عادة مكروهة

حجم الخط
0

أعمال الجيش والمخابرات الاسرائيلية للعثور على التلاميذ الثلاثة المخطوفين قبل ستة ايام دخلت حالة من الروتين العادي. ليس في ذلك ما يشكك في دوافع قوات الامن، في تمسكهم بالمهمة وفي تصميمهم على حل اللغز. ولكن عمليا منذ بضعة ايام ولا يوجد اي شيء يبلغ عنه في القضية.
عما عثر عليه في السيارة المحروقة التي استخدمها الخاطفون، محظور الحديث بحكم أمر حظر نشر اصدرته المحكمة بطلب من الدولة. ولكن حتى في هذه الامور، وكذا في المعلومات التي جمعتها المخابرات حتى الان، في تحليلها ومعالجتها – لا يوجد ما يجيب على الاسئلة الاساس: هل الثلاثة على قيد الحياة؟ اين يحتجزون؟ ومن هم خاطفوهم؟
الروتين في التحقيق، مهما كان هذا التحقيق، هو وصفة مكروهة. وعليه، فقد تشكلت في الجيش وفي المخابرات طواقم لعصف الادمغة، مثابة جهاز يشكك، يتحدى ويهز كل ما يعثر عليه وكل معلومة ومعالجتها من اجل العمل على «التفكير من خارج العلبة».
مصدر أمني رفيع المستوى لفت انتباه الصحافيين لخطاب القاه خالد مشعل قبل شهر (قبل ثلاثة اسابيع من الاختطاف) من مكان اقامته في قطر. في خطابه، قال مشعل ان «رسالتك وصلت، وأنا اعرف بمصاعبك والجواب ستعطيه كتائب عز الدين القسام».
في جهاز الامن شرحوا الجواب الذي «وعد به» مشعل بانه الاختطاف، وهذا هو الدليل على أن حماس هي المسؤولة عنه. ولكن هل حقا كانت المخابرات بحاجة الى تذكير من مشعل؟ ففي السنة والنصف الاخيرتين اكتشف رجالها 64 محاولة اختطاف لجنود أو مدنيين. وفي اسرائيل يعرفون بان أداة الاختطاف أصبحت وسيلة استراتيجية لمنظمات الارهاب. واذا كان هذا ما قصده مشعل، فلعل هذا يؤكد أكثر فأكثر الاحساس بتفويت الفرصة وبالفشل في احباط الاختطاف.
مهما يكن من أمر، واصل الجيش الاسرائيلي أمس التمشيطات والتفتيشات، والى جانب المخابرات يدير «حملة صيد» لجمع المعلومات. وفي أساسها، فان حملة الجيش التي تتسع من الخليل وجنوب الضفة الى باقي اجزائها، هي حملة عقاب تستهدف ضرب البنى التحتية لحماس: تغلق مؤسسات تعود الى المنظمة، تصادر حسابات بنكية وحواسيب ويعتقل نشطاء.
في هذا المجال هام جدا هو الاعتقال ليل الثلاثاء لـ 53 من اصل 110 ارهابي من صفقة شاليط، تحرروا في 2011 الى الضفة. 35 من المعتقلين هم رجال حماس. وقريبا ستقرر لجنة خاصة في وزارة العدل تعمل منذ 2008 اذا كان المحررون انتهكوا شروط تحريرهم التي تقررت في الصفقة. وستأتي المعلومات التي «تدينهم» من المخابرات بالطبع. اذا ما تبين أنهم مذنبون بالانتهاك، فانهم سيعادون لقضاء كامل عقوبتهم. ويدل هذا الميل على أن الامكانية الاخرى التي ينبغي للقيادة السياسية أن تقررها – ابعاد السجناء الامنيين الى غزة – معقولة أقل في هذه اللحظة.

معاريف الاسبوع 19/6/2014

يوسي ميلمان

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية