أربيل ـ «القدس العربي»: شيروان ملا إبراهيم: أصدر حزب العمال الكردستاني PKK تصريحاً في الأيام الأخيرة يطالب فيه حكومة أنقرا بالكف عن دعم من سماه «التنظيمات الارهابية التي تحارب الكرد السوريين» في اشارة إلى تنظيمي داعش وجبهة النصرة، وطالب الحزب تركيا بالالتزام بانجاح اتفاقية السلام بين الطرفين والعمل على انجاحها، محذراً في الوقت نفسه من أن «الدعم التركي للتنظيمات الارهابية في غربي كردستان» اي المناطق الكردية في سوريا،
سيلعب دوراً في نسف عملية السلام بين الطرفين، ما يعني عودة القتال بعد توقفه منذ مارس المنصرم.
وحول هذا الموضوع صرح القيادي في حركة المجتمع الديمقراطي الكردية في سوريا (المقربة من العمال الكردستاني) غريب حسو لـ»القدس العربي» قائلاً: «تركيا منذ 500 عام لا تريد الخير للكرد ودائماً تقف ضد المكتسبات الكردية أينما كانت، وفي الثورة السورية حاولت جاهدةً كي لا يحصل الكرد في غربي كردستان (أي المناطق الكردية في سوريا) على حقوقهم القومية والبقاء في الاضطهاد الذي يعيشونه على يد البعث منذ عقود» وأضاف أيضاً بالقول: «من حق PKK أن يدافع عن الكرد السوريين في وجه العداء التركي، كون تركيا أيضاً تحارب الكرد ليس في تركيا فحسب بل في الأجزاء الأربعة من كردستان وفي كل مكان» على حد قوله.
و أكد القيادي في حركة المجتمع الديمقراطي (الحركة المذكورة اطار جامع للتنظيمات الكردية السورية المقربة من العمال الكردستاني) أكد لـ»القدس العربي» قائلاً: «تركيا ومنذ اندلاع الثورة السورية عملت ومازالت تعمل على دعم التنظيمات المتشددة من أمثال داعش والنصرة وتشجيعها على ضرب أية خطوة من شأنها أن تحقق بعض المكتسبات للكرد في سوريا، فهي تستغل حدودها مع سوريا على طول قرابة 900 كم بدعم الخلايا الارهابية التي تضرب القوات الكردية، تلك القوات التي تحمي المناطق الكردية وتدافع عنها، ولا نقتنع بادراج تركيا لاسم جبهة النصرة في قائمة الارهاب في الأيام الأخيرة، ونعتبر ذلك مجرد تحسب سياسي من طرفها بسبب تحذيرات العمال الكردستاني، فالنظام التركي بين كل فترة وأخرى يدعم تنظيماً متشدداً ويضعف آخر بسحب أجنداته، لكنه في جميع الأحوال يمارس سياسة العداء مع الكرد في سوريا بالتعاون مع نظام البعث أيضاً منذ اتفاقية أضنا التي جرت بين الطرفين قبل 15 سنة، وخصوصاً بعد تمكننا من انشاء ادارة ذاتية مؤقتة في الأشهر الأخيرة لتسيير الأمور
في مناطقنا في هذه الظروف الطارئة، تحاول تركيا خلق المشاكل لها وتعتبرها تهديداً على حدودها» على حد تعبيره.
وطالب القيادي غريب حسو تركيا عبر القدس العربي قائلاً: على النظام التركي اتخاذ خطوات جدية لانجاح عملية السلام التي بادر بها الزعيم الكردي عبدالله أوجلان في مارس الماضي، فالقتال في جميع الأحوال ليس لصالح الجميع، لهذا ولطالما أوقف العمال الكردستاني القتال احتراماً لمبادرة زعيمهم، فبالتأكيد أي نسفٍ لعملية السلام سيكون بسبب تصرفات النظام التركي لا غيره، والتي من شأنها أن تكون سلباً على المنطقة بأسرها».