نواكشوط ـ «القدس العربي»: لم يظهر خلال الأيام الثلاثة التي انقضت على الحملة الدعائية الممهدة لانتخابات 21 حزيران / يونيو الرئاسية في موريتانيا، سوى صور وشعارات الرئيس المنصرف محمد ولد عبد العزيز الذي ضربت خيام مناصريه أطنابها في غالب شوارع العاصمة وساحاتها العامة.
وأكدت جولات قام بها ظهر أمس مندوب «القدس العربي» داخل مقاطعات نواكشوط التسع، استحواذ محمد ولد عبد العزيز المرشح الساعي لولاية رئاسية ثانية، على جميع الواجهات الدعائية في الطرقات الرئيسية حيث صوره المكبرة تكسو معظم الجدران، فيما تتلألأ شعارات مصحوبة بصوره المتحركة في اللافتات الضوئية على شارعي ولد داداه وعبد الناصر الرئيسيين.
وإضافة لذلك يستحوذ الرئيس المنصرف على الرسائل الدعائية المعوضة التي تكرر بثها لحد أمس القنوات الخاصة، فيما لم يتمكن منافسوه الأربعة الآخرون، لأسباب قيل إنها مالية، من عرض صورهم وشعاراتهم خارج مقرات حملاتهم المتواضعة للغاية.
ومع أن الصخب المعهود في هذه الحملات لم يلاحظ حتى الآن لغياب مستوى كبير من التنافس، فقد لوحظ تفاعل كبير بين أنصار المشاركة في هذه الانتخابات ودعاة مقاطعتها على شبكة التواصل الاجتماعي وبخاصة على حسابات الفيس بوك وتويتر. وتحاول القنوات التلفزيونية والإذاعات الموريتانية الخاصة جاهدة، تحريك وتحميس الحملة عبر نقاشات وحوارات تتمحور كلها حول المشاركة والمقاطعة وحول انتقاد مضامين خطابات المترشحين.
وكان حضور الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع الذي اعتقد الكثيرون أنه قد نسي، ملحوظا ولافتا في صوره المعروضة في مقر حملة أحد خلصانه وهو المرشح بيجل ولد هميد الذي يحتل، من حيث الوسائل، الترتيب الثاني في هذه الحملة بعد الرئيس المنصرف.
وركز محمد ولد عبد العزيز خطاباته في جولة يواصلها حاليا داخل المدن الرئيسية، على تعداد إنجازاته في المأمورية الرئاسية المنقضية محملا من أسماهم «عجائز المعارضة ومجرميها»، المسؤولية عن شغله بأمور تافهة، عن «تحقيق إنجازات كانت لولاهم، ستكون أكبر وأكثر».
ولوحظ حضور لنبرة العنف والتهديد في معظم خطابات المرشح بيرام ولد اعبيد وهو شاب حقوقي مدافع عن الرق، حيث هدد في خطاب ألقاه أمس في مدينة روصو جنوب البلاد ب»سيلان الدماء إذا وقع تزوير في الانتخابات الحالية».
وقال «في سنة 2014 سيدخل العبد المجمبر(أي الآبق) بيرام القصر الرئاسي، وسيدخل معه الحراطين القصر الرئاسي لكنهم هذه المرة لن يدخلوه عمالا يدويين مهمشين بل قادة يحكمون الدولة ويتصرفون فيها».
ولفت المرشح الزنجي ابراهيما صار انتباه الموريتانيين بتأكيده في خطابات حملته أن «موريتانيا تعيش تحت نظام شبيه بالابارتايد»..
واشتكى من «عدم توفر زنوج موريتانيا على قناة تلفزيونية يملكها أحدهم، مما حفر هوة كبيرة بينهم وبين مواطنيهم من «البيظان» وهم عرب وبربر موريتانيا.
وانتقدت منظمة «لا للإباحية»، خطابات المترشحين مؤكدة «أنها تضمنت شيطنة الفرقاء والخصوم السياسيين، وكيل الشتائم والسباب، والنيل من شخصيات رمزية عند جماهيرها وحضور الشحنة العاطفية والفئوية بشكل قوي».
ودعت المنظمة في بيان وزعته أمس، كافة المترشحين «لاستحضار دائم لانعكاسات خطاباتهم على مستقبل الممارسة السياسية، ووحدة البلد، والتعايش السلمي فيه، ،مطالبة «اللجنة المستقلة للانتخابات «بتنبيه المرشحين على الالتزام بأخلاقيات التنافس السياسي المتقبلة للآخر، والابتعاد عن كل ما من شأنه زيادة الاحتقان وتوطيد الخصومات بين أبناء البلد.
يذكر أن الانتخابات الرئاسية المقررة في موريتانيا يوم الحادي والعشرين يونيو/زيران الجاري، تشهد مقاطعة واسعة داخل المشهد السياسي وذلك بعد أن فشل قبل شهر من الآن، حوار يتعلق بالاتفاق حولها، بين النظام والمعارضة.
ويقاطع هذه الانتخابات منتدى المعارضة كما يقاطعها حزب التحالف الشعبي الشعبي بزعامة رئيس البرلمان السابق مسعود ولد بلخير ويقاطعها حزب الصواب (بعثيو موريتانيا)، وأعلنت شخصيات دينية وازنة أيضا أنها ستقاطع هذا الاقتراع.
عبد الله مولود
الحر لا يتمسك بركسي الحكم ولكن العبد يستميت من أجل السلطة لذلك ترى العبودية مستشرية في بلد عباد الله قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا. أما عن الذين يرمون بحبال المعارضة إلى كرسي الحكم هناك فما لم يكن مشروعهم تحرير الزنوج فهم لا يختلفون عن استبداد من ينافسونه في الظلم.