القاعدة تهاجم منشآت نفطية حيوية في السعودية
استخدام 3 سيارات مفخخة.. تفجير انابيب نفط.. ارتفاع كبير باسعار النفط والذهبمقتل ثلاثة من رجال الامن وعدد من المهاجمين.. وانباء عن فرار سيارة بعد اشتباك مع الشرطة القاعدة تهاجم منشآت نفطية حيوية في السعوديةلندن ـ القدس العربي ـ من احمد المصري:نفذ مسلحون هجوما بسيارات مفخخة علي منشأة نفطية بالمنطقة الشرقية في السعودية الجمعة مما ادي لمقتل ثلاثة من رجال الامن وعدد من المهاجمين.واعلنت السعودية الجمعة انها احبطت محاولة ارهابية تستهدف منشآت ابقيق النفطية.وافادت مصادر نفطية ان شخصين علي الاقل من المشاركين في الهجوم الذين لم يعرف عددهم، قتلا وكانا يلبسان ثياب شركة ارامكو السعودية التي تشغل المنشآت.واقتحمت المجموعة المسلحة التي يعتقد انها تابعة لتنظيم القاعدة بوابة من السياج الحديدي وكانت المجموعة تستخدم 3 سيارات وبعد الاشتباك مع الأمن وعاملين في شركة أرامكو تم تفجير سيارتين وتمكنت السيارة الثالثة من الهرب.وقالت مصادر لـ القدس العربي ان المسلحين الذين كانوا في السيارتين اللتين انفجرتا قتلوا جميعا.واضاف المصدر ان المسلحين، الذين لم يعرف عددهم، فتحوا نيران أسلحتهم علي حراس الموقع، فقتلوا ثلاثة منهم وأصابوا عشرة بجروح، جراح بعضهم خطيرة.كما اكد المصدر ان الهاربين في السيارة الثالثة اثناء تبادل اطلاق النار اصابوا اثنين من رجال الامن اصابات بالغة. وسارعت السعودية العضو النافذ في منظمة الدول المصدرة للنفط الي طمأنة الاسواق النفطية بان انتاجها لم يتأثر بمحاولة الهجوم في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط. وقال وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي ان المحاولة الارهابية التي احبطتها القوي الامنية بعد ظهر الجمعة كانت تستهدف معامل معالجة النفط في ابقيق شرق السعودية.وأوضح الوزير في بيان ان الجهات الامنية في المملكة ومنسوبي ارامكو تمكنوا من احباط محاولة ارهابية تمت حوالي الساعة 15.10 الجمعة واستهدفت معامل ابقيق لمعالجة البترول .واكد النعيمي ان محاولة الهجوم لم تؤثر علي معدلات انتاج النفط.واشار البيان الي ان حريقا نتج عن الحادثة و تمت السيطرة عليه (..) ولم يؤثر علي معدلات انتاج الزيت والغاز .ونقلت وكالة الانباء السعودية عن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية السعودية ان سيارتين استخدمتا لتنفيذ الهجوم علي مجمع ابقيق وانفجرتا بعد تبادل اطلاق النار مما اسفر عن اصابة اثنين من رجال الامن اصابات بالغة . وفي وقت لاحق مساء الجمعة اعلنت السعودية مقتل رجلي الامن. لكن مصادر اخري اكدت لـ القدس العربي أن ثلاثة ضباط من قوات الحرس الوطني قتلوا وأصيب رابع كما اصيب اثنان من افراد أمن المنشآت أثناء العملية. كما اكد المصدر لـ القدس العربي ان المنفذين استخدموا ثلاث سيارات مفخخة انفجرت اثنتان، وتمكنت السيارة الثالثة من الفرار.وتشهد السعودية منذ أيار (مايو) 2003 موجة هجمات واشتباكات بين قوات الأمن ومسلحين إسلاميين يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة أدت إلي مقتل أكثر من 250 شخصا بينهم نحو 50 من قوات الأمن و118 مسلحا. وتشن المملكة حملة واسعة ضد عناصر تنظيم القاعدة الذي يتزعمه المعارض السعودي اسامة بن لادن، خصوصا بعد هجمات 11 ايلول (سبتمبر) 2001 التي انطلقت علي اثرها الحرب علي الارهاب .وكان بن لادن دعا في 16 كانون الاول (ديسمبر) 2004 في رسالة وجهها عبر الانترنت انصاره الي تنفيذ هجمات ضد المنشآت النفطية في العراق والخليج.ويقدر الخبراء المبلغ الذي تنفقه المملكة السعودية لضمان امن صناعاتها النفطية بـ1.5 مليار دولار.وتصدر السعودية 9.6 مليون برميل نفط يوميا.وتملك السعودية حوالي ربع الاحتياطي العالمي من النفط وهي الدولة الوحيدة التي تملك طاقة انتاج اضافية تبلغ حوالي 1.5 مليون برميل يوميا.وقفزت اسعار النفط الامريكي للعقود الاجلة أكثر من دولارين الجمعة بعد ان جدد الهجوم مخاوف المتعاملين من عرقلة الامدادات. وصعد الخام الخفيف للعقود تسليم نيسان (ابريل) 2.46 دولار الي 63 دولارا للبرميل في تعاملات بعد الظهر ببورصة نيويورك التجارية (نايمكس). وفي بورصة البترول الدولية بلندن قفز خام القياس الاوروبي مزيج برنت 2.04 دولار الي 62.58 دولار للبرميل. وفي اعقاب انباء الهجوم علي منشأة نفطية في السعودية، صعدت اسعار الذهب للبيع الفوري لتنهي جلسة التعاملات في اوروبا الجمعة عند 557.60 ـ 558.50 دولار للاوقية (الاونصة) مقارنة مع 548.40 ـ 549.30 دولار في الاغلاق السابق في سوق نيويورك الخميس، وصعدت الفضة لتنهي التعاملات الاوروبية عند 9.59 ـ 9.61 دولار للاوقية مقارنة مع 9.49 ـ 9.52 دولار في الاغلاق السابق في نيويورك.وتشكل منشأة ابقيق نقطة مركزية لمجموعة الحقول الجنوبية، وتضم حقل غوار وهو اكبر حقل في المنطقة، وهناك مجموعة حقول حواليه هي شبقم، عثمانية وعين دار، علاوة علي حقل ابقيق الضخم. ويمر يوميا ستة ملايين برميل علي مركز معالجة النفط في ابقيق، حيث تتم ازالة الغاز وسوائله، وبعد ذلك يخرج منها خطان للانابيب احدهما الي رأس تنورة حيث مرفأ التصدير، والآخر يذهب الي مصفاة جبيل، وتذهب مجموعة انابيب الي ينبع علي البحر الأحمر.وهذا التجمع محروس بشدة، ومدت كل الانابيب المهمة تحت الارض او في سواتر ترابية. وقال مصدر سعودي ان المنفذين يعرفون ان الحراسة مشددة.وشهدت المنشآت النفطية هجومين سابقين عام 2004 الاول كان في ايار (مايو) علي معمل بتروكيماويات في ينبع، والثاني علي الخبر في حزيران (يونيو).واكد المصدر ان الهدف لم يكن الوصول الي مجمع النفط المحصن جيدا، وانما هز الأمن واحداث التأثير ولاثبات ان القاعدة ما زالت قوية.