القاهرة ـ «القدس العربي»: في خطوة هامة على طريق إعادة الانضباط والأمن للشارع المصري، تفقد المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، واللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، الحملات الأمنية المكبرة في وسط العاصمة، وشارع 26 يوليو، ووكالة البلح، وميدان الاسعاف، لإزالة الاشغالات والباعة الجائلين بالمنطقة، وإبعادهم عن الشارع تمامًا لتسهيل الحركة المرورية بالمنطقة.
وقاد الحملات كل من اللواء علي الدمرداش، مساعد وزير الداخلية مدير أمن القاهرة، واللواء محمد قاسم، مدير مباحث القاهرة، واللواء إسماعيل عز الدين، مساعد مدير الأمن لقطاع غرب القاهرة، واللواء إبراهيم الزيات، مدير شرطة مرافق القاهرة، والعميد منتصر فتحي، رئيس قسم العلاقات الإنسانية بالعاصمة، والعميد إيهاب فوزي، مأمور قسم الأزبكية.
بدأت الحملة في تمام السادسة مساء أمس الأول بمرور أفراد شرطة المرافق على البائعين بالشارع ومطالبتهم بمغادرة المكان فوراً، تمهيداً لقدوم مدير أمن القاهرة، اللواء علي الدمرداش، لتفقد الشارع، ما استجاب له بعض الباعة في بداية الشارع ناحية مستشفى الجلاء للولادة، بينما رفضه البعض الآخر، فتدخلت قوات الشرطة وأزالت أكشاك الباعة والخيام بالقوة إلى نهاية سور مبنى شركة جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء، والتف أفراد الحراسة حول مدير الأمن وشكلوا حلقة دائرية من حوله، ومنعوا الجمهور من الوصول إليه، خوفاً من الاعتداء عليه، وشهد ميدان الإسعاف حالة استنفار أمني مكثفة أثناء وجود مدير الأمن في المنطقة.
وأسفرت جهود تلك الحملات عن إبعاد جميع الباعة الجائلين عن الطريق الخاص بمرور السيارات، ورفع كل البضائع لأعلى الأرصفة لتسهيل تسيير الحركة المرورية بمنطقة وسط العاصمة، كما نبه رجال الشرطة على أصحاب البضائع في شارع طلعت حرب بضرورة رفع بضائعم من الشارع، حيث قاموا بالفعل بوضعها أعلى الأرصفة.
وفور وصول كل من المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية لميدان الإسعاف وترجلهم من سياراتهم لتفقد أعمال حملة إزالة الإشغالات، استقبلهم المواطنون بالتهليل والتكبير والزغاريد وهتافات «تحيا مصر».
فيما التقى رئيس الوزراء، بعدد من المواطنين، وأكد لهم أن الحكومة الجديدة قادرة على العبور بالبلاد لبر الأمن والأمان، وان الحكومة ستقوم بأقصى جهدها حتى تصل مرحلة الأمن بالشارع المصري لأقصى درجاته.
وطالب محلب الباعة بالالتزام بالوقوف أعلى الرصيف، وألا يستخدموا الشارع حتى لا يقعوا تحت طائلة القانون، مؤكدا أن ما يفعله من أجل بلد محترمة، قائلا «اللي بنعمله علشان البلد تبقى محترمة».
وقال عرفات محمد، 25 سنة، أحد الباعة الجائلين «عارفين إن شارع 26 يوليو ضيق، لكن دا أكل عيشنا ومهنتنا اللي ما نعرفش نشتغل غيرها، بقالي 17 سنة شغال فيها وببيع ملابس من سنتين في الشارع، والبائع اللي ملحقش يشيل بضاعته شرطة المرافق كسرت خيمته وحاجته والبضاعة دي غالية جداً، وكلنا علينا فلوس بالدين وأمانات، أنا مثلاً مديون بـ170 ألف جنيه والبضاعة كلها في السوق، عشان كدا أول ما بشوف الشرطة نازلة الشارع بحس إن عزرائيل هيقبض روحي وبدخل البضاعة بسرعة إلى المخزن، كل مرة كانوا بيقعدوا نص ساعة ويمشوا لكن المرة دي طولوا»
وقالت عزة فتحي، 43 سنة، بائعة فاكهة بالشارع « أنا وارثة الشغلانة دي عن أبويا وشغالة فيها عشان أصرف على بيتي وعيالي لأن جوزي تعبان، إحنا أصلاً صعايدة وبيع الفاكهة كل حاجة في حياتنا، إحنا بنشتغل وبنصحى بدري زي ما السيسي طلب من الشعب، أنا انتخبت السيسي ونزلت ميدان التحرير احتفالاً بفوزه في الانتخابات، الشارع بيتأجر بـ50 أو 100 جنيه حسب المساحة».
ويقول على حسين، 23 سنة، بائع متجول « أنا قاري فاتحة من سنة ومش عارف أجيب شبكة بـ5 آلاف جنيه، لما اشتغل بياع وآكل بعرق جبينى مش أحسن لما انحرف وأتاجر في المخدرات ولو الحكومة وقفت قدام رزقنا هتعمل من الشباب بلطجية»
بينما يقترح كريم عزت « قبل إزالة الأكشاك وتطهير الشارع من البائعين على الحكومة توفير بديل لنا، وطلبنا من محافظة القاهرة أكثر من مرة تخصيص جراج وابور الثلج واسع المساحة بالمنطقة للباعة، وطلبت المحافظة صور البطاقات الشخصية منا أكثر من مرة دون تقديم أي جديد، طلبنا من مدير الأمن سرعة تخصيص هذا الجراج المكشوف لنا وهذا هو البديل المناسب لكل الباعة، لأننا بنحارب عشان لقمة العيش وفاتحين بيوت وأقل إيجار شقة النهارده بـ500 جنيه».
وقال أحد الباعة الذين صادرت الحملة بضائعهم، ، إن الباعة الجائلين اتفقوا مع شرطة المرافق ورئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب على بناء مول من 3 أدوار في منطقة «وابور التلج» ومن المفترض أن يتم تركنا في الشارع حتى تنتهي الحكومة من أعمال البناء وهو ما لم يتحقق بعد أن قامت شرطة المرافق اليوم بمصادرة بضائعنا.
وأضاف البائع أنه لا يريد أن يصبح عالة على المجتمع، موضحًا أن كل ما يطلبه هو الحصول على مكان ثابت يدفع إيجاره ليكسب رزقه.
أما الحاجة أم محمد فتقول «نحن لا نملك إلا بضاعتنا ودى لقمة العيش»، متسائلة عن الوسيلة التي من خلالها ستوفر الطعام والمصاريف الأزمة لمعيشتها هي وأبناؤها في ظل مصادرة الحكومة لبضائهم.
ويؤكد عم حسن أنه يفترش الرصيف بوسط البلد منذ 30 عامًا، ويقول إن الباعة الجائلين وعددهم على حد قوله 3 آلاف بائع مستعدون أن يجمعوا 15 مليون جنيه فيما بينهم لتبني الحكومة مكانًا خاصًا بهم ليتمكنوا من «أكل لقمة عيش بأمان».
وحذر نقيب الباعة من التصادم المتوقع من قبل قوات الشرطة في المعاملة السيئة خلال إزالة البضائع التي هى مصدر رزقهم الوحيد ولا يوجد بديل آخر غيرها قائلا «مش هينفع المعاملة اﻷمنية مع الباعة ولن نفرط في حقوقنا» ولابد من توافر حلول بديلة أخرى بتوفير باكيات أو سويقات لجلب الرزق منها والعمل على تقنين أوضاعهم بأماكن جديدة قريبة من الحيز العمراني والتعداد السكني.
وأشار حسين إلى أنه حدث تصادم واشتباكات كلامية بين عدد من الباعة وقوات الشرطة بمنطقة بولاق أبو العلا وتم التوصل إلى إنهاء الأزمة بين الطرفين، موضحا أنه كان من المتوقع أن تكون هناك اشتباكات دامية بين الطرفين ولكن العقلاء تدخلوا وقاموا بإنهاء الصراع بينهما.
منار محمد
قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق
والحل بسيط جدا لكن يحتاج لاراده
وهو منطقة خاصة بالبسطات
ثورة تونس بدأت مع بائع متجول اسمه أصبح علما وهو البوعزيزي
ولا حول ولا قوة الا بالله
بشرة خير إن شاء الله .. تسلم الأيادي