مقبرة للطموحات العالمية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وحليفه في الإمارات محمد بن زايد.
وتقول المجلة: يبدو أن جمال خاشقجي كان على وشك الكشف عن أسوأ شيء يمكن للمجتمع الدولي سماعه، ألا وهو استعمال محمد بن سلمان الأسلحة الكيميائية في اليمن، في محاولة لوضع حد للتمرد الحوثي المدعوم من إيران، وذلك بالاستناد إلى تصريحات لمقرب من جمال خاشقجي نشرتها الصحافة البريطانية. وبعد اغتيال خاشقجي تزايدت الضغوط لوقف الحرب في اليمن.
وفي السياق، قالت ثلاثة مصادر، منها مسؤول أمريكي، إن الإدارة تقوم بالضغط على المملكة لحل مشكلتها مع قطر.
وسبق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن طلب من الرياض إنها الأزمة مع الدوحة، وسط مراوغات من الرياض في الاستجابة لتلك للمطالب الأمريكية.
وعلى صعيد المطلب الثالث الذي يضغط الغرب وواشنطن تحديداً على السعودية بشأنه، تحدثت مصادر فلسطينية عن خشية من أن يكون الموضوع الثالث محل الضغط على ابن سلمان، هو إقامة علاقات مع إسرائيل، على حساب القضية الفلسطينية، ووفقاً لرؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحل الصراع في الشرق الأوسط على أساس «صفقة القرن».
وعلى الرغم من أن بن سلمان يسعى بالفعل – حسب مصادر أمريكية وإسرائيلية – لقيادة الدول العربية للتطبيع مع إسرائيل، للانتقال إلى مرحلة إقامة العلاقات مع تل أبيب، إلا أن ابن سلمان لا يريد أن يتسرع في اتخاذ هذه الخطوة، غير أن الضغوط الأمريكية ربما تفضي إلى تسريع التقارب السعودي الإسرائيلي، من أجل حفاظ ابن سلمان على منصبه.
وعلى الرغم من ظهور تصريحات لمسؤولين أمريكيين فيما يخص وقف الحرب في اليمن، ورفع الحصار عن قطر، إلا أن مصادر أكدت أن الموضوع الأبرز هو العلاقة مع إسرائيل، والذي لحساسيته تجري مداولات سرية للضغط على المملكة للتعجيل بها.
ويرى مراقبون أن زيارة الأمير تركي الفيصل، رجل الاستخبارات والسفير الأسبق في واشنطن، تأتي في سياق تقديم تطمينات للأمريكيين بخصوص تنفيذ توافقات «صفقة ترامب»، التي تفضي إلى التطبيع وإقامة علاقات رسمية مع إسرائيل.
وتصاعدت الضغوط أمس مع تصريحات لوزير العدل التركي عبد الحميد غول، أمس، قال فيها إن قضية خاشقجي «باتت عالمية ولا يمكن لأحد التستر عليها أو التهرب من مسؤوليتها»، مجدداً المطالبة للسعودية بالتعاون وتقديم الدعم الكامل لكشف الحقيقة.
من جهتها، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية عن مسؤول تركي قوله إن السلطات التركية تعتقد أن جثمان خاشقجي المقطع جرى التخلص منه باستخدام مادة الأسيد، مرجحاً أن ذلك قد حصل داخل مبنى القنصلية، أو بيت القنصل القريب. وقال المصدر: «الأدلة البيولوجية تثبت أن التخلص من الجثة تم في موقع مجاور لمسرح الجريمة». (تفاصيل ص 10 ورأي القدس ص 23)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سامى عبد القادر:

    بئس المتشفِعين, وبئس المتشفَع له, وبئس المتشفَع عنده … أربعة من عتاة السفاحين يتشفعون فيما بينهم فى هذه الحياة الدنيا, وأياديهم جميعاً ملطخة بدماء الأبرياء فى كل مكان!
    .
    هؤلاء السفاحون المتعطشون للدماء وأشباههم, هم من يتحكمون فى رقاب العباد فى هذه العصور النحسات من عمر هذه الدنيا الفانية … فلا عجب أن سُميت “دُنيا” من تدنيها وهوانها على الله
    .
    فاللهم يا ربنا, كما ابتُلينا برؤية تلك الوجوه الكئيبة الكالحة, وبالحياة وسط هذا البلاء المبين, فى دار الإختبار … فلا تحرمنا شفاعة حبيبك المصطفى صلوات الله وسلامه عليه, فى دار البقاء .. اللهم آمين

  2. يقول ايوب:

    الارهابيان الصهيوني والمصرائيلي يشفعان للارهابي ابومنشار لدى سيدهم ترمب….الارهاب ملته وعقيدته وانتماؤه واحد مصرائيل +سعودئيل…

  3. يقول محمد على المصرى:

    هو مش محتاج واساطه من احد
    هو معه دولارات كثيره
    اسألوا
    ترامب
    وأردوغان

  4. يقول بلحرمة محمد:

    ملة الظلم واحدة فلدا نجد النتن يا هو وشقيقه السيسي يعملان على انقاد اخيهما الصغير بن سلمان بالتودد لدى كبيرهم الدي علمهم السحر دونالد ترامب

إشترك في قائمتنا البريدية