حماس في سفينة الديمقراطية: الغرق ممنوع

حجم الخط
0

حماس في سفينة الديمقراطية: الغرق ممنوع

حماس في سفينة الديمقراطية: الغرق ممنوعنتائج الانتخابات الفلسطينية وسام شرف رفيع تعلقه فلسطين علي صدرها، متباهية به بين محيطها العربي واقطار العالم الثالث، في هذا البلد القابع تحت الاحتلال تألقت الديمقراطية في ابهي صورها، حيث عبر الناخبون عن آرائهم، وقالوا كلمتهم، واختاروا من يرونه مناسبا لتمثيلهم والتعامل مع متطلبات المرحلة المقبلة.هاهي السلطة الفلسطينية وحزبها الحاكم تخسر الانتخابات، وها هو رئيس حكومتها احمد قريع يقدم استقالته من منصبه، تماما كما يفعل رؤساء الحكومات ذات التقاليد الديمقراطية في العالم، مثل: كندا واليابان والمانيا والهند واسرائيل. وها هي حركة حماس الحركة الاسلامية تشغل المجتمع الدولي وتحرك الغرب. فهل يبدأ خطها البياني بالانحدار نحو مسايرة متطلبات المرحلة، وما تستلزمه من تفاوض مع اسرائيل، والقبول بدولة علي اي شبر من ارض فلسطين، بعد ان كانت تنادي بتحريرها من البحر الي النهر؟ اما علي صعيد العلاقة مع اسرائيل فما من شك في ان فوز حماس سيلقي بظلاله علي الانتخابات الاسرائيلية المقبلة بعد شهرين، ومن المتوقع ان يتجه المجتمع الاسرائيلي نحو التطرف اليميني، كردة فعل علي فوز اليمين الفلسطيني، وقد يفوز حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو، ولكن تطرف الفريقين ربما يكون داعماً لعملية السلام لا مقوضاً لها، لان الاحزاب الحاكمة عندما تكون قوية بما فيه الكفاية تكون اقدر علي تقديم تنازلات مؤلمة علي جانبي خريطة الطريق. علي صعيد التغيير والاصلاح الذي اتخذته حماس شعاراً لها في اثناء حملتها الانتخابية، يتوقع الناخب الفلسطيني منها ان تترجم برنامجها الي واقع عملي، فتحارب الفساد المالي والاداري، وان تتقدم باتجاه محاسبة الفاسدين والمفسدين، واستدراجهم الي قاعات المحاكم، والا ينزلق عناصرها وابناؤهم واشياعهم والمقربون منهم نحو فساد مالي واداري جديد، فتشيع في المجتمع المحاباة والرشوة والبذخ واستعراض السلاح والقفز فوق القوانين والانظمة، وعند ذلك يتوجب علي الجماهير محاسبتها بمثل ما كانت تحاسب به غيرها. يستحق الشعب العربي في فلسطين التهنئة علي انجازه الديمقراطي الكبير، واقباله المرتفع علي الاقتراع، وانضباطه وهدوئه امام حشد من المراقبين العرب والدوليين، ويستطيع هذا الشعب ان يفاخر بتقاليده الديمقراطية اشقاءه العرب، وان يبرهن للاسرائيليين علي انهم ليسوا وحدهم اصحاب تعددية سياسية، كما يستطيع اقناع الغرب المتحمس لاسرائيل بانها ليست الواحة الوحيدة للديمقراطية في صحراء الشمولية والتفرد في المنطقة. د. محمد الجاغوبرسالة علي البريد الالكتروني6

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية