هوس شارون بطرد عرفات من لبنان خلق حزب الله وتصميمه علي طرده من المقاطعة جلب هنية ومشعل وابو مرزوق الي رام الله

حجم الخط
0

هوس شارون بطرد عرفات من لبنان خلق حزب الله وتصميمه علي طرده من المقاطعة جلب هنية ومشعل وابو مرزوق الي رام الله

عربدة المارد الامريكي في المنطقة وافكار فرض الديمقراطية قادتا لتدهور الوضعهوس شارون بطرد عرفات من لبنان خلق حزب الله وتصميمه علي طرده من المقاطعة جلب هنية ومشعل وابو مرزوق الي رام الله شخصان، ارييل شارون وياسر عرفات، هما المسؤولان. اذا ما تجاهلنا للحظة هراء الساعة وتعالينا للحظة عن مستوي النظر، اذا تبنينا لغمضة عين نظرة تاريخية، فسنري الصورة بكامل وضوحها: ياسر عرفات واريئيل شارون، بحياة وموت (أحدهما) هما محدثا المسيرة. كل شيء بدأ ، استمر وحصل بالهامهما. الهوس غير القابل للكبح لدي شارون بطرد عرفات ومخربيه من لبنان خلق حزب الله، جلب نصر الله وجعل لبنان موقعا ايرانيا متقدما ومخزنا للصواريخ الاسلامية القابلة للانفجار. النوازع غير القابلة للسيطرة لدي شارون في طرد عرفات حتي من المقاطعة جلبت الي هنا اسماعيل هنية، خالد مشعل وموسي ابو مرزوق و حمس رام الله. ليس في هذه الاقوال ذرة عطف أو تقدير علي ياسر عرفات وعمله. من جهة اخري، يوجد فيها (وفي اقوال المزيد فالمزيد من كبار رجالات جهاز الأمن) غير قليل من التوق. شوق للايام التي كان فيها في الطرف الاخر عنوان. جلس الي هناك واحد يمكنه أن يوفر البضاعة (علي الاقل في السنوات الاولي)، والتوقيع علي الاتفاقات. أحد ما اعترف علي الملأ بوجود اسرائيل، بحل الدولتين، بكنز الكلمات المتبع في العالم، بالمصالح التي ليست فقط اسلامية اصولية مظلمة، مطلقة ونهائية. واذا أضفنا الي هذه المسيرة عربدة المارد الامريكي في المنطقة في السنوات الاخيرة، مع افكار التحول الديمقراطية المجنونة لديهم والتي تضرم النار في الشرق الاوسط وتهز اسس انظمته، فاننا سنصل بالضبط علي ما نحصل عليه هذه الايام. جنون اخضر من الجدار الي الجدار: رأس الافعي يقبع في طهران واذرعها تمتد الي بغداد، بيروت، رام الله، غزة ودمشق وتهدد عمان والقاهرة. قبل بضعة ايام وصل الي القدس تقرير عن لقاء جري في بداية شباط (فبراير) في واشنطن بين الملك الاردني عبد الله ونائب الرئيس الامريكي ديك تشيني. وحسب التقرير فان الاردنيين اصيبوا بالصدمة في ضوء الاقوال التي صدرت عن بعض رجالات تشيني الذين تحدثوا ضد أبو مازن بكلمات حادة، دعوا الي استقالته وأسموه حائطا مائلا . والامريكيون لشدة المفاجأة، اعربوا عن رضاهم من انتصار حماس واشاروا الي ان الامر يعزز فقط مفهومهم في أنه يجب سحب اليدين من الفلسطينيين وترك الاسرائيليين يعالجونهم .وحسب التقدير، فقد خرج الاردنيون من مكتب نائب الرئيس باحساس في غاية الشدة. في مناطق اخري في واشنطن، ولا سيما في وزارة الخارجية، سمعوا مفاهيم معاكسة تقضي بأنه من الضروري والواجب تعزيز ابو مازن. ولكن تشيني، الذي لا تزال مكانته صلبة اعطي النبرة. المعسكر الصقري في واشنطن يستيقظ هذه الايام من جديد رغم حقيقة أن العراق قد أصبح منذ زمن بعيد مستنقع دماء يغلي وبعد قليل سيتوقون هناك لفيتنام. النزعة الصقرية الامريكية المستيقظة هذه تتجه الي مكان جديد: طهران. علي الاقل في هذه الحالة الهدف جدير. والسؤال هو اذا لم يكونوا قد استيقظوا هناك في وقت متأخر اكثر مما ينبغي. ففي نهاية الولاية الثانية لجورج بوش من شأننا أن نبقي هنا مع ايران نووية، لبنان اسلامي، سورية متضعضعة، دولة فلسطينية حماسية، اردن متأرجح ومصر فزعة. وعندها عندما سيكون بوسع تشيني أن يكرس كل وقته للنار المصادفة علي رفاق في رحلات الصيد، سيبقي لنا مهمة معالجتهم .مطلوب هزة جديةفي هذه الايام ينتهي عمل لجنة خاصة شكلها وزير الدفاع شاؤول موفاز لفحص واعادة صياغة مفهوم الامن القومي لاسرائيل. ويترأس اللجنة دان مريدور وهي تضم في عضويتها من كل الوان القوس. الجيش الاسرائيلي، المخابرات، الموساد، وزارة الخارجية، مجلس الامن القومي، لجنة الطاقة الذرية. وبعض الاعضاء كانوا خرجوا الي التقاعد ممن لا يجدون رزقهم داخل الجهاز ولم يعودوا متعلقين به. الهدف: محاولة اعادة صياغة المصالح القومية، مفهوم الامن الاساس لدولة اسرائيل، وهي شؤون لم تبحث بجدية منذ قيام الدولة (باستثناء محاولة قصيرة من وزير الدفاع اسحق موردخاي). موفاز، رغم مذهبه الكفاحي، فهم بان الجهاز يحتاج الي هزة جدية وهذه يجب أن تأتي من الخارج. مطلوب تفكير. اعادة تقدير. غير أنه مع قيام لجنة مريدور جري خصيها خصيا عميقا. رئيس الوزراء شارون عارض لزمن طويل رئاسة دان مريدور للجنة (الي أن رضي). وبعد ذلك حظر عليها البحث في مواضيع جوهرية، مثل المواجهة النووية، عرب اسرائيل ومواضيع اخري قابلة للانفجار. ورغم ذلك أقامت اللجنة سلسلة طويلة من اللقاءات وصاغت توصيات. وسيقوم مريدور برفعها لموفاز الشهر القادم. لا يزال لا توجد مسودة وفي وزارة الدفاع لا يعرفون تماما ماذا سيكون مكتوبا فيها. ويظهر الفحص انه سيكتب هناك امور مثيرة للاهتمام. اللجنة ستوصي، اذا لم تطرأ تغييرات او تنشأ مخاوف في اللحظة الاخيرة، بتعديل مفهوم الامن وتوجيهه الي الداخل. نقل مصادر من الجيش الاسرائيلي واجهزة الامن التقليدية (المدرعات، المدفعية وما شابه) الي الشرطة، حرس الحدود، المخابرات. والتركيز علي الامن الداخلي. هجر القاعدة المقدسة لنقل المواجهة الي ارض العدو ، النزعة الهجومية الدائمة للجيش الاسرائيلي (رغم اسمه) ـ في صالح الدفاع والتركيز علي الدفاع عن الحدود. وكلما دخلت اسرائيل في ترسيم حدودها (في الشمال وفي الجنوب استكملت العملية)، وكلما استكمل جدار الفصل، يتعين علي اسرائيل أن تستثمر جل تفكيرها وجهودها في الدفاع عن هذه الحدود والتركيز عما يحصل داخلها. وهكذا مثلا يجب اعادة حرس الحدود الي هدفه الاصلي. ان يحافظ رجال شرطة حرس الحدود علي الحدود، أن يأخذوا المسؤولية من الجيش الاسرائيلي، ان يدربوا لهذا الغرض وان يعملوا فيه كل يوم، طوال اليوم، علي مدي السنة. اما الجيش الاسرائيلي فليتدرب ليعني في شؤونه، وعندما تنشأ جبهة علي هذه الحدود او تلك، يأخذ هناك صلاحياته. الشرطة ستحصل علي تعزيزات من الجيش الاسرائيلي وستُخَصص لها وسائل أكثر تطورا. قوة المدرعات الاسرائيلية التي تم تقليصها بصورة معمقة مؤخرا ستتقلص أكثر فأكثر لصالح مقاتلة المستقبل (الطائرات بدون طيار والمروحيات والاقمار الصناعية ووسائل التدمير الالكترونية). وبالمناسبة، أحد تفسيرات التبني المحتمل لتوصيات اللجنة يمكن أن يؤدي (مرة اخري) الي اغلاق مشروع دبابة المركباه. لا حاجة للمزيد من تعزيز أسطول آلاف الدبابات الثقيلة المكلفة التي تستوجب تخصيص قوي بشرية في الوقت الذي تتوفر فيه اليوم طرقا أفضل وأكثر نجاعة لابادة دبابات العدو.مجلس الأمن القومي كان قضية خاصة في عمل اللجنة. نحن مررنا في هذه التجربة في أكثر من مرة سابقا. وفي كل مرة يقوم رئيس المجلس الدوري (عبري، ديان، هليفي والآن آيلاند) بالتخطيط عاليا عاليا ليجد نفسه خلال فترة قصيرة فوق ارض منخفضة جدا. هذا المجلس أُقيم بمبادرة من رئيس الوزراء نتنياهو، ولكن من دون صلاحيات حقيقية. الآن قد يوصي تقرير لجنة مريدور بحل هذه المعضلة مرة والي الأبد.للتقرير آثاره علي طريقة ادارة الدولة من قبل رئيس الوزراء ومكانة المجلس الوزاري وعمل الطاقم القيادي وطريقة التفكير والرؤية الشاملة. ليس في دولة اسرائيل بعد جسم تفكيري أو تخطيطي مركزي، مدني ومتنوع، يمكنه أن يقوم بدراسة كل المعلومات المتوفرة والآراء من الجيش وخارجه لبناء رؤية شمولية واحدة. كان من المفترض أن يكون مجلس الأمن القومي هذا الجسم المنشود، مثلما يقوم نظراؤه في اغلبية دول العالم الغربي. إلا أن مجلسنا ليس كذلك.يتراكضون من حريق الي آخرايهود اولمرت اذا كان سيصبح رئيس الوزراء القادم فعلا، سيضطر الي اتخاذ قرار قريبا حول كيفية ادارة الامور. هل سيواصل نفس الخط الذي كان حتي الآن (ونتائجه مشتعلة علي الارض)، أم سيغير الرؤية. هل سيضفي طابعا مدنيا علي الأمن القومي. وهل سيُجلس قبالته اشخاصا مدنيين وليس فقط عسكريين جامدين متحجرين وأسيرين لفرضيتهم النظرية الذاتية.رئيس الوزراء في اسرائيل يلتقي اسبوعيا بشخصيات منفردة بمشاركة سكرتيره العسكري، وهي: رئيس الشباك، رئيس الموساد، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، رئيس الاركان، رئيس لجنة الطاقة النووية وغيرهم من كبار القادة. كل واحد يقول له ما يجول في خاطره، وكل له أجندته. الرئيس يصغي وسكرتيره يلخص النقاش في وثيقة خاصة ويواصلون الي الأمام لاطفاء الحريق القادم. ليس هناك تعامل ومعالجة منظمة للمعلومات، ولا تفكير منظم. من المفترض أن يقوم رئيس الوزراء بمعالجة كل المعطيات التي تصله في ثنايا دماغه. ليست هناك بقعة مركزية تتجه نحوها كل القنوات وتخرج منها المعلومات والنتائج الملائمة.هذه البقعة المركزية يفترض أن تكون مجلس الأمن القومي. في هذا المجلس تُركِّز الذاكرة القومية بكل ما يرتبط بالأمن القومي كأرشيف مثالي ذي معلومات متراكمة. لماذا يجب أن يكون ذلك؟ لأنه آن الأوان لأن يحدث ذلك.الكل كما أسلفنا يعتمد علي اهود اولمرت. ربما يؤدي كونه مدنيا غير أسير لأخوة الجنرالات ولا لهالة العسكريين والكاريزما الخلابة التي يتصفون بها (هل حقا)، الي تمكينه من القيام بشيء ما بهذا الصدد. قد يقوم اولمرت بانعاش هذا المجلس وتقريبه منه وتحويله الي مستشاره للأمن القومي واعادة السكرتير العسكري الي منصبه الأصلي كقناة تربط بين الجيش ورئيس الوزراء علي المستوي التقني ـ التكتيكي.علي سبيل المثال: رئيس الشاباك قدِم لرئيس الوزراء قبل مدة من الزمن (لارييل شارون)، وأوصي ببناء جدار في قلب قرية الغجر علي الحدود اللبنانية. شارون أصغي ليوفال ديسكن الذي عرض عليه بصورة مقنعة موقفه (القائم علي نظرة الشاباك الضيقة؛ ووافق. ولكن في ذلك الحين دخل غيورا آيلاند، رئيس مجلس الأمن القومي، الي الصورة. المجلس أجري نقاشا واسعا بموافقة شارون، وشارك فيه خبراء من كل الاتجاهات، بحيث تقرر في نهاية المطاف تغيير النظرة الأمنية بصورة جوهرية في الغجر بدلا من اقامة الجدار. النتائج أُرسلت الي شارون فاقتنع بها. وهكذا لن يكون هناك جدار في الغجر ولن تُقسم القرية كنتيجة لعمل الطاقم المنظم والشمولي والمطور.ايضا في قضية حماس حدث أمر مشابه. جهاز الدفاع اقترح فك الارتباط مع الفلسطينيين بصورة كاملة واغلاق المعابر ومنع دخول العمال وفرض حصار مطبق بطريقة غاضبة وصاخبة. هنا ايضا دخل مجلس الأمن القومي الي الصورة أكثر استعدادا. هناك اليوم طاقمان يقومان بتناول قضية حماس في الواقع. الاول برئاسة فايسغلاس، ويشارك فيه رئيس هيئة الاركان ورئيس الشاباك ورئيس شعبة الاستخبارات وباقي العالم. أما الثاني فهو مجلس الأمن القومي برئاسة غيورا آيلاند، حيث يشارك فيه اعضاء المجلس فقط. في نهاية المطاف وبعد اصغاء كبير، تبنت الحكومة نهج مجلس الأمن القومي في اغلبية القضايا ذات الصلة. لانه عندما هدأ روع الجميع وسمعوا ما سيترتب علي قطع جهاز الجمارك (خرق اسرائيلي لاتفاق باريس)، والرد المصري المتوقع وما الي ذلك، عادت العقلانية الي الجهاز.اسرائيل بحاجة الي تفكير آخر. أكثر مدنية وأقل تحجرا. تفكير من نوع يوسي بيلين (من دون علاقة باليسار أو باليمين) مع أفكار خلاقة وخيال وتحطيم للآراء المسبقة. في كل مرة نصل الي النتائج ونقبل حكم الحركة عندما يصبح الأمر متأخرا جدا. بعد حرب حزيران (يونيو) بأيام كان من الممكن الحصول علي انجازات لم تعد منذ زمن ذات صلة مقابل المناطق. اتفاق بيلين – أبو مازن الذي استكمله يوسي بيلين في عام 1995 عشية اغتيال رابين، يعتبر اليوم حلما ورديا وخياليا وغير واقعي. وهكذا دواليك. في كل مرة يثور الجهاز الأمني ـ العسكري منتصبا علي ساقيه الخلفيتين وآسرا في شباكه كل الجهاز السياسي، موزعا التحذيرات الرهيبة والسيناريوهات البلهاء، ويحبسنا في داخل زنزانته. وماذا يحدث في نهاية المطاف؟ نحن نكون في خضم السيناريوهات الرهيبة والتحذيرات الحمقاء من دون امكانية للمساومة أو للرد لأنه لا يكون هناك من نساومه ولا ما نساومه عليه. قمنا بتصفية قادة حماس (حولنا الحركة الي بطل قومي)، وعزلنا عرفات، وجففنا وأزلنا (ونحن الآن في خضم الحنين) وما الي ذلك. المجتمع الفلسطيني العلماني والمؤيد للاتفاق مع اسرائيل (بأغلبية كبري) في عام 1993، حولناه الي عصبة قتلة خضراء، اسلامية، متزمتة في معظمها، لا يوجد ما يمكن ومن يمكن الحديث معه فيها.والان يجب التصدي لحماس. ففي النهاية سنتحدث معهم أيضا. ليس الجميع في الجهاز يعتقدون بأن هذه كارثة كبري بهذا القدر. وبالمناسبة، ففي اليمين ايضا توجد أفكار اخري. د. يوفال ارنون اوحنا من مملكة الضفة الغربية (!) يعتقد أن مفهوم جهاز الامن والاعلام عن صعود حماس الي الحكم هستيري ووحيد البعد. يوجد في هذه المسيرة ايضا غير قليل من الجوانب الايجابية. وحسب اقواله، فان حقيقة أن مواقف حماس واضحة وعلنية تشكل ميزة لاسرائيل. حقيقة أن حماس لا تركز علي حق العودة بل علي انهاء الاحتلال، نظرة حماس الي الكفاح كأمر محصور فقط في الشعب الفلسطيني في فلسطين، والشك الذي تتخذه تجاه ايران وفوق كل ذلك ـ كون حماس جهة عقلانية، غير مجنونة، تعمل حسب اعتبارات المصلحة، وكذا الهرمية وطريقة مرتبة في اتخاذ القرارات. وبتعبير آخر: هناك امكانية للمناورة، للترويض، وربما أيضا للعمل معها في المستقبل، بما في ذلك ايجاد حلول ابداعية في كل المجالات. ومن الجهة الاخري، يوجد موقف الجهاز. آفي ديختر، رئيس المخابرات السابق واليوم احد كبار مسؤولي كديما، يصر. حماس برأيه هي تهديد استراتيجي علي المدي البعيد. وديختر لن يفاجأ اذا ما تحول الجيش الشعبي الذي اقامته حماس بأمر مباشر من احمد ياسين ويضم منذ اليوم نحو 5 الاف مخرب، الي ذراع فرض القانون الاساس للحكم في السلطة الفلسطينية أو بتعبير آخر الي حراس الثورة . حماس ليست فقط ما نراه في التلفزيون، بل أيضا، وبالاساس، عصبة خفية، مظلمة، من الايديولوجيين الاسلاميين المتطرفين الذين يقبعون في مخيمات اللاجئين في غزة، يعبرون عن آرائهم جماعيا ويحلمون بالقاء اليهود في البحر. حماس، كما يقول ديختر، ستضطر الي الاختيار قريبا بين مسارين: ذاك الذي يؤدي الي ايران، الي التطرف الاصولي والي الصراع الخالد ضد اسرائيل والغرب؛ أو ذاك الذي يؤدي الي داخل المجتمع الفلسطيني، بهدف العمل من أجل الشعب الفلسطيني وتحقيق الحد الاقصي له بهذه الطريقة أو تلك.ينبغي لنا أن نأمل ان تختار حماس الخيار الثاني. وفي هذا السياق، هناك قصة قصيرة: قبل اسبوعين جري الحديث هنا عن رئيس بلدية نابلس عدلي يعيش، المقرب من حماس، الذي أمر بتجميد فتح سينما جديدة في مبني مكاتب يبني في مركز المدينة. شبابنا، قال يعيش، لن يري افلاما غربية بالمشاهد التافهة. وها هو قبل بضعة أيام يتصل بي يعيش نفسه لنفي ذلك قائلا: لست رجل حماس، لم أتجول في المبني، هو ليس من 12 طابقا بل من 8 ولا توجد فيه اي سينما ولم آمر باغلاقه . أُف. ماذا إذن؟ فقد انتخب بتأييد من حماس. مقرب من حماس، وبالفعل تجول في هذا المبني، ولكن ليس بعد الانتخابات في السلطة الفلسطينية بل قبلها. ونعم، كان يفترض هناك ان تقوم قاعة مناسبات وبث افلام صغيرة، ليس سينما. ولا، لم يغلقه. فما الدعوة ؟، قال يعيش. انا نفسي اشاهد الافلام .اي فيلم شاهدته مؤخرا؟ لا توجد سينما في نابلس، ولهذا فانا اشاهد التلفزيون .المعلومة التي نشرت عن يعيش هنا وصلت من جهاز الأمن. معلومة مؤكدة ومحصورة ، كما يقولون. غير أنه تبين انه لكل معلومة توجد زاوية تفحص منها. كما يتبين أيضا أن رئيس بلدية نابلس يهتم بما نكتبه عنه في صحيفة اسرائيلية، إذ ما يكتب عنه يمس بصورته، وبالتبرعات من منظمات اوروبية ودولية تتأخر والسكان يزعجهم بعض الاكراه الاسلامي وبتعبير آخر: ربما يكون هناك ما يمكن الحديث فيه او من يمكن العمل معه. ما هو مؤكد هو أنه يوجد ما يمكن الكتابة فيه. بن كسبيتالمراسل السياسي للصحيفة(معاريف) 24/2/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية