اشتباكات مطار طرابس الدولي

رأي القدس من المفترض ان تشهد ليبيا انتخابات برلمانية هي الاولى من نوعها منذ اربعين عاما، لكن صعوبة الاوضاع الامنية على الارض في ظل اتساع دائرة الصراع بين الميليشيات العسكرية المتناحرة قد تؤدي الى تأجيل هذا الاستحقاق لعدة اشهر ان لم يكن اكثر.بالامس شهد مطار طرابلس الدولي ظاهرة ليست الاولى من نوعها عندما اقتحمته عربات مدرعة تابعة لميليشيا كتيبة ‘الاوفياء’ التي تمثل منطقة ترهونة، واحتلت مبناه، وحاصرت الطائرات على مدارجه، وعطلت حركة الملاحة الجوية بالكامل.اشتباكات بالاسلحة الثقيلة جرت بين الكتيبة المهاجمة واخرى تحتل المطار، وكانت النتيجة مجموعة من الجرحى حتى كتابة هذه السطور، ومن المتوقع حسب المراقبين ان تتطور الامور نحو الاسوأ.كتيبة ‘الاوفياء’ اقدمت على اقتحام المطار احتجاجا على خطف زعيمها، وللضغط على خاطفيه لاطلاق سراحه في اسرع وقت ممكن، اي انها، وفي ظل غياب القانون، والحكومة المركزية القوية، قررت ان تأخذ القانون بيدها، وتفرض مطالبها بالقوة.الحكومة المركزية غائبة تماما، والفوضى باتت العنوان الرئيسي لليبيا الجديدة، فحتى رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي المستشار مصطفى عبد الجليل يواجه الاعتقال والتحقيق معه من قبل المدعي العام العسكري بتهمة المشاركة في اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس قائد قوات المجلس ووزير الداخلية السابق في عهد النظام السابق الذي قتل واحرق جثمانه على ايدي مجموعات ما زالت خارج طائلة العدالة.صحيح ان المجلس نفى هذه الاتهام او طلب المدعي العام التحقيق مع رئيسه، ولكن هذا لا ينفي ان هناك حالة من السخط في اوساط قطاع عريض من الليبيين على المجلس، حتى ان بعض الغاضبين هاجموا مقره وكادوا ان يفتكوا بالسيد عبد الجليل نفسه لولا انه هرب من الباب الخلفي.صحيفة ‘الغارديان’ البريطانية نشرت يوم امس تحقيقا ميدانيا عن اتساع دائرة القتل والتعذيب في ليبيا، وقالت ان هناك اكثر من 500 ميليشيا مسلحة تمارس التعذيب والقتل والخطف بصورة يومية، من بينها مئة مجلس عسكري في مدينة طرابلس وحدها.وضربت الصحيفة مثلا بجريمة اختطاف وتعذيب الدكتور سالم الفرجاني الذي يعتبر واحدا من اشهر جراحي القلب الليبيين الذي اختطف وهو في طريقه الى مركز طرابلس الطبي لاستلام مهام عمله كمدير للمركز محل المدير المقال لتجاوزات مالية، حيث تعرض للركل والضرب حتى اغمي عليه، واقتيد الى سجن لميليشيا مجهولة وانقطعت اخباره لاكثر من خمسة ايام.الدكتور فرجاني يعتبر من اكثر المدافعين عن حقوق الانسان، ويعمل مستشارا للحكومة في مفوضية البحث عن المختفين اثناء الحرب، وقاد لجنة حققت في مجازر النظام السابق في السجون، وقدم تقريره للامم المتحدة والمحكمة الدولية لجرائم الحرب.حتى هذه اللحظة لم يتم اعتقال الذين خطفوا الدكتور فرجاني وعذبوه، كما ان وزارة الصحة لم تستطع فصل مدير مركز طرابلس الطبي الذي فاحت روائح فساده الكريهة، واعترف وزير الصحة رسميا بانه لا يملك صلاحيات لفصل هذا المدير الفاسد.ليبيا تحررت تحت عناوين احترام حقوق الانسان والعدالة والديمقراطية ومكافحة الفساد. بعد عام على اطاحة نظام العقيد القذافي تسير الامور نحو الاسوأ في هذه الميادين منفردة او مجتمعة.Twitter: @abdelbariatwan

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية