أولاند يجمع بوتين وبوروشينكو على طاولة واحدة في الـ «دي داي»

حجم الخط
1

ويستريام ـ «القدس العربي:: نجح الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند في جمع نظيريه الروسي فلاديدير بوتين و الأوكراني الجديد بيترو بوروشينكو على طاولة واحدة لأول مرة منذ انتخاب هذا الأخير رئيسا للبلاد، وذلك على هامش احتفالات تخليد الذكرى السبعين لإنزال قوات الحلفاء التي شهدتها شواطئ منطقة ، النورماندي، الفرنسية.
وخاض اولاند مدعوما من المستشارة الالمانية انغيلا ميركل محاولات حثيثة لإقناع بوتين بقبول الفكرة قبل أن يوافق هذا الأخير، حيث اقتطع الرئيس الفرنسي وقتا من استراحة الغذاء لضيوف الاحتفالات من رؤساء الدول لعقد الاجتماع الثلاثي.
و أخبر أحد مساعدي الرئيس الفرنسي القدس العربي أن الاجتماع الثلاثي دام لنحو 15 دقيقة، حيث اعتبرته فرنسا إنجازا هاما قد يساعد على تهدئة التوتر بين كييف و موسكو و يمهد لتعبيد الطريق نحو حل سلمي بينهما.
و بحسب مصدر الإيليزيه فإن الرئيس الفرنسي نجح في انتزاع موافقة من الطرفين على عقد لقاء آخر بينهما خلال الايام المقبلة وعرض استقبال فرنسا له، معتبرا الاختراق خطوة اولى قد تعقبها خطوات اخرى نحو حث روسيا على الاعتراف بالرئيس الاوكراني الجديد.
و جاء نجاح اولاند في جمع بوتين وبوروشينكو على طاولة واحدة بفضل دور المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التي توفقت في تليين موقف الرئيس الروسي بعد ان كان رافضا لفكرة لقاء نظيره الاوكراني المنتخب لعدم اعترافه بشرعيته حتى الآن.
وعقدت ميركل وبوتين اجتماعا لمدة ساعة في نورماندي صبيحة الاحتفالات في احد فنادق مدينة دوفيل التي تبع بنحو 70 كلم عن مدينة ويستريام مهد إنزال قوات الحلفاء، حيث اعلن متحدث باسم بوتين ان الاجتماع «تركز بالكامل» على أوكرانيا. ولم يذكر تفاصيل أخرى
و قال متحدث باسم الحكومة الالمانية إن ميركل أبلغت بوتين بأن روسيا تتحمل «مسؤولية كبيرة»، فيما يتعلق بالمساعدة في إقرار السلام في أوكرانيا.
و كان بوتين قد قال إنه مستعد للقاء كل من أوباما وبوروشينكو أثناء وجوده في فرنسا.
ولم يعترف الرئيس الروسي بعد بشرعية الزعيم الأوكراني المقرر أن يؤدي اليمين القانونية اليوم السبت وإن كان السفير الروسي سيحضر مراسم التنصيب.
و كانت انظار الصحافيين في احتفالات تخليد الذكرى السبعين لإنزال قوات الحلفاء قد اتجهت اكثر صوب الصورة الجماعية التذكارية التي التقطها الرؤساء الضيوف، حيث وقف الرئيس الروسي على يسار نظيره الفرنسي بينما وقف اوباما على يمينه قد تسمرت عيون الصحافيين وعدسات الكاميرات نحوهما لالتقاط اي صورة لمصافحة بين الرجل تناقلها قنوات العالم دون جدوى.
و تظاهر اوباما بالحديث إلى ملكة بريطانيا و هو يرى نظيره الروسي على بعد بضع سنتمترات قليلة منه، ما جعل هذا الاخير يشيح بوجهه عنه و كأنه غير مبال به، بينما حاول الرئيس الفرنسي يبطئ خطواته متعمدا و ينظر لكل منهما و كأنه يوحي اليهما بمصافحة بعضهما بعضا دون جدوى.
المشهد المثير للجدل سرعان ما تحول إلى مادة ساخرة في المركز الصحافي حين انفجر الصحافيون ضحكا من سلوك اوباما و بوتين و ترفع كل واحد منها عن الآخر. و صاح صحافي بأعلى صوته « هذا لعب عيال هل يحسبا انفسهما في المدرسة ؟».
و تكرر المشهد خلال استقبال الرئيس الفرنسي للقادة الضيوف تباعا في شاطئ مدينة ويستريام، ما جعل مخرج التلفزيون الفرنسي «تي إف 1» التي كانت تنقل الصور مباشرة لكل قنوات العالم في عين المكان يعمد إلى جمع بوتين و اوباما في صورة واحدة مركبة تظهر كل واحد منهما ينظر نحو الآخر و يبتسم له مع جعل جميع الحاضرين على منصة الاحتفال من ضيوف و صحافيين ينفجر ضاحكا.
غير أن البيت الأبيض أعلن فيما بعد ان الرئيسين الامريكي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين عقدا محادثات غير رسمية خلال مأدبة غداء على هامش احتفالات احياء الذكرى السبعين لإنزال قوات الحلفاء إلى ساحل مدينة نورماندي الفرنسية إبان الحرب العالمية الثانية وهي الاحتفالات التي تجري فعالياتها حاليا في فرنسا.
وقال نائب مستشار الامن القومي الامريكي بن روديس « الرئيس اوباما والرئيس بوتين تحدثا معا علي هامش مأدبة غداء الزعماء».
واضاف « كانت محادثة غير رسمية ـ وليس اجتماعا ثنائيا رسميا « مشيرا الى ان الحوار استمر مابين عشر الى خمس عشرة دقيقة».
و كان الرئيس الأمريكي قد استبق احتفالات النورماندي بمطالبته فرنسا بإلغاء صفقة بيع حاملتي المروحيات «ميسترال» لروسيا، كنوع من العقوبات الأوروبية و الغربية ضد موسكو و هو ما رفضته باريس.
و قال اوباما «لقد عبرت عن قلقي، صحيح ان العقد كبير و مهم جدا لفرنسا لانه سيوفر العديد من فرص العمل، لكن هذا البيع مزعج لنا في الولايات المتحدة لأن روسيا تخرق القانون الدولي و تنتهد استقرار و اراضي اوكرانيا».
الطلب الامريكي قوبل برفض فرنسي حين سارع الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند إلى التأكيد على التزام بلاده بالعقود البحرية الجارية مع روسيا، حيث ستنفذ عقدا لتسليم ناقلتين بحريتين وسفينة انزال بقيمة 1.6 مليار دولار ما لم تتغير العلاقات مع موسكو وتتشدد العقوبات بشأن الازمة الاوكرانية.
و دخل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيون على الخط، حين اعلن هو الآخر ان «مسائل الدفاع والعقود ذات الصلة لم تكن موضوع عقوبات الاتحاد الاوروبي في الوقت الراهن» مشيرا الى ان «عقد بيع المروحيات الفرنسية من طراز (ميسترال) لروسيا لا يحتاج الى مراجعة».
وبدأت أمس الجمعة مراسم إحياء الذكرى السبعين لانزال قوات الحلفاء في منطقة نورماندي شمال فرنسا التي كانت تخضع للاحتلال النازي أثناء الحرب العالمية الثانية ، في الوقت الذي يشارك فيه الكثير من زعماء العالم في جهود لتسوية الازمة التي تجتاح أوكرانيا مؤخرا.
وكان مقرراً حضور زعماء نحو 20 دولة في سلسلة من الفعاليات في نورماندي تختتم باحتفال يقام على شاطئ سورد بيتش بعد ظهر أمس لاحياء ذكرى أحداث يوم السادس من حزيران/يونيو 1944 عندما نزل 130 ألف جندي من قوات الحلفاء فجرا في الاقليم الذي كان يحتله النازيون.
وأسفر القتال في ذلك اليوم وحده عن مقتل ثلاثة آلاف شخص فقط من قوات الحلفاء وثلاثة آلاف مدني آخرين.
وبدأ الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند الاحتفالات بتدشين نصب تذكاري لـ20 ألف مدني فقدوا أرواحهم يوم انزال قوات الحلفاء في نورماندي وخلال أسابيع القتال التي أعقبته.
وقال أولاند «تلك المناظر الطبيعية الجميلة التي نعرفها اليوم كانت مواقع للقتال العنيف والفوضوي في معركة نورماندي».
وأضاف «نشأ رباط دائم بين النورمانديين والجنود وهو رباط جمع على مدى 70 عاما بين تلك القطعة من ارض فرنسا ـ نورماندي ـ وجميع دول العالم».
لكن الذكرى السنوية امس الجمعة شابتها أحدث وقعت مؤخرا في شرق أوروبا ، حيث أثارت تصرفات روسيا في أوكرانيا أسوأ أزمة في العلاقات منذ نهاية الحرب الباردة.
وللمرة الاولى منذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل مباشر زعماء غربيين في نورماندي والذين تعهدوا باستخدام تلك المناسبة للسعي لنزع فتيل الازمة الاوكرانية.
وقالت وكالة الانباء الفرنسية (إيه.إف.بي) إن بوتين أجرى محادثات مع رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون لدى وصوله إلى فرنسا مساء الخميس والتقى أيضا لمدة حوالي 90 دقيقة مع أولاند.
واجتمع زعماء فرنسيون وبريطانيون في بروكسل قبل ذلك بساعات مع نظرائهم من مجموعة الدول السبع الذين اتفقوا على مجموعة مشتركة من المطالب لروسيا، بينما يتمسكون بالتهديد بفرض عقوبات إذا قامت موسكو بزعزعة الاستقرار أكثر في أوكرانيا.
وتشمل مطالب زعماء مجموعة السبع لنزع فتيل التوترات مطلبا لان يعترف بوتين بنتيجة الانتخابات الاخيرة في أوكرانيا وأن يتعاون مع الرئيس المنتخب بترو بوروشينكو الذي وجهت دعوة له لزيارة نورماندي.
وقالت وكالة الانباء الفرنسية إن نحو 1800 من المحاربين القدامى شاركوا في الفعاليات الجمعة.

محمد واموسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Hikmat USA:

    الرجل القوي العنيد الدكتاتور المجرم العظيم ( باي وصف يعجب ) قبل ان يتحاور مع عدوه وهم في حالة حرب ، وبوتين يحتل القرم وضمها لروسيا بالقوة ولكنه يتحدث مع بوروشينكو والعكس أيضاً، وهذه مجرد بداية قد تنتج شىء ينفع الطرفين …
    متى نتعلم نحن العرب ان القطيعة غباء وتخلف وغير صالحة للسياسة ابدا وخصوصا مع اخوان في الدين واللغة والعرق والمصير .. والعدو المشترك !!!
    أنا استغرب ذلك من بعض قياداتنا ،
    وعدد كبير من الاخوة المغتربين في الغرب تعلموا هذه السياسة من عشرة الغرب الطويلة وأبدعوا بها ووصلوا الى اعلى المراكز ، ولكن سياسيينا لا يتعلمون ويدعون ويتصورون انهم العارفين لخفايا العالم …
    الا لعنة الله على الجهل .
    وشكرا للقدس الجميلة

إشترك في قائمتنا البريدية