الخطوة الاولي لحكومة كديما خاطئة لانها كشفت أوراق اللعب لحماس لترد كما يحلو لها
عندما يُستبدل خبراء الدعاوة بالاستراتيجيينالخطوة الاولي لحكومة كديما خاطئة لانها كشفت أوراق اللعب لحماس لترد كما يحلو لها توجد مواجهات من يقم فيها بالخطوة الاولي يخسر. وتوجد مواجهات من لا يقم بالخطوة الاولي فيها يخسر. المواجهة بين اسرائيل وحماس هي مواجهة من النوع الأول. انها مواجهة علي اسرائيل أن تأخذ فيها نفسا طويلا، والكثير جدا من الصبر ـ وأن تري ما هي خطوة أبو مازن وحماس الاولي. كانت لاسرائيل القدرة علي الانتظار لتري الي أين سينمو التآلف الجديد. أن تأخذ نفسا، وأن تتأمل، وأن تصمت في الأساس. هكذا أُقدر، كان سيعمل شارون، وهكذا كان سيعمل رابين ايضا. بمقابلة ذلك، رمت حكومة كديما ورقة لعب علي الطاولة، من غير أن يُطلب اليها ذلك، وبهذا تطوعت لتُضائل لاسرائيل ميدان الحيلة.ان معرفة لعب لعبة الورق السياسية ـ الاستراتيجية في الشرق الاوسط كانت ممنوحة كما يبدو لشيوخ الجيل فقط، ديان، وشارون، ورابين وشمير ايضا (فقد كانوا يصمتون ـ كلهم). لأسفنا، لا توجد اليوم زعامة لها خبرة بالحوار الاستراتيجي المركب هذا. الخبرة والمعرفة، اللتان تُمكنانهم من العمل بثقة قبالة طاولة اللعب، وقبالة خصوم لديهم ذكاء قطط الشارع، يلعبون هذه اللعبة السياسية منذ سنين طويلة، بعيون شبه مغمضة.يبدو اذا، أن حكومة كديما، التي يديرها في الأساس خبراء استطلاعات، وضعت ورقة لعب علي الطاولة، لأن الجمهور يفضل هذا كما يبدو. الآن كل ما بقي لحماس أن تنظر فيها، وأن تفكر، وأن تفعل ما يريدون. مثلا، علي الأقل للإيهام، ولعرض موقف معتدل حيال اسرائيل، التي انطوت علي نفسها وأغلقت الجيوب والأرجل. وهكذا حدث مرة اخري علي أية حال علي أيدي دعويي حماس، أن اسرائيل آثمة في كل شيء. سيهاجمون علي امتداد الجبهة الاعلامية بأن اسرائيل هي التي تُدهوِر، وهي العنيفة، وهي الحذاء الثقيل في الشرق الاوسط والمنطقة وما شابه. سيستمرون في الارهاب ايضا، وسيتظاهرون بأنهم مساكين. انهم يعرفون كيف يفعلون ذلك علي أحسن وجه، وفي اسرائيل لم يعد هناك قادة يعرفون ذلك.في ظاهر الأمر، يوجد امكان أن تغير حكومة كديما استراتيجيتها. أن تسترد ورقة اللعب الفاضلة التي طرحتها علي الطاولة. في ظاهر الأمر فقط، لأنه لا يجوز لها أن تلتوي في فترة انتخابات. سيقول لهم كل خبير حملات انتخابية ـ لا يجوز لهم أن يلتووا وأن يكشفوا عن بلبلة وأن يُبلبلوا الجمهور (ما عدا الحملة الانتخابية لعمير بيرتس بالطبع، الذي أصبح يلتوي للمرة الثالثة).ولأن الحملة الانتخابية أهم من المصلحة الاسرائيلية، فان اسرائيل ستبدأ في خسارة النقاط. بدل أن تخسر حماس النقاط. ستبدأ اسرائيل مرة ثانية في خفض سقف شرعيتها، وسقف الشرعية المخفوض يضر بها من ناحية عسكرية. سقف الشرعية المنخفض يضائل جدا مجال حيلة الجيش الاسرائيلي. سقف الشرعية المنخفض كان لاسرائيل قبل خمس سنين، وعندها، عندما دخل الجيش الاسرائيلي غزة، صرخت اوروبا كلها والعالم الغربي للهول. انصرف الجيش الاسرائيلي عن غزة وذيله بين رجليه.كان شارون ورابين سيصمتان في هذا الوقت. وينتظران. يلعبان بحسب الأذن، كما اعتاد كلاهما القول، لنسمع ما عندهم يقولونه ثم نرد. اذا كانوا لطفاء، فسنُجاريهم، واذا كانوا أوغادا، فسنفجر أدمغتهم. بسيط وسهل، وصحيح ايضا.أما اولمرت ولفني فليس لهما الكثير مما يتعلمان من جهة ثانية، من طريق الرجلين فقط. لا مصدر يتعلمان منه، لأنه لا يوجد شيء مسجل في الديوان الذي يسمي ديوان رئيس الحكومة. فكل ما فعله شيوخنا فعلوه بغير كتابة حتي كلمة واحدة. خسارة. ليست خسارة لـ كديما . خسارة لنا.حاييم آساالمستشار الاستراتيجي السابق لاسحق رابين(معاريف) 23/2/2006