“واشنطن بوست”: أسئلة ترامب ودور “سي آي إيه” في الرد على جريمة قتل خاشقجي؟

إبراهيم درويش
حجم الخط
0

لندن ـ “القدس العربي” :

ما هي الأسئلة التي يجب على ترامب طلبها من (سي آي إيه) بشأن جريمة إسطنبول الشهر الماضي؟

يجيب مايكل موريل، نائب مدير وكالة الإستخبارات في الفترة ما بين 2010 – 2013 بمقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” قال فيه إن هجمات القنابل الأنبوبية على عدد من الأمريكيين البارزين والتي تبعها الهجوم المروع في بيتسبيرغ سيطرت على الأخبار في الفترة الأخيرة. وهناك سبب جيد لهذا فهي هجمات محلية مدمرة وتعيد إلى الماضي المظلم في تاريخ الولايات المتحدة. إلا أنها يجب أن لا تحرف النظر كما يقول موريل عن جريمة قتل الكاتب في صحيفة “واشنطن بوست” الذي كان يحمل إقامة دائمة في الولايات المتحدة، جمال خاشقجي.

ويجب على الولايات المتحدة الرد أبعد من مجرد فرض حظر سفر على السعوديين الذين قالت حكومتهم إنهم تورطوا في عملية القتل. ويعتقد موريل أن تشكيل رد قوي يعني أن هناك دورا مهما لـ(سي آي إيه.)

ويتذكر موريل أن الرئيس جورج دبليو بوش أخبره في الأيام الأولى على توليه المنصب إن المخابرات الامريكية تلعب دورين. الأول وهو واضح لكل شخص، الكشف عن المعلومات السرية التي يحتاجها الرئيس من أجل حماية الوطن والأمة. أما السبب الثاني وهو الأقل وضوحا، ومهما مثل الأول، تقديم (سي آي إيه) المعلومات الضرورة والمنظور الجيد والكافي لمساعدته على اتخاذ قرارات السياسة الخارجية. ويعلق موريل أن هذين الدورين طالما ادهشاه كبيان ممتاز للوجهين العملياتي والتحليلي لـ(سي آي إيه) واستخدمتهما الرئاسات السابقة.

وسخرهما باراك أوباما بطريقة جيدة حتى تم تحديد مكان زعيم القاعدة، أسامة بن لادن وقتله. وفي حالة بن لادن كان على المؤسسة الاستخباراتية ان تسأل السؤال الواضح وهو إن كان بن لادن يختبيء في أبوت أباد في الباكستان أم لا. إلا أن هناك عدة أسئلة كان على الرئيس توجيهها، مثل ماذا تعني الغارة على مخبأ بن لادن للعلاقات الأمريكية-الباكستانية. وإن كان قتل زعيم القاعدة سيدفع أتباعه للقيام بعمليات انتقامية ضد المصالح الأمريكية. وهل يجب أن يكون هدف الغارة هو قتل بن لادن، وكيف يتم التخلص من جثته وماذا سيكون رد العالم الإسلامي. وفي نهاية عملية التحضير قدم للرئيس كتاب ثخين يحتوي على أجوبة لكل هذه الأسئلة. وعبر موريل عن أمله أن يوجه الرئيس ترامب نفس الأسئلة لـ(سي آي إيه) وهو يحضر للرد على مقتل خاشقجي.

وبالطبع فيجب على (سي آي إيه) ان تجمع معلوماتها وتقدمها إلى البيت الأبيض والكونغرس. مثلا، ماذا كانت الخطة السعودية عندما دخل خاشقجي القنصلية في إسطنبول، وهو ما تعرفه جينا هاسبل الآن بعد استماعها لأشرطة التسجيل التي توثق قتل الصحافي. ومن في الرياض علم بالعملية مقدما؟ وبشكل مهم، هل كان ولي العهد محمد بن سلمان يعرف عنها وهل كذب لاحقا على إدارة ترامب؟ ومن شارك في عملية التستر الأولى في الرياض؟ وما هي مناصب السعوديين الذين اتهموا بالتورط في الجريمة بمن فيهم مستشار محمد بن سلمان، سعود القحطاني؟ وهل تم عزلهم من مناصبهم؟ وهل هم محتجزون؟ كما ويجب على(سي آي إيه) تقديم أجوبة عن عدد من الأسئلة التحليلية المفتاحية. مثلا، يجب على وكالة الاستخبارات تقييم برنامج الإصلاح السعودي وأهميته لمستقبل المملكة، وما هي أهميته لنجاح ولي العهد. وهل التحول نحو الديكتاتورية من جانب الأمير ضروري لنجاحه أم خطوة أخرى نحو الفشل؟ وعلى الوكالة تحليل تداعيات العقوبات المحتملة ضد السعودية. وهل سيتضرر ولي العهد سياسيا منها؟ وهل ستخلق حالة عدم استقرار داخل المملكة؟ وكيف سيرد السعوديون وبقية العالم على العقوبات؟ وهل سيحاول السعوديون إصلاح علاقاتهم مع الولايات المتحدة أم يصعدون ضدها؟ وهل سيرى الروس والصينيون نافذة لتقوية العلاقات مع السعودية ونقل التحالف شرقا؟ وكيف سيحاول الإيرانيون الاستفادة من الصداع في العلاقات الأمريكية-السعودية؟ وأهم من كل هذا فما هي وسائل الردع؟ إن لم تقرر الولايات المتحدة فرض عقوبات على النظام السعودي، أو غيره، والجرأة على ارتكاب نفس الجرائم في المستقبل؟ وهل سيؤدي تحرك ضد الرياض لردع الدول الأخرى؟  أو أن هذا لن يكون مهما؟ ويرى موريل ان عمق التجربة التي يملكها ضباط سي آي إيه وسعة وعمق الخبرات التحليلية لديهم يعطي الوكالة قدرة ليست متوفرة لأحد كي تتابع طريقها في التحقيق. واستخدمت الإدارات السابقة هذه القدرات واعتمدت عليها في اتخاذ قرارات مهمة. وربما تقوم(سي آي إيه )بهذا العمل فيما يتعلق بقتل خاشقجي لكن من المهم أن تحول الإدارة والكونغرس الأسئلة إلى أفعال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية