يهودا والسامرة أولا؟

حجم الخط
1

الأصعب عليّ هو أن أرى أسى الخاسرين. ليس الالم على الخسارة هو ما يصعب مشاهدته بل نبل الخاسر صعب على الهضم. ففي ذروة الاهانة، على الخاسر ان يتوجه نحو المنتصر وان يصافحه. هناك من يبالغ ويرفق المصافحة بتهنئة عذبة من الفم الى الخارج بينما في العمق في الداخل توجد المهانة والخيبة متداخلتين دون عراقيل.
هذا تقريبا هو وضع اليسار في اسرائيل، في كتاب التاريخ عن المسيرة السلمية التي كانت موجودة ولم تعد. واذا لم يكن بكاف أن مبادرة الدولتين آخذة في التبخر، فان خطاب الضم سيطر على الجمهور الاسرائيلي وهو هنا كي يبقى. احدى الحجج الممجوجة التي استخدمها الناطقون بلسان اليسار في وجه اليمين هي انعدام البشرى لدى مؤيدي الاحتلال. وكانوا في اليسار يشتكون: «انكم لا تعرفون سوى ان تقولوا لا ولا. لا يوجد اي اقتراح تضعونه على الطاولة، فقط الرفض».
وها هي إذن مرت السنون، ويئس مبعوثو الولايات المتحدة الى المنطقة وفي اليمين قبلوا تحدي غصن الزيتون. يوجد حل وهو الضم. نبدأ من الكتل الاستيطانية التي «ليس عليها خلاف». تلك التي كانت بيد اسرائيل حتى قبل اندلاع حرب الايام الستة. غوش عصيون بشكل خاص وباقي اراضي ج بشكل عام. البعض سيقول ان هذا يعني ضم نحو مئتي الف فلسطيني الى حضن اسرائيل. «هذه ليست مشكلة على الاطلاق»، سيقول الاخرون. فهم سيحصلون على حقوق كاملة كآخر المستوطنين. بل ان هؤلاء سيروون لنا بان حلم الفلسطينيين في المناطق ج هو أن يكونوا مواطنين أزرق – أبيض. وسيقولون: «انهم يرون ما حصل في الربيع العربي وهم يعرفون بان افضل ما يكون للمرء هو أن يكون اسرائيلي – عربي».
عند الدخول في تفاصيل الضم، تتضح الصورة. مؤيدوه يوضحون بان حتى الاقتصاد الاسرائيلي سيكسب. فالدعم لحقوق عشرات الاف مواطنينا الجدد سننتجه من الطلب على الاراضي مثلا. فالاف الدونمات ستفرز للتنمية السريعة، ولن يعود خط اخضر واضح وحتى اليساريين سيرغبون في شراء أرض للبناء في أرض الميعاد المضمومة. وسنقلل غلاء المعيشة بفضل الدولة الجديدة والموسعة. وهذا مجرد أحد البنود في قائمة الربح الذي في الضم. وجوانب اخرى عديدة له وأمامه. وبالطبع المناطق ج هي فقط البداية، وهي فقط الذريعة لاستعادة ما نستحقه، أ و ب أولا.
كم هو صعب أسى الخاسرين. الاستيعاب بانهم وصلوا الى نهاية الطريق. الفهم بان من هنا لم يعد سبيل للاصلاح. والهتافات ليست لك ومن أجلك. فقد اخذ مصيرك منك وهو الان في أيدي الاخرين. وهذا الضام هو منذ زمن بعيد مثابة الاغلبية.
ليس لك الكثير من البدائل الا ان تلف وجه الخاسر النبيل وان ترفع الى الملعب فقط كي تتمكن من مصافحة يد المنتصر – الذي سيضم كل ما يتحرك وكل ما سيتحرك في دولة واحدة كانت ذات مرة ترغب في أن تنقسم الى اثنتين.

معاريف/الاسبوع 10/6/2014

درور زرسكي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول د. حسين السلع - فيلدلفيا:

    العجب العجاب يا درور بأنك كبقية الصهاينة الحالمين باسرائيل من الفرات الى النيل تريدون ضم الارض الفلسطينية كاملة لاسرائيل لتصبح دولة اوسع لكم تعيثون فسادا في ارضها وتستوطنون اراضيها كأنه لا يوجد فيها شعب فلسطيني يمتلك هذه الاراضي اب عن جد نمذ الاف السنين وقبل احتلالكم الاول لفلسطين من الكنعاني الفلسطيني الاول كما توراتكم عندما قبلوا بعبوركم الى مصر واعطوكم الارض للعيش عليها معهم فقمتم باحتلالها كماتفعلون هذه الايام. لا قانون يردعكم ولا اخلاق ولا انسانية ولا مسؤولية: لكن القوة ثم القوة ثم القوة ولا شيء غير القوة.
    سيأتي يوم يسقط دعم اوروبا وامريكا وروسيا لكم وسترون بأنكم لوحدكم يا مساكين وستركعون للشعب الفلسطيني الذي سيشكل اكثر من 50% من دولتكم العتيدة وبديموقرطيتكم الزائفة والتي ستمارسون فيها الفصل العنصري ومحاولة مسح الشعب الفلسطيني بكل الوسائل ولكنكم ستخرجون من ارضنا هذا وعد الله مهما عملتم فقد قضى ربنا هذا ولا بد أن يتحقق… اعملوا ما تحبونه فالوعد آت…

إشترك في قائمتنا البريدية